في نفس اللحظات التي أعلن فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية، شن الطيران الإسرائيلي هجمات متتالية على قطاع غزة مستهدفًا مواقع للفصائل الفلسطينية في الجنوب. وكتب ترمب على حسابه الرسمي بموقع تويتر " لقد آن الأوان للاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان"، قبل ساعات من إعلان إسرائيل قصف مواقع للفصائل الفلسطينية في قطاع غزة. وقبل القصف قال رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو على موقع "تويتر" على ضوء الأحداث الأمنية، قررت اختصار زيارتي للولايات المتحدة. سألتقي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد عدة ساعات ثم سأعود فورا إلى البلاد لإدارة عملياتنا عن كثب". ماذا يعني الاعتراف بالجولان؟ يقول بركات الفرا السفير الفلسطيني السابق لدى مصر، إن اعتراف الولاياتالمتحدة بسيادة إسرائيل على الجولان، سيتبعه الاعتراف بأماكن أخرى متنازع عليها مثل الضفة الغربية وغور الأردن " ترامب يريد إيصال رسالة للأمة العربية أن الولاياتالمتحدة تقف مع إسرائيل الدولة المعتدية رغمًا عنكم". ولا يجد الفرا حرجًا في وصف الأمة العربية بأنها "في حالة يرثى لها"، بعد إعلان ترامب الأخير بشأن الجولان، والقصف الإسرائيلي الذي تبعه على قطاع غزة قبل أسابيع من إجراء الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية في أبريل المقبل. وقال الفرا " قرار ترامب يخدم نتنياهو في الانتخابات البرلمانية، نتنياهو يريد ان يقول للإسرائيلين أنا جبت لكم الجولان". دعم متبادل في الانتخابات يتفق معه محمد حامد الباحث في العلاقات الدولية في أن الاعتراف بالجولان وقصف غزة ما هو إلا دعم متبادل بين ترامب ونتنياهو في الانتخابات، بعد إفلات ترامب من اتهامات بالتدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية، وهو ما يعني أن ترامب مستمر في رئاسة أمريكا حتى 2024، ولذلك جاء الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان كخدمة من أمريكا لنتنياهو قبل الانتخابات. واعتبر حامد أن قصف غزة ما هو إلا سجال بين اسرائيل وحماس، "يبدو أن حماس أرادت إضعاف نتنياهو أمام ناخبيه، لكن الأخير لن يستعرض كثيرًا في غزة لأن كل تركيزه في الانتخابات"، حسب قوله. ورأي الباحث في العلاقات الدولية أن ما يحدث في الشرق الأوسط ما هو إلا استمرار مباركة أمريكا لطموحات نتنياهو ورغباته، بعد الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وغلق مقر منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، وإعلان الولاياتالمتحدة وقف تمويل وكالة الأونروا لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين وهو ما يعني أن "الولاياتالمتحدة فقدت نزاهتها كوسيط للسلام". ويرى حامد أن الولاياتالمتحدة لم تعد تكترث للعرب، وهو ما يؤكده بركات الفرا سفير فلسطين الأسبق، الذي يأمل أن تتخذ القمة العربية المقرر انعقادها في نهاية مارس الجاري، موقفًا من مما يجري من أحداث في الوطن العربي. مباركة ترامب لسيادة إسرائيل على الجولان، تدعمها الرواية القادمة من تل أبيب في أن سيطرة إسرائيل على هضبة الجولان توفّر حدودًا يمكن الدفاع عنها من غزو بري، ووقاية تل أبيب من إصابة أهدافها في الشمال بنيران المدفعية من هضبة الجولان، حسب ما نشره موقع وزارة الخارجية الإسرائيلية.