أكد الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، أنه لا يجوز للأفراد تطبيق القصاص أو الأخذ بالثأر بأنفسهم بعيدًا عن القانون ومؤسسات الدولة المعنية، ومن يقوم بذلك فقد أجرم في حق الدولة والمجتمع، ووقع في فعل محرم بإجماع العلماء. وشدد مفتي الجمهورية، أن دعوات بعض الأفراد للقصاص أو الأخذ بالثأر من أشخاص بعينهم، هو فعل محرم ومحرم باتفاق أهل العلم؛ حيث رتب الشرع الشريف لولي الأمر المتمثل في الدولة الحديثة في المؤسسات القانونية والتنفيذية جملة من الاختصاصات والصلاحيات والتدابير، ليستطيع أن يقوم بما أنيط به من المهام الخطيرة والمسؤوليات الجسيمة. وأوضح المفتي أن إقامة العقوبات في العصر الحاضر في ظل دولة المؤسسات إنما تناط بجهة محددة تسند إليها وهي ما يسمى بالسلطة المختصة، وهي المنوط بها تنفيذ من حكمت فيه السلطة القضائية؛ ولذلك فإن قيام آحاد الناس الآن بتطبيق القصاص بأنفسهم على أشخاص بعينهم إنما هو عدوان على وظيفة الدولة وسلطاتها المختلفة، وهو ما يقود المجتمع إلى الفوضى والخلل في نظامه العام، فضلًا عن تشويه صورة الإسلام، والكر على مقصد الدعوة الإسلامية بالبطلان أمام العالمين. ولقى شخصان مصرعهما وأصيب آخر عقب صلاة الجمعة بمدينة القوصية في أسيوط، إثر قيام ملثمين بإطلاق أعيرة نارية عليهم. وتلقى اللواء جمال شكر مدير أمن أسيوط إخطارا من مأمور مركز شرطة القوصية، يفيد بالحادث، وأكد شهود عيان أن أحد المجنى عليهم في خصومة ثأرية مع أفراد عائلة أخرى. وكشفت التحريات الأولية، أن أفراد من عائلة عبدالحفيظ في القوصية، أطلقوا الأعيرة النارية على خلفية خصومة ثارية وقتلوا "محمد .م .ر" 19 سنة طرف الخصومة و"عاطف .م .ع" 14 سنة كان يقف بجواره أثناء الصلاة وإصابة آخرين. وبالانتقال والإسعاف والمعاينة والفحص، تبين مقتل "محمد .م .ر" 19 سنة و"عاطف . م .ع" 14 سنة تصادف وجوده بجوار المجني عليه الأول وإصابة آخرين. وأسفر إطلاق الأعيرة النارية، عن إصابة طفل كان بجوار المجني عليه في المسجد، وبسؤال الأهالي وشهود العيان أقروا أن الجناة ينتمون لعائلة "عبدالحفيظ" لخلافات ثأرية بينهما وبين عائلة "بلحة" عائلة المجني عليه. وأكدت مصادر أمنية، أن حادث القوصية بمحافظة أسيوط ثأر بين عائلتين، قامت على أثره إحدى العائلات بانتظار أفراد العائلة الثانية عقب أدائهم صلاة الجمعة بمسجد العميد وائل حجاج وأطلقوا عليهم النار خارج المسجد.