علقت صحيفة الإندبندنت البريطانية على تمرير الدستور المصري الجديد والذي أحدث انقساماً حاداً بين المصريين بأن قادة جماعة الإخوان المسلمين لم يعتادوا على ممارسة العملية الديمقراطية لأنهم أمضوا فترة طويلة في العمل السري. وأشارت إلى أن اضطرار السلطات لإجراء الاستفتاء على مرحلتين يعكس بصورة مباشرة النهج السياسي غير الكفء للاخوان. وأشارت الصحيفة إلى حالة الانقسام التي يعاني منها الشعب المصري بين التيار الليبرالي والعلماني من جهة– وهو تيار إصلاحي ذو توجه غربي – وبين التيار الديني من جهة أخرى، والذي يركز على الأبعاد الدينية في القضايا الداخلية ويسعى لتطبيق الشريعة الإسلامية. وأوضحت "الإندبندنت" أن تراجع السياحة والنشاط الاقتصادي بشكل عام قد يجعل من الصعب على قادة مصر استمالة الناخبين المستاءين حتى إن أرادوا ذلك. واعتبرت أن الإقبال الضعيف على الاستفتاء على الدستور ربما يعكس حالة السأم المتزايدة والتشكيك الذي ينتاب الناخبين. وترى الصحيفة أنه بالرغم من كل هذا، فإنه لا ينبغي فقط التركيز على مسار مصر خلال الشهرين الأخيرين فقط. وبالرغم من أن المعارضة لديها مخاوف مبررة بشأن الدستور الجديد، خشية عدم وجود ضمانات كافية لحقوق النساء والأقليات الدينية، فإن الرئيس مرسي محق أيضا في إصراره على أن تمضي قدما المرحلة المقبلة من التطور الديمقراطي في مصر، وإجراء الانتخابات البرلمانية، بحسب الخطة المحددة. وتقول الصحيفة إنه في مصلحة كافة المصريين بأن يتم الالتزام بالجدول الزمني الذي يمتد لشهرين، وأن يعكس البرلمان الجديد الطيف الحقيقي لكافة الآراء، وأن يصبح منبرا لمناقشة الخلافات التي تنعكس حاليا في صورة اضطرابات في الشوارع بصورة فوضوية ومثيرة للخطر.