أكد الدكتور محمد متولي منصور، أستاذ أصول اللغة بجامعة الأزهر، على دور وزارة الأوقاف الرائد في محاربة الأفكار المتطرفة، مثمنًا جهود الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، الدعوية والعلمية والوطنية. وأوضح «متولي» خلال الندوة العلمية الكبرى، التي عقدتها الأوقاف بالتعاون مع صحيفة عقيدتي تحت عنوان: "مخاطر الإلحاد وسبل مواجهته" بمسجد الخلفاء الراشدين بالقاهرة، أن الإلحاد هو إنكار وجود الله ( عز وجل) ، وأنه نشأ عقب انتشار الفكر غير المنضبط وتنامي نشاط التيارات الفكرية في نقد الأديان، وأن الملحدين لم يحاربوا الإسلام وحده بل كل الأديان السماوية ؛ لأن كل الأديان السماوية جاءت بتوحيد الله تعالى. وأضاف أن الجهل وعدم المعرفة بالله تعالى توصل إلى الإلحاد، وبقراءة تاريخية يتضح لنا أن الإلحاد قضية قديمة ولكنها كانت على هامش الأحداث دائما، وظهور نداءات الملحدين في هذا العصر لا تعني أن الإلحاد أصبح ظاهرة ولكن سماع صيحاتهم من وقت لآخر ناتج عن تقدم وسائل العصر في التواصل عبر الشبكات العنكبوتية، وتشير بعض الدراسات الإحصائية الى أن نسبة الملحدين لا تتجاوز 3% وهذا يعد نذير خطر يدعو العلماء والمصلحين وأولياء الأمور إلى أن يتنبهوا لأبنائهم ويلاحظوا تفكيرهم ، ويراعوا التنشئة الإيمانية منذ نعومة أظافرهم على الوسطية والاعتدال وعدم التفريط ، منبها على خطورة تخلي الأسرة عن التوجيه والتنشئة فهو سبب مباشر من أسباب الإلحاد ، فالتحدي أصبح كبيرًا أمام المربين من الموجهين والآباء والأمهات. وأشار «أستاذ أصول اللغة» إلى أن من أسباب الإلحاد تسلط الشهوات على الشباب، مع انفتاح العالم الفضائي، وكذلك التشدد والجمود الديني، مشيدًا بعناية الدولة في هذه المرحلة بأمرين هامين: العناية بالصحة، والعناية بالتعليم، من أجل مواجهة تلك الآفة الخطيرة على الدين والسلوك والأخلاق. وشدد الدكتور جمال إبراهيم – مدير عام الإرشاد الديني بديوان عام الوزارة، على أن الغاية من إرسال الرسل هي هداية البشرية إلى الفطرة السليمة، وكشف فساد معتقد المشركين والملحدين ومن على شاكلتهم ، وقد ذكر القرآن الكريم الكثير من الدلائل الحية من القصص والرؤى العقلية على وجود الله (عز وجل) ، وإثبات قضية توحيد الخالق سبحانه وتعالى، وذلك كما في قوله تعالى : "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ" والقرآن الكريم ساطع البرهان واضح الدليل متسق مع الفطرة السليمة في الرد على الملحدين ومنكري وجود الإله، فواجب الأسرة أن تقوم بمسئوليتها تجاه رعاية أبنائها وتنشئتهم تنشئة دينية وقاية لهم من خطر الإلحاد. وقال الدكتور خالد صلاح وكيل مديرية أوقاف القاهرة، إن الله خلق الإنسان وسخر له كل ما في الكون ليؤدي ما أنيط به من تكليفات العبودية وعمارة الكون، ولذلك أرسل الله الرسل تترا كي يخرج الناس من الظلمات إلى النور، ويقوموا بداخلهم سبل الهداية وطرق العلم والمعرفة ، مشيرًا إلى أن الإلحاد يغاير التوحيد ويناقض العبودية التي فطر الله الخلق عليها، ولذلك جاءت الأديان لتعصم الإنسان من هوى النفس والشيطان. جاء ذلك في إطار خطة وزارة الأوقاف الدعوية لنشر الفكر الوسطي المستنير، وحرصها على بيان وسطية الإسلام وروحه السمحة، وحاضر فيها كل من: الدكتور محمد متولي منصور – أستاذ أصول اللغة بجامعة الأزهر، والدكتور جمال إبراهيم – مدير عام الإرشاد الديني بديوان عام الوزارة، والشيخ خالد صلاح – وكيل مديرية أوقاف القاهرة، بحضور جمع غفير من المصلين، وأدار الندوة إبراهيم نصر – مدير تحرير جريدة عقيدتي.