* طائرات دون طيار تستهدف رئيس فنزويلا * المعارضة تتهم مادورو باستغلال حادث الاغتيال لتعزيز سلطاته * خبراء: نظام كاراكاس سيتخذ إجراءات رادعة ضد معارضيه تستهدف الحريات عقب ساعات قليلة من محاولة اغتيال رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو، اتجهت أصابع الاتهام إلى جهات داخلية وأخرى خارجية، شملت اليمين المتطرف وقادته في داخل البلاد والسلطات الكولومبية التي تأوي عددا كبيرا منهم من أعداء نظام كاراكاس، فبعد أن نجا رئيس فنزويلا من محاولة اغتيال أثناء إلقائه خطابا في عرض عسكري في العاصمة كاراكاس، حين قاطعته أصوات انفجار المواد الملتهبة التي كانت تحملها طائرات دون طيار أسفرت عن إصابة 7 جنود من عناصر الجيش. وظهر مادورو رئيس الحزب الاشتراكي بعد ساعتين من الحادث، في خطاب متلفز يتهم المعارضين في قوى اليمين المتطرف فيما زعم بأنه محاولة اغتيال فاشلة استهدفت شخصه. وقال مادورو: لقد جاءت تلك الطائرات من أجلي ولكن كان هناك درع من الحب، واعتقد أنني سأحيا لعدد من السنوات المقبلة، مشيرا إلى أن التحقيقات التي أجرتها السلطات في كاراكاس، أكدت وجود صلات بتورط كولومبيا ورئيسها خوان مانويل سانتوس على وجه التحديد، فضلا عن عدد من الممولين للحادث في ولاية فلوريداالأمريكية. ونقلت تصريحات رئيس فنزويلا عبر وزير الإعلام في نظامه، جورج رودريجز، والذي أكد أن العديد من تلك الطائرات قد هاجمت الرئيس بما كانت تحمله من مواد متفجرة ألقتها بالقرب من المكان الذي كان يلقي فيه خطابه. وأنكرت كولومبيا الاتهامات التي وجهها مادورو ووصفتها بأنها سخيفة ولا أساس لها من الصحة، متهمة رئيس فنزويلا بإلقاء التهم صد بوجوتا في أي مناسبة. وعقب التقارير التي حملت الإدانة والاتهامات التي تبادلها نظاما البلدين، أعلنت جماعة من المتمردين يسمون أنفسهم بجماعة "جنود فلانال" أعلنوا مسئوليتهم عن الحادث وأنهم أرسلوا طائرتين تحملان موادا متفجرة استهدفت الرئيس الفنزويلي ولكن قناصة مادورو تمكنت من إسقاطها. ووفقا لرؤية الحكومة الفنزويلية للحادث فإن الطائرات المهاجمة للرئيس مادورو طارت فوق منطقة محظور الطيران فيها حيث أقيم العرض العسكري في كاراكاس، وأنها تركزت في مناطق بالقرب من حيث يقف رئيس فنزويلا وأسقطتها مستهدفة شخصه، وفقا لما أعلنته محطة إن تي ان 24 الإخبارية في كاركاس. وأشار تقرير المحطة الفنزويلية إلى أن تأثير الحمولة المتفجرة كان محدودا إذ أنها انفجرت بداخل أحد المباني القريبة من حيث تواجد الرئيس مادورو، بينما أوضحت الصور التي تداولتها وسائل الإعلام الاجتماعي دخانا يتصاعد من أحد المباني دليلا على صدق تلك الرواية. وعلى الجانب الآخر، بعيدا عن الحمولة المتفجرة التي استهدفت رئيس فنزويلا، فإن مادورو وفقا للمعارضة في كاركاس سيستغل الحادث سياسيا لصالحه، وفقا لرأي الخبير السياسي الفنزويلي وأقدم زميل في مكتب واشنطن لأمريكا اللاتينية. وأضاف الخبير أنه على الرغم من الميزات التي يرمي إليها رئيس فنزويلا، لتركيز سلطاته، فإنه سيتخذ إجراءات مشددة لتقييد معارضيه وتطهير الحكومة والجيش. أما على مستوى الفنزويليين على وسائل التواصل الاجتماعي فقد اتجهت أصابع الاتهام إلى إدانة المخابرات المركزية الأمريكية « سي آي إيه» وجهاز المخابرات الإسرائيلي الموساد، فيما ذهب البعض إلى أنها محاولة دعاية مغرضة. أدان رئيس بوليفيا ايفو موراليس محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها اليوم الأحد رئيس فنزويلا، مؤكدا الاتهامات التي ألقاها نظيره نيكولاس مادورو يتهم فيها كولومبيا وزعيمها خوان سانتوس بالتخطيط للمؤامرة الفاشلة. وقال الرئيس البوليفي في تغريدة له عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي اليوم، إننا ندين وبشدة ذلك الحادث العنيف الإجرامي الذي استهدف رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو وأصاب أيضا الأمة البوليفية. وأضاف «أنه بعد محاولاتهم الفاشلة لاستهداف الديمقراطية في فنزويلا وكذلك الاقتصاد والسياسة والجيش، فالآن الإمبراطورية الأمريكية وخادماتها يهددون حياته». وفي 2013 خلف نيكولاس مادورو، الرئيس هوجو شافيز الذي شن الجيش محاولة انقلاب عسكري ضده في أبريل 2002.