سقوط إمبراطورية المال السياسي تحت فرمان الرئيس السيسي    8 مليارات جنيه إيرادات.. ماذا حققت السكة الحديد في 2025؟    ماكرون: روسيا لا تسعى للسلام ويتعين إجبارها على إنهاء الحرب    نائبة أوكرانية: مقترحات السلام الحالية غير واقعية وروسيا تسعى للسيطرة وإذلال الشعب الأوكراني    الرئيس الإسرائيلي يحسم موقفه من طلب ترامب العفو عن نتنياهو    كأس العرب| شوط أول سلبي بين السودان والعراق    كين يقود بايرن لاكتساح شتوتجارت في الدوري الألماني    عاكس صديقة شقيقته.. طالب يتنقم من زميله فى دار السلام بتمزيق جسده    ب 10 جنيهات، هشام الجخ يكشف بداياته من حفلات "الأندر جراوند" إلى القمة    خالد محمود يكتب: أفضل أفلام 2025    محافظ الأقصر والسفيرة الأمريكية يفتتحان «الركن الأمريكي» بمكتبة مصر العامة    أصالة تكشف حقيقة انفصالها    صحة المنوفية تتفقد 3 مستشفيات بمنوف لضمان انضباط الخدمة الطبية    الفريق أحمد خليفة يلتقى رئيس أركان القوات المسلحة القطرية    بدء فرز الأصوات على جدول أعمال عمومية المحامين لزيادة المعاشات    اسكواش – تأهل عسل ويوسف ونور لنهائي بطولة هونج كونج المفتوحة    عمر مرموش يشارك فى مباراة مان سيتي ضد سندرلاند قبل 20 دقيقة من النهاية    بيطري الشرقية: استدعاء لجنة من إدارة المحميات الطبيعية بأسوان لاستخراج تماسيح قرية الزوامل    الإعدام لمتهم والمؤبد ل2 آخرين بقضية جبهة النصرة الثانية    مان سيتي ضد سندرلاند.. السيتزنز يحسم الشوط الأول بثنائية دفاعية.. فيديو    هيئة الكتاب تهدي 1000 نسخة من إصداراتها لقصر ثقافة العريش دعمًا للثقافة في شمال سيناء    لليوم السادس التموين تواصل صرف مقررات ديسمبر حتى 8 مساء    العثور على فتاة متغيبة بالشرقية بعد تداول منشورات عن اختفائها    ضبط عاطل اعتدى على شقيقته بالمرج    الحبس شهر وغرامة 20 ألف جنيه لمساعدة الفنانة هالة صدقي بتهمة السب والقذف    الاتصالات: 22 وحدة تقدم خدمات التشخيص عن بُعد بمستشفى الصدر في المنصورة    نظام «ACI».. آلية متطورة تُسهل التجارة ولا تُطبق على الطرود البريدية أقل من 50 كجم    إطلاق الشهادة المرورية الإلكترونية رسميًا.. خطوة جديدة نحو «مرور بلا أوراق»    عمرو عابد يكشف سر عدم تعاونه مع أبطال «أوقات فراغ»    عاجل- رئيس الوزراء القطري: مفاوضات السلام في غزة تمر بمرحلة حرجة    هذا هو موعد عرض فيلم الملحد في دور العرض السينمائي    "الشرع": سوريا تعيش حاليًا في أفضل ظروفها منذ سنوات.. وإسرائيل تصدّر الأزمات إلى الدول الأخرى    حل أزمة عجز المدرسين.. كيف تمت معالجة أحد أكبر تحديات التعليم؟    لماذا يزداد جفاف العين في الشتاء؟ ونصائح للتعامل معه    مفتي الجمهورية: التفاف الأُسر حول «دولة التلاوة» يؤكد عدم انعزال القرآن عن حياة المصريين    موعد مباراة أتلتيكو مدريد ضد أتلتيك بلباو والقناة الناقلة    مواعيد مباريات دوري كرة السلة على الكراسي المتحركة    احذر.. الإفراط في فيتامين C قد يصيبك بحصى الكلى    المرحلة النهائية للمبادرة الرئاسية «تحالف وتنمية»: قبول مبدئي ل9 تحالفات استعدادًا لتوقيع البروتوكولات التنفيذية    15 ديسمبر.. آخر موعد للتقدم لمسابقة "فنون ضد العنف" بجامعة بنها    الشرع: إسرائيل قابلت سوريا بعنف شديد وشنت عليها أكثر من ألف غارة ونفذت 400 توغل في أراضيها    وزير الصحة يشهد انطلاق المسابقة العالمية للقرآن الكريم في نسختها ال32    الإعلان التشويقى لفيلم "القصص" قبل عرضه فى مهرجان البحر الأحمر السينمائى الدولى    فيلم السلم والثعبان.. لعب عيال يحصد 65 مليون جنيه خلال 24 يوم عرض    الزراعة توزع أكثر من 400 "فراطة ذرة" مُعاد تأهيلها كمنح لصغار المزارعين    مواقيت الصلاه اليوم السبت 6ديسمبر 2025 فى المنيا..... اعرف صلاتك بدقه    حارس بتروجت: تتويج بيراميدز بإفريقيا "مفاجأة كبيرة".. ودوري الموسم الحالي "الأقوى" تاريخيا    وزير الأوقاف يعلن عن أسماء 72 دولة مشاركة في مسابقة القرآن الكريم    تحليل فيروسات B وC وHIV لمتعاطي المخدرات بالحقن ضمن خدمات علاج الإدمان المجانية في السويس    السيسي: سنعمل على تذليل أي عقبات لضمان نجاح مشروع المدارس اليابانية بمصر    السيسي يوجه بمحاسبة عاجلة تجاه أي انفلات أخلاقي بالمدارس    اندلاع حريق ضخم يلتهم محتويات مصنع مراتب بقرية العزيزية في البدرشين    محافظ الشرقية يتابع الموقف التنفيذي لسير أعمال إنشاء مجمع مواقف مدينه منيا القمح    وزير الأوقاف: مصر قبلة التلاوة والمسابقة العالمية للقرآن تعكس ريادتها الدولية    الصحة: فحص أكثر من 7 ملابين طالب بمبادرة الكشف الأنيميا والسمنة والتقزم    الصحة: توقعات بوصول نسبة كبار السن من السكان ل 10.6% بحلول 2050    منتخب مصر المشارك في كأس العرب يواجه الإمارات اليوم بحثا عن الانتصار الأول    منافس مصر - مدافع نيوزيلندا: مراقبة صلاح تحد رائع لي ومتحمس لمواجهته    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حقوقية يمنية: مشروع الحوثيين لا يقف عند حدود اليمن.. تدخل التحالف العربي جاء بناء على طلب من السلطة الشرعية.. و76% من سكان البلاد بحاجة لمساعدات إنسانية.. والدعم الإيراني للميليشيات موثق.. صور


* باسندوه:
* ضرب الملاحة النفطية في باب المندب استجابة حوثية لإرادة إيرانية
* المشروع الإيراني يسعى للتمدد في العالم العربي بالكامل واليمن كان إحدى محطاته
* المستشفيات والمدارس تحولت لثكنات عسكرية للحوثيين والمدارس تستخدم مخازن للسلاح
* رفض شعبي لممارسات الحوثيين في اليمن ومعاناة السكان كبيرة تحت حكمهم
* مخرجات الحوار الوطني مثلت حالة إجماع فريدة في السياسة اليمنية المعاصرة
* الجماعة فقدت الغطاء السياسي بعد اغتيالها ل على عبد الله صالح
تعرضت ناقلتي نفط سعوديتين، مساء الأربعاء الماضي، تحملان 4 ملايين برميل إلى هجوم من قبل ميليشيا الحوثي، الأمر الذي أعاد تسليط الضوء من جديد على المشهد اليمني بعد أن أصبح معقدا للغاية، ويجد المتابع صعوبة في تحديد ملامحه؛ في ظل تداخل المشاريع المتصارعة في هذا البلد، والتي تعود إلى قوى دولية وإقليمية ومحلية مختلفة وتعود إلى غض طرف المجتمع الدولي عما يفعله الحوثيون هناك.
والتقى "صدى البلد"، الدكتورة وسام باسندوه، الخبيرة الحقوقية اليمنية في مجال الحقوق والحريات السياسية، خلال زيارتها القصيرة للقاهرة، واستضافتها في صالون "صدى البلد".
وقالت "باسندوه" إن الحوثيين بتمددهم نحو الجنوب وصلوا إلى مضيق باب المندب وباتوا يهددون الملاحة في البحر الأحمر، كما عقدوا مناورات عسكرية على حدود المملكة العربية السعودية، مشيرة إلى أن كل من كان يتابع القنوات التلفزيونية التابعة لميليشيا الحوثي سيجد أنهم كانوا يهددون بأنهم سيؤدون الصلاة في رحاب الحرم المكي في رمضان القادم، في إشارة إلى رغبتهم في السيطرة على المملكة العربية السعودية، وكان هذا بعد ستة أشهر من سيطرتهم على صنعاء، ما يعني أن المملكة العربية السعودية كانت مستهدفة أيضا وأن مشروع هذه الجماعة لا يقف عند حدود اليمن فقط.
وأضافت أن استدراج عصابات الحوثي بضرب الملاحة النفطية البحرية في مضيق باب المندب هو استجابة لإرادة إيرانية، بتهديد أمن وسلامة الملاحة في البحر الأحمر بعد أن توعد الحوثيون من قبل بقطع الملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، ولا يمكن استبعاد العلاقة بين تزايد وتيرات تهديدات الرئيس الأمريكي ترامب لإيران عن هذا التطور الخطير الذي أقدمت عليه الجماعة الحوثية مما يؤكد أنهم مجرد أداة إيرانية تنفذ أجنداتها.
ولفتت إلى أن المشروع الإيراني يسعى للتمدد في العالم العربي بالكامل، والحوثيون لا يأبهون باليمن فمشروعهم أكبر من اليمن، واليمن ليست إلا محطة فقط ضمن المشروع الإيراني وإن كان الحوثيين مجرد أقلية إلا أنهم أرادوا إقصاء كل اليمنيين ومشروعاتهم لأطماع ذاتية.
وأوضحت كيف أن الأمين العام ل"حزب الله" حسن نصر الله أسقط ما بقي من ورق التوت، ومن كانوا يظنون أن الحزب معني فقط بمقاومة إسرائيل ولا علاقة له بالطائفية حين أعلن صراحة قبل أكثر من أسبوعين إنه يتمنى أن يكون جندي مقاتل تحت قيادة زعيم الجماعة الحوثية، كما دعا العديد من قيادات جماعة الحشد الشعبي في العراق بالزحف إلى اليمن للقتال وتبقى هذه بمثابة حجج واضحة لمن لا يزال ينكر العلاقة بين هذه الجماعة وإيران.
وأشارت الخبيرة الحقوقية إلى أنه من حق المملكة العربية السعودية أن تحمي أمنها القومي وتحافظ على مصالحها، بالإضافة إلى دورها العروبي الحقوقي في دعم أشقائها باليمن.
واستعرضت "باسندوه" بداية الأزمة اليمنية التي اندلعنت بسبب انقلاب جماعة الحوثي على السلطة الشرعية بقوة السلاح، مشيرة إلى أنه ليس من الطبيعي أنه وبعد أن وضع اليمنيون الكثير من أسس الانتقال الديمقراطي خلال الفترة الانتقالية التي أعقبت نجاح الثورة اليمنية من خلال الانتقال السلمي للسلطة في البلاد، وشارك غالبية الفرقاء السياسيين اليمنيين على مائدة الحوار الوطني وأقروا إقامة دولة يمنية فيدرالية في محاولة أن يبقي اليمن موحدا لكن ليس في إطار دولة مركزية ولكن في إطار دولة فيدرالية، أن نعود لنقطة الصفر من جديد.
وأوضحت للمشاركين في الندوة أن اليمن- خلال الفترة الانقالية- كان قد وقع على اتفاقية منع استخدام الألغام ووقع على اتفاقية منع تجنيد الأطفال ورفع سن الطفولة إلى 18 سنة بما يعني منع تشغيل الأطفال وتجريم تزويج القاصرات، كما أقر كوتة للمرأة بحيث لا يقل تمثيلها عن الثلث ليس فقط للمشاركة في السلطة ولكن في كل مرافق الدولة.
وقالت إن كل هذه الأمور ضرب بها عرض الحائط بمجرد الانقلاب الحوثي على السلطة وعاد اليمن للوراء للظلام، مئات الأعوام.
واعترضت "باسندوه" على الاتهام القائل بأن التدخل السعودي- الإماراتي كان تأجيجا للصراع في اليمن وقالت: "هذه نظرة قاصرة جدا حيث لا يعلم هؤلاء تفاصيل الصراع في اليمن والأهم هو قيام التحالف العربي بالتدخل في اليمن بناءً على طلب من الجانب اليمني ممثلا في السلطة الشرعية".
وذكرت الخبيرة الحقوقية أن بداية الانقلاب الحوثي كانت في 21 سبتمبر وتدخل التحالف العربي جاء بعد 6 أشهر من الانقلاب على السلطة.
ولا يمكن إغفال لماذا حدث هذا التدخل؟! فبعد أن وقعت الحكومة الشرعية مع الحوثيين بعد دخولهم المسلح إلى صنعاء وسيطرتهم على مفاصل الدولة - اتفاقية السلم والشراكة- واتفقوا على حكومة موحدة، إلا أن الحوثيين ما لبثوا ان اعتقلوا مدير مكتب الرئيس وجمدوا الحكومة ووضعوا رئيس الحكومة والوزراء وحتى الرئيس نفسه تحت الإقامة الجبرية لمجرد أنه قدم استقالته احتجاجا على رغبتهم بالانفراد بالسلطة وترك الرئاسة والحكومة مجرد ديكور لتمرير قراراتهم.
وأضافت أنه وبعد أن تمكن الرئيس هادي من الوصول إلى عدن والإفلات من قبضة الحوثيين، اجتاح الحوثيون الجنوب وقصفوا مقر الرئاسة.
وتساءلت "باسندوه": "إلى أين وصل الحال في اليمن الآن؟ بعد أن فشل المبعوث الأممي الأول جمال بن عمر ثم إسماعيل ولد الشيخ في إيجاد مخرج لليمن واليمنيين، وها هو الآن المبعوث الأممي الجديد مارتن جريفيث يحاول الوصول إلى نقطة التقاء، والإشكالية الرئيسية التي كانت تتعطل فيها كل هذه العمليات هي أن الحوثيين يتعنتون في الانسحاب من تسليم السلطة للدولة ويرفضون الانسحاب من مؤسسات الدولة، وهذه هي المرجعية الرئيسية التي اعتمدتها المؤسسات الدولية والأمم المتحدة وفق القرار 2216 كبداية لأي حل سياسي".
وسردت الخبيرة اليمنية الانتهاكات والوضع الإنساني في اليمن حاليا على يد الحوثيين، وقالت إن هناك انتهاكات ممنهجة بشكل نوعي تجاه الأطفال والنساء كما أن قطاعا كبيرا من اليمنيين في الداخل يعانون من انقطاع الرواتب، ما يشكل أزمة حقيقية.
وأضافت أن الحوثيين يحمَلون السلطة الشرعية تسليم هذه الرواتب، بينما في الحقيقة أن الحوثيين هم من يحصل على عائدات الضرائب ويستولون على مخصصات الدولة، كما أنهم نهبوا البنك المركزي وكل عائدات الدولة وعائدات ميناء الحديدة ينفردون بها تماما ويمتنعون عن دفع الرواتب للناس وبالفعل أضافوا وأقروا حق الخمس، حيث يخصمون من الناس خمس الموارد باعتبارها حق مكتسب لهم كونهم من آل البيت الهاشمية.
وشددت "باسندوه" على أن هناك أيضا ارتفاع في أسعار السلع والمشتقات النفطية وكل الخدمات، بالإضافة إلى تعطل مرافق الكهرباء والمياه في اليمن وأكثر من 80% من السكان لا تصلهم مياه الشرب، وهناك أكثر من جريمة حصار جماعي، فهناك مأساة حصار تعز التي تنهي الآن عامها الثالث، والعالم كله يقف مكتوف الأيدي ويتجاهل الحوثيين كل المطالبات لرفع الحصار عن تعز، بينما نجد أن العالم يتحدث عن الأزمة الإنسانية فقط حين تتقدم قوات الشرعية والتحالف لتحرير ماتبقى من البلاد من سيطرة الحوثيين.
وحول الوضع الصحي قالت "باسندوه": "نحن نتكلم عن أزمة حقيقية في الصحة وانتشار أوبئة وأمراض تخلص العالم كله منها مثل وباء الكوليرا الذي يعد من الامراض المنقرضة من العالم وهناك أوبئة أخرى بسبب أن العديد من المستشفيات معطلة عن العمل، وهناك نقص في الأدوية والقطاع الصحي في حالة انهيار كامل وبعض المستشفيات تهدم، كما حول الحوثيون بعضها لثكنات عسكرية والعديد من الكفاءات الطبية هاجرت من البلاد فهناك اختطاف للأطباء، فالحوثيون لا يقيمون حرمة لأي مكان أو كادر".
وتحدثت عن أن منظمة الصحة العالمية في آخر تقاريرها تحدثت عن أن حالات الكوليرا وصلت ل 80 ألف حالة اشتباه ومن الممكن أن ترتفع الحالات إلى 200 ألف، إضافة للحالات التي توفت بسبب الكوليرا وقدمت منظمة الصحة العالمية بعض المساعدات، وتبقى المساعدات الأهم من منظمة الملك سلمان للأعمال الإغاثية والهلال الأحمر الإماراتي.
وأوضحت "باسندوه" أن الأمراض منتشرة بصورة أكبر في المناطق الخاضعة للحوثيين بسبب القمامة المكدسة وإضراب عمال القمامة لانقطاع الرواتب والمياه الملوثة غير الصالحة للشرب.
وأضافت أن تقرير منظمة الصحة العالمية يؤكد أن 700 ألف طفل يمني دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية والتقرير صادر في مايو 2018، بينما التقرير السابق له والذي صدر في يناير 2018 أقر بأن 400 ألف طفل دون سن الخامسة يعاني سوء التغذية أي أن العدد تضاعف ما بين 200 إلى 300 ألف في 4 أشهر.
ولفتت إلى أن تقرير لمكتب المساعدات الإنسانية التابع للأمم المتحدة يقول إن 22 مليون يمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية أي أكثر من 76% من السكان والنسبة زادت مليون ونصف الملبون شخص خلال 6 أشهر، كان هذا في نهاية 2017، أي أن أكثر من نصف الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية.
واستعرضت "باسندوه" الانتهاكات النوعية الأخيرة حول النساء خلال الفترة من سبتمبر 2017 حتى مارس 2018، فحوالي 545 سيدة يمنية كن عرضة للاختطاف أو إصابات بالألغام أو اعتداء جسدي أو اعتداء مسلح خلال 6 أشهر فقط.
وأضافت أن هناك 1206 طفل قتلى خلال 6 أشهر، منهم 1093 فقط ضحايا الحوثيين بشكل مباشر ويليهم القاعدة وغيرها من التنظيمات الإرهابية.
وبينت أن الجيل القادم من أبناء اليمنيين سيخرج جاهل وجائع ومشرد بسبب النزوح من كل المدن، وهناك 2 مليون طفل خارج منظومة التعليم بسبب أن أكثر من 50% من المدارس هدمت أو تستخدم كمخازن لتكديس الأسلحة وبعضها حولت لثكنات عسكرية.
وطالبت "باسندوه" بأنه يتعين علينا أن نفهم عقلية الحوثيين حتى نفهم أن تعطيل العملية التعليمية وتجهيل النشء أمر ممنهج لا يعيرونه أي انتباه، فعلى سبيل المثال كان وزير الشباب التابع للحكومة المعينة من قبل الجماعة الحوثية - وهي الحكومة غير المعترف بها دوليا - يشجع على تجنيد الأطفال وتركهم للمدارس والتوجه لساحات القتال لإنهاء الحرب، فالحوثيون يباهون بتجيند الأطفال مثل الدواعش ويعلقون صورهم على النعوش بتفاخر ولا يجدون أي ضير في ذلك.
وعن حل الأزمة اليمنية، قالت "باسندوه" إن الحل الجذري لأزمة اليمن يرتبط في الأساس بالحل السياسي ولابد أن يتم التواصل مع المجتمع الدولي لإظهار فضائح الحوثيين، وأوضحت المفارقة في مواقف المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية فحين يتعلق الأمر بمحاولة دحر الحوثيين نسمع أصوات الترهيب من الأزمات الإنسانية تتعالى، وعدا ذلك يغض المجتمع الدولي طرفه ولا ينظر إلى حصار تعز ولا الأزمة الإنسانية في الحديدة الممتدة منذ سنوات للأسف الشديد.
وعبرت عن قلقها من خطورة الأوضاع الإنسانية في اليمن وقالت: "نخشى أن استمرار الحوثيين في غيهم ناتج من أنهم لم يجدوا رادعا دوليا وهناك تدليل يمنى به الحوثيين من قبل المجتمع الدولي يجعلنا نتساءل".
وأكدت "باسندوه" أن هناك مشروعا إيرانيا خلف هذه الجماعة وهذا التغلغل الحوثي، ولكن اليمن عطلت هذا المشروع، والآن بات الإيرانيون يحاولون مقايضة اليمن كورقة ضغط بمناطق أخرى.
وأضافت أن الدعم الإيراني للحوثيين موثق من تهريب السلاح والصواريخ والتدريب للمقاتلين الحوثيين في صعدة أو جنوب لبنان والموارد المنهوبة من قبل الحوثيين والأزمة الإنسانية الممتدة على جميع البلاد، مبينة أن مشروع الحوثي كبير وهناك أمراء حروب يستفيدون من عوائد ميناء الحديدة ومرافق العاصمة ومؤسساتها تحت أيديهم وبنوا تجارات ضخمة.
وشددت الخبيرة الحقوقية على أن هناك رفضا شعبيا عام اللحوثيين قائلة: "ولا أبالغ حين أقول عام، ففيما يتعلق بالجماعة الحوثية حتى قبل انفضاض تحالفهم مع جماعة الرئيس السابق على عبد الله صالح والمؤتمر الشعبي العام، كان هناك بعض الأرضية والقاعدة الشعبية التي يتمتع بها بعض أنصار الرئيس السابق كانت تتغاضى عن الحوثيين بسبب هذا التحالف، لكن بعد فض هذا التحالف أصبح هناك رفض شعبي عام تقريبا حتى من بعض الذين كانوا يتحدثون عن منحهم فرصة، بعد ما رأوا مدى عنصرية الحوثيين في المناطق التي سيطروا عليها".
وذكرت أن جماعة الحوثي هي جماعة إقصائية طائفية عنصرية، بالإضافة إلى الرفض الشعبي العام لها لعجزهم عن إدارة الدولة، هم حتى عاجزون عن التخلص من القمامة أو توفير العلاج أو إيصال المساعدات إلى مستحقيها أو إدارة مرافق الدولة، كما أنهم يأخذون إتاوات وبالتالي أصبح هناك رفض شعبي عارم للجماعة.
وأكدت "باسندوه" أن هناك مشكلة حقيقية على الصعيد الدولي، وهي أن كل ما يحدث في اليمن يتم اختزاله في الأزمة الإنسانية.
وقالت إن هناك أزمة إنسانية حقيقية تم استعراضها بالأرقام والمعطيات ولكن اختزال الأزمة اليمنية في الجانب الإنساني أمر قاصر جدا ويجب حل الأزمة السياسية بالتوازي لأن الأزمة الإنسانية هي انعكاس للأزمة السياسية، لكن الحديث عن إيقاف حرب دون حل الأزمة السياسية ودون عودة الدولة واستعادة الشرعية يبقى مجرد ترقيع ثم لن نلبث لأن نعود بعد فترة لذات الصراع.
وتحدثت "باسندوه" عن الرئيس الراحل على عبد الله صالح كونه كان ظهيرا شرعيا وكان بمثابة الغطاء السياسي للجماعة الحوثية ولكن بعد اغتياله فقدوا أي غطاء سياسي لهم لأن هذه الجماعة معروف أنها لا تجيد التعامل بالسياسة وهناك بعض المحسوبين على الرئيس السابق والمؤتمر الشعبي العام داخل صنعاء يعتبرون أنهم ممثلون الآن عن الحزب وأنهم ولكن في الحقيقة كل مايصدر عنهم من قرارات في الداخل الآن هي قرارات تحت الضغط وبالتالي لا يلتفت كثيرا لها.
واختتمت الندوة بالتأكيد على أن الحل السياسي في اليمن يأتي من خلال العودة للمرجعيات الرئيسية التي أقرها قرار الأمم المتحدة رقم 2216 ومن خلال تسليم الجماعة للسلاح ومؤسسات الدولة للسلطة الشرعية واعتماد مخرجات الحوار الوطني.
وشددت على عدم العودة مجددا لنقطة الصفر، فكل ما تم خلال السنتين وأكثر التي سبقت الانقلاب، أي خلال المرحلة الانتقالية، يجب ألا يضيع هباء فلدينا مخرجات الحوار الوطني التي مثلت حالة إجماع يمنية نادرة وفريدة في السياسة اليمنية المعاصرة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.