طالبت الدكتورة وسام باسندوه، الخبيرة الحقوقية اليمنية في مجال الحقوق والحريات السياسية، بضرورة تفهم عقلية الحوثيين حتى نفهم أن تعطيل العملية التعليمية وتجهيل النشء أمر ممنهج لا يعيرونه أي انتباه. وقالت "باسندوه"، خلال ندوة لها بصالون "صدى البلد"، الأسبوع الماضي، إنه على سبيل المثال كان وزير الشباب التابع للحكومة المعينة من قبل الجماعة الحوثية - وهي الحكومة غير المعترف بها دوليا - يشجع على تجنيد الأطفال وتركهم للمدارس والتوجه لساحات القتال لإنهاء الحرب، فالحوثيون يباهون بتجيند الأطفال مثل الدواعش ويعلقون صورهم على النعوش بتفاخر ولا يجدون أي ضير في ذلك. وعن حل الأزمة اليمنية، قالت وسام باسندوه إن الحل الجذري لأزمة اليمن يرتبط في الأساس بالحل السياسي ولابد أن يتم التواصل مع المجتمع الدولي لإظهار فضائح الحوثيين، مشيرة إلى المفارقة في مواقف المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية، فحين يتعلق الأمر بمحاولة دحر الحوثيين نسمع أصوات الترهيب من الأزمات الإنسانية تتعالى، وعدا ذلك يغض المجتمع الدولي طرفه ولا ينظر إلى حصار تعز أو الأزمة الإنسانية الخطيرة في الحديدة الممتدة منذ سنوات للأسف الشديد. وعبرت عن قلقها إزاء خطورة الأوضاع الإنسانية في اليمن وقالت: "نخشى أن استمرار الحوثيين في غيهم ناتج من أنهم لم يجدوا رادعا دوليا وهناك تدليل يمنى به الحوثيين من قبل المجتمع الدولي يجعلنا نتساءل". وأكدت أن هناك مشروعا إيرانيا خلف هذه الجماعة وهذا التغلغل الحوثي، ولكن اليمن عطلت هذا المشروع، والآن بات الإيرانيون يحاولون مقايضة اليمن كورقة ضغط بمناطق أخرى. ونوهت بأن الدعم الإيراني للحوثيين موثق من تهريب السلاح والصواريخ والتدريب للمقاتلين الحوثيين في صعدة أو جنوبلبنان والموارد المنهوبة من قبل الحوثيين والأزمة الإنسانية الممتدة على جميع البلاد، لافتة إلى أن مشروع الحوثي كبير وهناك أمراء حروب يستفيدون من عوائد ميناء الحديدة ومرافق العاصمة ومؤسساتها تحت أيديهم وبنوا تجارات ضخمة. ونوهت الخبيرة الحقوقية بأن هناك رفضا شعبيا عاما للحوثيين قائلة: "لا أبالغ حين أقول عام، ففيما يتعلق بالجماعة الحوثية حتى قبل انفضاض تحالفهم مع جماعة الرئيس السابق على عبد الله صالح والمؤتمر الشعبي العام، كان هناك بعض الأرضية والقاعدة الشعبية التي يتمتع بها بعض أنصار الرئيس السابق كانت تتغاضى عن الحوثيين بسبب هذا التحالف لكن بعد فض هذا التحالف أصبح هناك رفض شعبي عام تقريبا حتى من بعض الذين كانوا يتحدثون عن منحهم فرصة، بعد ما رأوا مدى عنصرية الحوثيين في المناطق التي سيطروا عليها". ووصفت جماعة الحوثي بأنها جماعة إقصائية طائفية عنصرية، بالإضافة إلى الرفض الشعبي العام لها لعجزهم عن إدارة الدولة "هم حتى عاجزين عن التخلص من القمامة أو توفير العلاج أو إيصال المساعدات إلى مستحقيها أو إدارة مرافق الدولة، كما أنهم يحصلون على إتاوات وبالتالي أصبح هناك رفض شعبي عارم للجماعة".