تحل اليوم الذكرى الثانية لرحيل المخرج الكبير محمد خان، الذى توفى فى 26 يوليو من عام 2016. محمد خان واحد من أهم مخرجى السينما المصرية، ويعتبر مؤسس تيار الواقعية الحديثة فى السينما المصرية، والتى بدأت فى أوائل الثمانينات مع مجموعة من مخرجى جيله مثل خيرى بشارة، عاطف الطيب وداود عبد السيد. ولد محمد خان فى عام 1942 فى حى المطرية فى القاهرة لأب باكستانى وأم مصرية من أصل إيطالى، بدأ حبه للسينما منذ كان طفلا صغيرا، حيث كان يوجد بالحى الذى يسكن فيه سينما صيفية كان دائم التردد عليها مع صديقه آنذاك "سعيد شيمى"، والذى أصبح فيما بعد رفيق طريق وواحد من أهم مصوري السينما المصرية. سافر محمد خان إلى لندن فى أواخر الخمسينات لدراسة الهندسة المعمارية، ولكنه ترك دراسة الهندسة بعد مقابلته لصديق سرلاينكى أخبره أن هناك مكانا لدراسة السينما، وبالفعل انتقل خان للدراسة فى مدرسة لندن للسينما. مشاهدته فى سن مبكر لفيلم "المغامرة" للمخرج الإيطالى "مايكل أنجيلو أنطونيونى" ترك أثر كبير عليه فمنذ هذه اللحظة قرر أن يصبح مخرجًا وأن يكون داخل هذا العالم السحرى، ويقول خان عن فيلم "المغامرة" إن السينما بالنسبة له كانت مجرد نجوم ولكنه أدرك دور المخرج بعد مشاهدته لرائعة "أنطونيونى" وأن السينما قد تكون مشاعر وليس مجرد حدوتة وهذا أنعكس فيما بعد على نوع الأفلام التى قدمها. بعدما أنهى خان دراسته فى لندن عاد إلى مصر وعمل فى المؤسسة العامة للسينما التى كان يرأسها فى ذلك الوقت، المخرج الكبير "صلاح أبوسيف" وكان يشرف على اختيار السيناريوهات التى تنتجها المؤسسة ولكنه لم يجد نفسه فى هذه الوظيفة وتركها وسافر إلى بيروت عمل هناك كمساعد مخرج. أخرج فى أوائل السبعينات فيلم قصير بعنوان "البطيخة" وعاد مرة أخرى إلى لندن، حيث عمل هناك فى مهن مختلفة حتى أقنعته المونتيرة "نادية شكرى" بضرورة العودة إلى مصر وإخراج أفلام وبالفعل عاد وأخرج أول أفلامه "ضربة شمس" بطولة "نور الشريف" والذى حقق نجاحا جماهيريا كبيرا وكان الفيلم طفرة وقتها فى التصوير الخارجى، حيث صور الفيلم بالكامل فى شوارع القاهرة وكان شيئا جديدا أن تخرج الكاميرا بعيدا عن الأستوديو. انطلق خان بعدها فى تقديم مجموعة متميزة من الأفلام مثل "طائر على الطريق 1980"، موعد على العشاء 1981"، "الحريف 1983"، "خرج ولم يعد 1984"، "عودة مواطن 1986"، "زوجة رجل مهم 1987"، "أحلام هند وكاميليا 1988"، وغيرها من الأفلام التى أضافت لتراث السينما المصرية. ساهم خان فى انطلاق مسيرة ابن جيله المخرج "عاطف الطيب" فبعد تعثر فيلمه الأول "الغيرة القاتلة" اقترح عليه خان أن يخرج هو فيلم "سواق الأتوبيس" والمأخوذ عن قصة كتبها خان كان أسمها "حطمت قيودى" وبالفعل ساهم نجاح الفيلم فى انطلاق مسيرة عاطف الطيب الفنية. حصل خان على الجنسية المصرية بقرار رئاسى عام 2014 بعد عدة مطالبات، وحصد خلال مشواره العديد من الجوائز والتكريمات من مهرجانات دولية ومصرية.