سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
استقالة جونسون تفتح النار على ماي.. حزب رئيسة الوزراء ينقلب ضدها.. حلم بريكست يحتضر.. استخدام المعارضة خطتها البديلة.. وحزب العمال يستعد للإطاحة بالحكومة
* ماي تواجه أكبر أزمة منذ توليها المنصب * جونسون: أصبحنا في موقف مثير للسخرية * 4 قيادات ناضلوا ضد بريكست والآن يقودون المفاوضات * كشف سبب رفض أعضاء حزب ماي لصفقة الجمعة تحاول رئيسة وزراء بريطانيا، تيريزا ماي الخروج من أكبر أزماتها منذ تولي منصبها، وهاجمت تصريحات وزير خارجيتها السابق بوريس جونسون ولفشله في دعم استراتيجيتها للخروج من الاتحاد الأوروبي، وطالبت باقي أعضاء الحكومة بالولاء لها. وبحسب التقرير الذي نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية، تلقت ماي توبيخا لاذعا من وزير خارجيتها المستقيل أول من أمس الإثنين، والذي أصبح ثاني الشخصيات القيادية لمفاوضات "بريكست" يعلن استقالته في غضون 24 ساعة، بعد انسحاب ديفيد ديفيز من منصبه كسكرتير "بريكست"، كما تنحى 3 أعضاء من الحكومة. وجاءت ردة الفعل سريعة من ماي بتعيين بدلاء محل الوزراء المستقيلين، في خطوة أظهرت استعدادها للاستقالات، بعد الحصول على اتفاق تم التوصل إليه بصعوبة بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد في قمة خاصة لمجلس الوزراء يوم الجمعة. وتنص تلك الصفقة، التي ستشكل الأساس للمفاوضات مع الاتحاد الأوروبي، على علاقة مستقبلية أوثق مع الاتحاد الأوروبي أكثر مما يتحمله أعضاء حزبها المحافظ المؤيدين للانسحاب. وتعتقد ماي أنهم لا يمكلون الدعم الكافي للإطاحة بها، وبموجب قوانين حزبها، يمكن أن تواجه ماي تصويتا بسحب الثقة إذا طالب على الأقل 15% من أعضاء البرلمان المحافظين بواقع 48 عضوا، لكن مم المرجح أيضا أنها ستنجو من هذا التصويت حيث يحتاج خصومها إلى حشد 159 نائبا للإطلاحة بها. عينت ماي في وقت متأخر من أول من أمس الإثنين، وزير الصحة السابق جيريمي هانت، كوزير للخاجية بدلا من المستقيل بوريس جونسون، الذي قاد بالسابق حملة للاستمرار بالاتحاد الأوروبي خلال الفترة التي سبقت استفتاء "بريكست" 2016، لكنه عاد وأعلن تغيير موقفه ودعم قرار الانسحاب بعد ما رآه من نهج متغطرس للاتحاد الأوروبي. وبعد تعيين هانت، أصبحت هناك 4 مناصب عليا في السلطة التنفيذية يشغلها أناس ناضلوا من قبل من أجل البقاء خلال الاستفتاء، وهم وزير الداخلية والخارجية والمستشار ورئيس مجلس الوزراء. ودعم دومينيك راب، الذي جاء بديلا لديفيز، جملة الخروج من الاتحاد ولكن دوره لم يكن بارزا مثل جونسون أو ديفيز. وكان جونسون حاسما في انتقاده لاستراتيجية ماي خلال خطاب استقالته الذي قدمه لها، وقال إن حلم الخروج من الاتحاد الأوروبي ويختنق بسبب انعدام الثقة في الذات الذي لا داعي له، ويدمر استراتيجيتها في المفاوضات مع أوروبا. وأكد رفضه للصفقة الأخيرة تحديدا، والتي وافق عليها مع الأعضاء الآخرين بمقر رئيس الوزراء الأسبوع الماضي، مشددا على أن تلك الصفقة ستجل بريطانيا في وضع المستعمرة من قبل الاتحاد الأوروبي. وأردف "نحن الآن في موقف مثير للسخرية بكل تأكيد، يجب علينا أن نقبل مبالغ ضخمة بموجب قانون الاتحاد الأوروبي هذا بكل بدقة ، من دون تغيير ذرة منه ، لأنه ضروري لصحة اقتصادنا، في حين لم تعد لدينا القدرة للتأثير على هذه القوانين ستبقى كما هي". وردت ماي على ذلك بأنها تفاجأت بقرار جونسون بالانسحاب، وشددت على أنها لن تسمح بعد الآن لأعضاء مجلس الوزراء بالتعبير عن وجهات نظر متباينة حيال استراتيجية الخروج البريطانية. وعندما كان جونسون في الحكومة، كان ينتقد علنا ماي ومفاوضات بريكست، وكان ذلك يخالف سلطتها ويتعارض مع ما ينص عليه الدستور البريطاني، بأن جميع أعضاء مجلس الوزراء يجب أن يدعموا جميعا القرارات يتخذونها، حتى إذا كانوا يختلفون معها شخصيا. وقالت ماي: "ذا لم تكن قادرًا على توفير الدعم الذي نحتاجه لتأمين هذه الصفقة ، لمصلحة المملكة المتحدة ، فمن الصحيح أنك يجب أن تتنحى". وخلال دفاعها عن استراتيجيتها في البرلمان أول من أمس الإثنين، انتقدها رئيس حزب العمال جيريمي كوربين، الذي دخل حزبه سريعا في مناخ الانتخابات على أمل أن تنهار الحكومة التي لا تتمتع سوى بأغلبية مقعد واحد، قريبا. وقال كوربين: "في مثل هذا الوقت الحاسم لبلدنا في هذه المفاوضات الحيوية ، نحتاج إلى حكومة قادرة على الحكم والتفاوض من أجل بريطانيا" وسط موافقة صاخبة من قبل مقاعد المعارضة. وأضاف: "من أجل مصلحة هذا البلد وشعبه ، يتعين على الحكومة أن تقوم بعملها بتكاتف وأن تفعل ذلك بسرعة ، وإذا لم تستطع ذلك ، فسوف تفسح المجال لمن يستطيع ذلك". باتت ماي في موقف غريب لصد هجمات كوربين، وفي نفس الوقت تستخدمه كفزاعة لمتمردي حزب المحافظين، كما تعتمد على تصويت أعضاؤ حزبه في تمرير أي قانون يخص "بريكست". إن الصفقة التي اتفقت عليها الحكومة الأسبوع الماضي، والتي لم تطرح بعد على الاتحاد الأوروبي، تمثل رؤية أكثر مرونة لخروج بريطانيا، من رؤية العديد من المتشددين من حزب ماي، مما يمهد الطريق لخروج تمرد كبير من المقاعد الخلفية للحزب. وفي مقال له أول من أمس الإثنين، قال جاكوب ريس موج، وهو شخصية بارزة مناهضة للاتحاد الأوروبي، ويروج له بعض المحافظين كزعيم مستقبلي للحزب، قال إنه إذا تم عرض صفقة ماي على البرلمان، سأصوت ضدها، وهناك البعض الآخر قد يفعل نفس الشئ.