عيد النوروز أو عيد الربيع أو عيد بداية العام "الشمسي" الإيراني الجديد، هو أحد أعرق الأعياد التي تمارس على وجه الأرض، ولا يقتصر الاحتفال به على الإيرانيين فقط، حيث يحتفل به الأكراد والعلويين والبهائيين أيضًا. وكلمة نوروز في اللغة الفارسية تعني اليوم الجديد، وبعد دخول الإسلام عربت الكلمة إلى "النيروز"، أما عن أصل هذا العيد فهناك عدة روايات أو أساطير، منها أنه يعود إلى "زرادشت" مؤسس الديانة الزرادشتية التي انتشرت قديما في إقليم فارس وامتدت حتى بعد دخولها الإسلام إلى هناك. أما الرواية الثانية فترجع إلى أسطور الملك "جم" أو "جمشيد" الذي أنقذ العالم من الشتاء التي كان سيقضي على الحياة على الأرض، حيث قام بصنع عرش من الجواهر والألماس، وأمر الجان أن يرفعوه إلى السماء حيث سيجلس على العرش الذي هو بمثابة الشمس التي ألقت بنورها على الأرض تتجمع جميع المخلوقات حوله وسمي هذا اليوم الجديد أو النوروز. أما الأسطورة الثالثة هي أسطورة الملك الضحاك أو ملك الزمان، الذي كان متجبرًا وشديد الظلم، وبدأ النوروز حين ثاروا عليه بقيادة "كاويان" الحداد وانتصروا عليه. وإذا نظرنا إلى عادات الاحتفال سنجد عادة الاحتفال بإضرام النيران، تلك العادة تعود إلى الأكراد في سوريا والعراق وتركيا وإيران وأفغانستان وكازخستان وباكستان، وغيرها. وتعتمد تلك العادة على أسطورة الثائر العظيم "كاوا" الذي هزم الطاغية "زوهاك" والتي تعني تسميته بالكردية "الأفعى أو التنين"، وبعد الانتصار الكبير أضرم النيران في قصر الملك المهزوم ليبدأ النوروز. أما الطقوس المشهورة لهذا العيد، بخلاف ارتداء الملابس ذات الطراز الكردي والخروج للتنزه ، يشبه ايضا النوروز احتفالنا في مصر بعيد "شم النسيم" فعلى الرغم من اختلاف الحضارتين الفرعونية والفارسية، فإننا نجد تشابها ليس بقليل بين العيدين. فنجد أحد أهم الطقوس هو مائدة ال"هفت سين" وبالعربية تعني "السبعة سينات"، وهي عبارة عن وضع سبعة أشياء على الطاولة تبدأ جميعها بحرف السين، كذلك تلوين البيض ودحرجته على المرآة، كذلك تختلف تفاصيل الطقوس بين القبائل والأعراق المختلفة في إيران.