نشر الحزب الجمهوري بمجلس الشيوخ الأمريكي، أمس الاول الثلاثاء، تقريرًا صادمًا يعتبر بمثابة ضربة قاضية لمصداقية مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف.بي.آي"، حيث يتضمن مقتطفات من نصوص رسائل متبادية بين اثنين من أبرز موظفي المكتب الفيدرالي تجمعهم علاقة غرامية، وتحدثا فيها عن قضايا سياسية هامة وحساسة. وبحسب التقرير، الذي نشرته الأغلبية الجمهورية على الموقع الإلكتروني لمجلس الشيوخ بعنوان: "فضيحة البريد الإلكتروني لكلينتون وتحقيقات مكتب التحقيقات الفيدرالي حولها"، فإن أغلب المراسلات النصية بين موظفي المكتب، وهما بيتر سترزوك وليزا بيج، تناولت مسائل سياسية حساسة ضد الجمهوريين، وهو الأمر الذي يثير الشكوك حول موضوعية أداء المكتب الفيدرالي. وأشرف على إصدار التقرير السيناتور الجمهوري، رون جونسون، رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشيوخ. ووفقًا للتقرير، فقد عمل الاثنان في لحظة ما ضمن فريق عمل المحقق الخاص روبرت مولر، الذي يتولى قضية التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية. وأبعد مولر، سترزوك عن الفريق فور تسريب تقارير عن مضمون تلك الرسائل، فيما تكشف رسائل نصية أخرى معلومات جديدة عن توقيت العثور مئات الآلاف من رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بهيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية السابقة والمرشحة الديمقراطية الخاسرة، على جهاز الكمبيوتر الخاص بعضو الكونجرس أنطوني وينر، طليق هوما عابدين، المسئولة السابقة البارزة حملة كلينتون الانتخابية. في 28 سبتمبر 2016، كتب سترزوك إلى بيج: "استدعيت إلى أندرو ماكابي في وقت سابق. توجد مئات الآلاف من رسائل البريد الإلكتروني التي تم تسليمها من قبل محامي وينر، ومن بينها طن من المواد تخص زوجته (هوما عابدين). سنرسل فريقا للمراجعة. هذا الأمر (قضية بريد كلينتون) لن ينتهي أبدا"، ويبدو أن تلك الرسالة تثير تساؤلات حول سبب تأخر كومي في إبلاغ الكونجرس بإعادة فتح التحقيق في قضية بريد كلينتون بعد شهر كامل وتحديدا في 28 أكتوبر 2016. وانتقد التقرير ما كتبه كومي إلى الكونجرس في هذا الصدد: "فيما يتعلق بقضية لا علاقة لها (تورط أنتوني وينر في تبادل رسائل جنسية مع قاصر)، علم مكتب التحقيقات الفيدرالي بوجود رسائل إلكترونية تبدو ذات صلة بالتحقيق، أكتب إليكم لإبلاغكم أن فريق التحقيق أطلعني على هذا أمس". وأكدت الأغلبية الجمهورية في تقريرها أن كومي كذب بشأن موعد الكشف عن وجود تلك الرسائل، أو على أدنى تقدير لم يتم إبلاغه من قبل فريق عمله بشأن الرسائل. وتؤكد الرسائل النصية المتبادلة بين الموظفين يوم انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ترمب هذا التوجه السياسي المضاد للجمهوريين. كتب ستروزك: "يا إلهي.. هذا مخيف". وردت بيج: "يا إلهي.. أنا محبطة للغاية". ويعقب ذلك في 13 نوفمبر ظهور رسائل غامضة المعنى، فقد كتبت بيج: "لقد اشتريت كل رجال الرئيس"، والمعنى هنا ملتبس. وذكر سترزوك يوم 15 أغسطس عبارة "سياسة التأمين". وطلب مجلس الشيوخ إجراء تحقيقات لمعرفة ما المقصود بتلك الرسائل على وجه التحديد. ويعود تاريخ آخر رسالة نصية متبادلة بين الاثنين إلى 23 يونيو 2017، عندما حسمت بيج الأمر: "من فضلك لا تراسلني مجددا على الإطلاق". وليس واضحا إذا كانت هذه قطيعة عاشقين، أم أدركت بيج أن رسائلهما المتبادلة تخضع للرقابة.