بدأت منذ أيام قليلة دائرة جمع توكيلات المرشحين المحتملين للانتخابات الرئاسية القادمة وبات كل فريق يحاول استقطاب المواطنين لتأييده ومناصرته وهذا يعتبر مناخا طبيعيا وصحيا مفيدا للعملية الديمقراطية فى مصر حتى تصير ثقافة سائدة فيما بعد لأى انتخابات قادمة وخاصة من المتوقع بعد تنصيب الرئيس القادم، النظر الى الدعوة الى انتخابات المحليات التى طال أمدها لتساعد الدولة فى مقاومة الفساد وتفعيل دورها الرقابى. وللجميع الحق فى ترشيح نفسه طبقا للدستور وتوافر الشروط الموضوعة من قبل الهيئة الوطنية للانتخابات ولكن الخطير فى الأمر والذى يجب، أن تكون هناك آلية واضحة من خلال وضع برامج شاملة للتوعية وتثقيفية بأسلوب بسيط وواضح يسهل معه تلقى المعلومات من قبل المواطنين على اختلاف فئاتهم ودرجة ثقافتهم ، بأن يكون الاختيار بين المرشحين على أساس البرنامج الانتخابى والإمعان والتفكير فى كل كلمة وردت بهذا البرنامج حتى يستطيع المواطن تقييم المرشح من عدة نواح سياسيا واقتصاديا واجتماعيا حتى تمكنه من اتخاذ قرار التصويت للمرشح من عدمه وفقا للمعلومات الواردة بالبرنامج الانتخابى لأنه دون وجود برنامج إنتخابى واضح للمرشح يجعل المواطن يعتمد على الأقاويل والشائعات التى من الممكن أن يروج لها البعض على وسائل التواصل الاجتماعى الذى للاسف يستقى قطاعا عريضا من الشعب معلوماته من خلال ذلك ويحدث نوع من أنواع الضبابية لدى المواطن تكون لها تأثير سلبى على قراره بالتصويت أو الإحجام عن المشاركة بالعملية الانتخابية برمتها وهذا مايريده البعض ممن لهم مآرب أخرى وأعداء الوطن لتصدير المشهد للمجتمع الدولى على أن هناك نسبة كبيرة من الشعب تحجم عن المشاركة الفعالة ومن هنا يمكن إلصاق التهم والشائعات المغرضة التى تؤيد وجهة نظرهم المريضة . وتكون تلك السلبيات ذريعة للطعن أو فتح باب التشكيك فى نزاهة وشفافية العملية الانتخابية لإدخال البلاد فى سيناريو أن النظام الحالى يعمل على توجيه الناخبين وعرقلة باقى المرشحين فى أن تتاح لهم الحرية فى عقد المؤتمرات الانتخابية والظهور الإعلامى للترويج عن أنفسهم وبرامجهم الانتخابية . ولهذا يجب أن يكون الصراع الانتخابى بين المرشحين قائما على عرض وتحليل ومناقشة البرامج الانتخابية التى تخدم المواطن وعملية التحول الديمقراطى فى مصر والإبعاد تماما عن المنشورات التى تنشر بوسائل التواصل الإجتماعى دون مصدر واضح ورسمى من المرشح نفسه حتى نغلق الباب على من يحاولون داخليا وخارجيا التشكيك والطعن فى نزاهة العملية الانتخابية حتى قبل أن تبدأ فعليا . إن الديمقراطية الحقة هى نتاج التفاعل والمشاركة المبنى على الثقافة والوعى الفكرى والسياسى لدى الشعب فى الحق فى اختيار المرشح الذى يجد فيه أنه قادر على تحقيق آماله وطموحاته فى تأمين وزيادة رفاهية الشعب والقدرة على الحفاظ على مكتسبات ومقدرات هذا الوطن.