سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الجلسة الرابعة لمؤتمر الإفتاء تواجه «فوضى الإرهاب».. وزير الأوقاف الفلسطيني: الفتاوى الضالة أنتجت العنف والإسلام منها براء.. ومفتي القدس: هناك محاولة للقضاء على الأمة
* وزير الأوقاف الفلسطيني: * البعض يصدر فتاوى شاذة لإلهاء الناس عن المسجد الأقصى * الفتاوى الشاذة مأجورة من أجل تشويه صورة الإسلام * مفتي القدس: * الإرهاب والفتاوى الشاذة محاولات تهدف للقضاء على الأمة الإسلامية * الأمين العام للمؤتمر الإسلامي الأوروبي: * أطالب بتأسيس قناة إسلامية فضائية باللغات تتحدث باسم المسلمين انتهت فعاليات الجلسة الرابعة من المؤتمر العالمي للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، التي ترأسها دار الإفتاء المصرية، والذي يناقش "دور الفتوى في استقرار المجتمعات". وجاءت الجلسة الرابعة بعنوان "من فوضى الإرهاب إلى فوضى الإسلاموفوبيا عرض وتحليل"، برئاسة الدكتور يوسف أدعيس، وزير الأوقاف والشئون الدينية فلسطين، ومقرر للجلسة الدكتور محمد عبد السميع. وشارك في الجلسة أصحاب الشيخ محمد أحمد حسين، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، والشيخ عبد اللطيف دريان، مفتي الجمهورية اللبنانية، والدكتور محمد البشاري، أمين عام المؤتمر الإسلامي الأوروبي، والدكتور محمد المنسي، وكيل كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، والدكتور طارق الجوهري، مدير برامج الدراسات الدينية بالمركز الثقافي الدولي بأمريكا، والدكتور وليد الأنصاري، أستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة زيفير بمدينة سنستاني ولاية أوهايو أمريكا. وتوجَّه الدكتور يوسف أدعيس، وزير الأوقاف الفلسطيني، في افتتاح الجلسة بالشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي، بمساندته ودعم القضية الفلسطينية والمصالحة، وقال إن العنف إنما هو نتيجة لفتاوى ضالة وشاذة ترتدي رداءً باسم الإسلام والإسلام منها براء وكانت سببا في تحويل الوجهة عن المسجد الأقصى الذي يتعرض لانتهاكات يومية من الاحتلال، بينما يقوم البعض بإصدار الفتاوى الشاذة لإلهاء الناس عن المسجد الأقصى. وأضاف أن الفتاوى الشاذة هي فتاوى مأجورة من أجل تشويه صورة الإسلام، مطالبًا دور وهيئات الفتوى باجتماعات شهرية، مشددًا على دور وسائل الإعلام في تصويب تلك الفتاوى الشاذة. بدوره، قال الشيخ محمد حسين، مفتي القدس، إن فتاوى جماعات الإرهاب الذين يخربون في ديار الإسلام وهم إنما يحاربون بالوكالة لتفريق المجتمعات الإسلامية والسيطرة على مقدرات تلك الأمة، ولا أدل على ذلك من العراق وسوريا واليمن وليبيا، فتلك حروب داخلية ركب الموجة فيها الإرهاب من خلال الفتاوى التي يحاولون أن ينطلقوا منها لتبرير أفعالهم واستباحة دماء المسلمين، والحمد لله قد أدركت شعوبها والأمة أن هذه هي من خطر الإرهاب. وأضاف المفتي السابق، خلال كلمته، أن هناك محاولات للقضاء على هذه الأمة من إعداد الإرهاب وإعداد الفتاوى التي يعتمدون عليها لتبيح لهم أن يخرجوا بها عن كل الحرمات فاستباحوا حرمة الأمة وأرضها، وهو استهداف للإسلام. من جانبه، شدد الدكتور عبد اللطيف دريان، مفتي الجمهورية اللبنانية، على حرمة الإفتاء بغير علم، مؤكدًا أن المتجرئ والمتهاون في ذلك يدخل في التهديد والوعيد المذكورين في الكتاب والسنة، والأدلة على حرمة الإفتاء بغير علم كثيرة، منها قوله تعالى: «ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون»، لافتًا إلى أن هذه الآية الكريمة تشمل بمعناها من زاغ في فتواه، فقال في الحرام: هذا حلال، أو قال في الحلال: هذا حرام، أو نحو ذلك. وقال مفتي لبنان، خلال كلمته، إن "المفتي بغير علم لا يعرف الصواب وضده، فهو كالأعمى الذي لا يبصر الطريق الصحيح، فكيف يستطيع أن ينفع غيره بشيء يجهله هو نفسه؟! والمفتي بغير علم يستحق الحجر عليه بمنعه من الإفتاء"، موضحًا أن ابن الجوزي قال: "يلزم ولي الأمر منعُهم كما فعل بنو أمية"، وقد أطلق بعض الفقهاء على المفتي الجاهل اسم: المفتي الماجن؛ لتجرُّئه على الإفتاء مع جهله، وبهذا نعلم الإثم العظيم الذي يقع فيه كثير ممن يتصدَّرون للإفتاء اليوم وهم غير مؤهلين لهذا المنصب الجليل. وأكد أن التحذير من الفتوى بغير علم لا يقتصر على الجاهل بالحكم الشرعي؛ بل قد يكون المفتي عالمًا بأحكام الشريعة بالقدر اللازم للإفتاء، لكنه مع هذا مقصر في معرفة الأعراف والعادات الخاصة ببلد المستفتي، وهذا له تأثير في الحكم، لذا نص الأئمة على أنه يحرم على العالم أن يفتي في مسائل تستند إلى العرف إذا كان غير عارف بعرف البلد الذي ينتمي إليه السائل. وأوصى في نهاية كلمته، بضرورة التوجيه بضبط الفتوى والمصطلحات الشرعية لإزالة اللبس الحاصل بشأنها لدى بعض الناس، ودعوة علماء الأمة لتقوية الصلة مع الشباب والناشئة من أبناء المسلمين، وتفقيههم بما يلزمهم من أمور الدين، مع إبراز الجانب المضيء لسماحة الدين ويسره، ودعوة مجامع الفقه والكليات الشرعية للتعاون في تيسير ما يحتاج إليه أبناء المسلمين من كتب الفقه الإسلامية؛ بغيةَ تحصينِهم من الشذوذ الفكري والانحراف السلوكي والثقافي، ومطالبة علماء الأمة بإعداد البحوث والدراسات التي تعالج الفكر المنحرف والغلو في الدين، وتكثيف الاجتماعات الدورية للأئمة والخطباء لتوحيد الخطاب الديني. في السياق نفسه، قال الدكتور محمد البشاري، الأمين العام للمؤتمر الإسلامي الأوروبي، إنه يجب دعم العلاقة بين المراصد الإسلامية وممثلي الأقلية المسلمة في مختلف دول العالم، بما يتيح لأفراد هذه الأقليات الاتصال بالمراصد، وإبلاغها بأي معلومات يمكن الحصول عليها بهذا الشأن، وتكثيف الاتصال بوسائل الإعلام الغربية، ومراكز البحوث والجامعات في الدول غير الإسلامية، لتصويب ما يصدر عنها بشأن الإسلام والمسلمين. وأضاف البشاري خلال كلمته: "يجب الاجتهاد في فتح أبواب الحوار مع مراكز التأثير في صناعة القرار والرأي العام في الدول الغربية". طالب الأمين العام للمؤتمر الإسلامي الأوروبي، بتأسيس قناة إسلامية فضائية تتحدث باسم المسلمين، وتبث برامجها باللغة الأوروبية، بما يخدم الصور والمفاهيم الصحيحة عن الإسلام، واستئجار أوقات من البث الإذاعي والتليفزيوني في مختلف القنوات الإعلامية الغربية. ودعا إلى التفكير العملي في تأسيس مرصد متخصص في متابعة الظاهرة الإرهابية، بما يساعد في إعداد الاستراتيجيات للتعامل مع الظاهرة الإرهابية. وجاءت مداخلات الحضور جيدة، فكان منها دعوة الأمانة العامة للرد على الفتاوى العامة والمجتمعية، ومنها مداخلات أكدت العلاقة بين الإسلاموفوبيا والإرهاب وبيان أن كلًّا منهما يؤثر في ظهور الآخر.