قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن الله تعالى أخبر أن تكليمه ووحيه للبشر يقع على 4 مراتب، المرتبة الأولى: الوحي المجرد وهو ما يقذفه الله في قلب الموحى إليه مما أراد بحيث لا يشك فيه أنه من الله، ودليله قوله تعالى: «إِلَّا وَحْيًا». وأضاف «جمعة» خلال لقائه ببرنامج «والله أعلم» المذاع على فضائية «cbc»، أن المرتبة الثانية: التكليم من وراء حجاب بلا واسطة كما ثبت ذلك لبعض الرسل والأنبياء، كتكليم الله تعالى لموسى -عليه السلام- على ما أخبر الله به في أكثر من موضع من كتابه، قال تعالى: «وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا» (النساء : 164)، وقال تعالى: «وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ» (الأعراف: 143). وتابع: والمرتبة الثالثة: الوحي بواسطة الملك، ودليله قوله تعالى: «أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ» (الشورى : 51)، وهذا كنزول جبريل -عليه السلام- بالوحي من الله على الأنبياء والرسل. واستطرد: المرتبة الرابع أن يأتي النبي الوحيَ في مثل «صلصلة الجرس»، بما روي عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يَأْتِيكَ الْوَحْيُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَحْيَانًا يَأْتِينِي مِثْلَ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ، وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ فَيُفْصَمُ عَنِّي وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْهُ مَا قَالَ، وَأَحْيَانًا يَتَمَثَّلُ لِي الْمَلَكُ رَجُلًا، فَيُكَلِّمُنِي فَأَعِي مَا يَقُولُ. قَالَتْ عَائِشَةُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا -: وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ فِي الْيَوْمِ الشَّدِيدِ الْبَرْدِ، فَيَفْصِمُ عَنْهُ وَإِنَّ جَبِينَهُ لَيَتَفَصَّدُ عَرَقًا».