قال الشيخ خالد الجندي، الداعية الإسلامي، إن الوحي كان ينزل من الله تعالى على سيدنا محمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- والأنبياء -عليه السلام- من خلال 8 طرق. وذكر «الجندي» خلال تقديمه برنامج «لعلهم يفقهون» على فضائية «dmc»، الطريقة الأولى بأن يكون الوحي خفيًا فلا يراه ولكن يسمع صوته كالجرس، مستدلًا بما روي عنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: «أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ رضي الله عنه سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يَأْتِيكَ الْوَحْيُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَحْيَانًا يَأْتِينِي مِثْلَ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ، فَيُفْصَمُ عَنِّي وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْهُ مَا قَالَ ، وَأَحْيَانًا يَتَمَثَّلُ لِي الْمَلَكُ رَجُلًا فَيُكَلِّمُنِي فَأَعِي مَا يَقُولُ، قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ فِي الْيَوْمِ الشَّدِيدِ الْبَرْدِ فَيَفْصِمُ عَنْهُ وَإِنَّ جَبِينَهُ لَيَتَفَصَّدُ عَرَقًا». رواه البخاري. وأضاف الداعية الإسلامي، أن الطريقة الثانية للوحي، أن يكون عبر الرؤيا المنامية، بأن يأتيه الوحي في المنام، فعَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ: «أَنَّهَا قَالَتْ أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ فِي النَّوْمِ فَكَانَ لا يَرَى رُؤْيَا إِلا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ» رواه البخاري. وأشار إلى أن الطريق الثالثة للوحي، ظهور جبريل -عليه السلام- له على صورته التي خلقه الله عليها، وأن يأتيه على هيئة رجل، مستشهدًا بما روي عن جابر -رضي الله عنه- قَالَ وَهُوَ يُحَدِّثُ عَنْ فَتْرَةِ الْوَحْيِ، قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَيْنَا أَنَا أَمْشِي إِذْ سَمِعْتُ صَوْتًا مِنْ السَّمَاءِ فَرَفَعْتُ بَصَرِي فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءٍ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ فَرُعِبْتُ مِنْهُ فَرَجَعْتُ فَقُلْتُ زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى "يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ إِلَى قَوْلِهِ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ" فَحَمِيَ الْوَحْيُ وَتَتَابَعَ» رواه البخاري. وألمح الشيخ خالد الجندي، إلى أن الطريقة الرابعة للوحي، هي كلام الله تعالى للرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد كلم الله تعالى نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما كلم -موسى- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وحدث ذلك في اليقظة ليلة الإسراء والمعراج كما ثبت ذلك بالأحاديث الصحيحة، عندما فرض الله تعالى عليه وعلى أمته الصلوات الخمس، كما في حديث أنس الطويل: قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ثُمَّ عُرِجَ بِي حَتَّى ظَهَرْتُ لِمُسْتَوًى أَسْمَعُ صَرِيفَ الأَقْلامِ ، فَفَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ خَمْسِينَ صَلاةً فَرَجَعْتُ بِذَلِكَ حَتَّى أَمُرَّ بِمُوسَى فَقَالَ مُوسَى: مَا الَّذِي فَرَضَ عَلَى أُمَّتِكَ ؟ قُلْتُ: فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسِينَ صَلاةً ، قَالَ : فَرَاجِعْ رَبَّكَ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لا تُطِيقُ ذَلِكَ ، فَرَجَعْتُ فَرَاجَعْتُ رَبِّي فَوَضَعَ شَطْرَهَا ، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ: رَاجِعْ رَبَّكَ فَذَكَرَ مِثْلَهُ فَوَضَعَ شَطْرَهَا ، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: رَاجِعْ رَبَّكَ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لا تُطِيقُ ذَلِكَ ، فَرَجَعْتُ فَرَاجَعْتُ رَبِّي، فَقَالَ: هِيَ خَمْسٌ وَهِيَ خَمْسُونَ لا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ رَاجِعْ رَبَّكَ فَقُلْتُ قَدْ اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَبِّي». ونوه بأن الطريقة الخامسة للوحي، أن ينفث جبريل -عليه السلام- في روح النبي -صلى الله عليه وسلم-، كما ورد في حديث أَبِي أمامة أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ، قَالَ: «إنّ رُوحَ القُدُسِ نَفَثَ في رُوعِي «نفسي أو روحي» أنّ نَفْسًا لنْ تَمُوتَ حَتّى تَسْتَكْمِلَ أجَلَها وَتَسْتَوْعِبَ رِزْقَها، فاتّقُوا الله وأجْمِلُوا في الطَّلبِ، ولا يَحْمِلنَّ أحَدَكُمُ اسْتِبْطاءُ الرِّزْقِ أنْ يَطْلُبَهُ بِمَعْصِيَةِ الله، فإنّ الله تعالى لا يُنالُ ما عِنْدَهُ إلاّ بِطاعَتِهِ». رواه أبو نعيم في حلية الأولياء وألمح إلى أن الطريقة السادسة للوحي هي الإلهام الخفي من الله تعالى للإنسان بأن يفعل أمرًا ما، كما أوحى الله تعالى إلى أم سيدنا موسى -عليه السلام-، كما في قول الله تعالى: «وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ» (سورة القصص الآية 7). وبيّن الطريقة السابعة للوحي وهي أن يوحي نبي نبيًا آخر، كما أوحى الخضر -عليه السلام- سيدنا موسى -عليه السلام-، وقال له: «وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا» (سورة الكهف 82)، أي فعلته بأمر من الله تعالى. ولفت إلى أن الطريقة الثامنة للوحي وهي أن يأتي الوحي للنبي عن طرق أحد الصحابة، وهذا الصحابي لا يدري أن ما يتكلم به وحي من الله تعالى، ولكن الرسول يدرك ذلك، منوهًا بأن كلمات الأذان كانت رؤيا منام رآها صحابي جليل وأقره عليها نبينا الكريم، فهي ليست اقتراحًا، بل هي رؤيا، ومن المعلوم أن الرؤيا جزء من سبعين جزءًا من النبوة لما جاء في حديث ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الرؤيا جزء من سبعين جزءًا من النبوة» رواه أحمد (4449).