بعد ساعات من صدور تقرير منظمة "هيومان رايتس ووتش" التي هاجمت فيه تعامل قطر مع حوالي 800 ألف عامل في منشآت كأس العالم "مونديال 2022"، سسعت الدوحة إلى تكذيب التقرير حيث زعمت أنها "تراجع سياساتها باستمرار لضمان" حماية العمال، بينما أكد الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" التزامه بسلامة العمال بمنشآت كأس العالم. وادعى سيف بن أحمد بن سيف آل ثاني، مدير مكتب الاتصال الحكومي القطري، في بيان نشرته شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، أن قطر "ملتزمة ببرنامجها الإصلاحي في مجال العمل وشئون العمال، وتقوم بمراجعة سياساتها باستمرار لضمان حصول العمال الوافدين على الحماية الضرورية في مواقع العمل". وكانت "هيومان رايتس ووتش" قد شددت على أنه على الدوحة "اعتماد وفرض قيود مناسبة على العمل في الهواء الطلق لحماية حياة عمال البناء المهاجرين، المعرضين للخطر بسبب عملهم في الحر والرطوبة الشديدين في البلاد" مضيفة أن الظروف المناخية في البلاد صعبة حتى خارج ساعات حظر العمل في الهواء الطلق التي تمتد من الساعة 11:30 صباحا إلى 3 بعد الظهر. وطالبت المنظمة أيضا بالتحقيق في أسباب وفاة العمال المهاجرين، ونشر بيانات عن هذه الوفيات بانتظام، واستخدام هذه المعلومات لوضع السياسات الصحية العمومية المناسبة. ولفتت إلى أنه في عام 2013، ذكرت السلطات الصحية 520 حالة وفاة مماثلة لعمال من بنغلاديش، الهند، ونيبال في عام 2012، منهم 385، أو 74 بالمئة، لقوا حتفهم لأسباب لم يتم شرحها. وبحسب هيومن رايتس ووتش، ففي قطر تقريبا 2 مليون عامل وعاملة مهاجرين، يشكلون حوالي 95 % من إجمالي قواها العاملة. ويعمل حوالي 40 %، أو 800 ألف، من هؤلاء العمال في قطاع البناء، ويعمل قسم كبير منهم في مشاريع على صلة بكأس العالم. وتحدث المنظمة عن نقص في الشفافية بشأن وفاة العمال المهاجرين يجعل من الصعب تقييم مدى إضرار الظروف الجوية القاسية بالذين يعملون في الهواء الطلق. من جانبه، أوضح الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" ل "سي إن إن" أنه ملتزم بالكامل بحماية حقوق عمال البناء الذين يشاركون في أعمال البنية التحتية الخاص بكأس العالم. وقال متحدث باسم الاتحاد إنه يعمل مع الجهات المختصة في قطر عن كثب. مضيفا أن الاتحاد يعمل دائما للتأكد من أن إجراءات السلامة التي تضعها قطر تنسجم مع أعلى المعايير الدولية.