أكد مرصد الأزهر للغات الأجنبية، أنه لا تزال جماعة "بوكو حرام" تُشَكِّلُ خطرًا داهمًا في نيجيريا، لاسيما أنها تُعد مسقط رأسها، وحصنها الأول الذي يضم أكبر عدد من أفرادها. وأضاف المرصد فى تقرير له، أنه لا تكاد تمر أيام إلا وتتوارد الأخبار عن ارتكاب هذه الجماعة المسلحة لحوادث قتل واعتداء في مختلف مدن البلاد وخاصة في مدينتي غامبورو ونغالا اللتان وقعتا تحت سيطرتها في أغسطس 2014 خلال سيطرتها السريعة على مناطق فى أنحاء ولاية بونو وصولًا إلى الشمال الشرقي، ولكن تمت استعادتهما من قِبل القوات النيجيرية في سبتمبر 2015 بمساعدة القوات التشادية.. ورغم استعادة السيطرة على المنطقة لا يزال مقاتلو بوكو حرام يشنون هجمات متقطعة وينصبون الكمائن للجنود والآليات إضافة الى مهاجمة المزارعين وخطفهم. وسرد مرصدُ الأزهرِ سياسات هذا التنظيم الذي يعتمدُ أولًا على القتلِ والتفجيرِ.، حيث قتل سبعة أشخاص على الأقل عندما هاجم مسلحون منها مخيمًا للنازحين من النزاع في شمال شرق نيجيريا، ويتزامنُ هذا الهجوم الذي وقع مساء الجمعة فى نغالا قرب الحدود مع الكاميرون مع مقتلِ شخصين في انفجارٍ قربَ مخيم آخر. وأكدت السلطات النيجيرية مؤخرًا إحباطها لمخطط تفجيرات لبوكو حرام في نيجيريا، فقد أعلنت نيجيريا، أنها أحبطت "مخططا هائلا" لجماعة بوكو حرام الإرهابية كان يشمل سلسلة هجمات مرتبة في عدة ولايات في البلاد. وقال الناطق باسم الوكالة الوطنية للاستخبارات أن "المخطط كان يشمل شن هجمات مسلحة وعمليات انتحارية بالمتفجرات في مختلف الأراضي الفيدرالية، في ولايات أبوجا وكانو وكادونا والنيجر وباوشي ويوبي وبورنو". وأضاف أن المدبر المفترض لهذه الهجمات معروف باسم حسيني ماي تانغاران أوقف في 31 أغسطس في مدينة كانو بشمال البلاد، ما أدى إلى توقيف العديد من الإرهابيين الآخرين، عرف عن وماي تانغاران أنه خبير متفجرات وقيادي "معروف" في فرع بوكو حرام الذي يترأسه أبو مصعب البرناوي ويعترف به تنظيم داعش، وضالع أيضا في الهجوم على مسجد كانو في نوفمبر 2014 الذي أدى إلى مقتل 120 شخصًا، وقتل 7 أشخاص على الأقل في هجوم على مخيم للنازحين في نغالا في شمال شرق نيجيريا. وأوضح، المرصدُ أنَّ هذه الجماعة تعتمدُ في المقامِ الثاني على سياسةِ التدميرِ والحرقِ والنهبِ، وهذا يدلُّ على أنَّها جماعةُ إفسادٍ لا إصلاح، وهذا ما تؤكده الوكالة الفرنسية للصحافة بأنه "قد جرى مؤخرًا تدميرُ عددٍ كبيرٍ من المنازل في نيجيريا ونهب مخزونات من علف المواشي وقتل ثمانية مزارعين، وأحراق ثلاث قرى وإرغام المزارعين على ترك مزارعهم" من قبل أفراد يتنمون إلى هذا التنظيم. تسبب هذا النوع من الاعتداءات - في الواقع - في دفع آلاف المزارعين وعائلاتهم إلى الهرب من منازلهم وحقولهم، مما أدى إلى نقص المواد الغذائية وزاد من خطورة الأزمة الإنسانية فى المنطقة. وأشار المرصد إلى أنَّ هذه الجماعة المتمردة قد تسببت في مقتل نحو 20 ألف شخص ونزوح 2,6 مليون آخرين وإحداث أزمة إنسانية كبرى، فبحسب تقرير الأممالمتحدة، يعاني نحو مليوني شخص من سوء تغذية حاد، فيما يحتاج 6,9 مليون شخص لمساعدة إنسانية في شمال شرق نيجيريا. لكنَّ المرصد يؤكد على أنَّ هذه الجماعة ما عادت تملك القوة لكن الهجمات المتواصلة تؤكد التهديد المتواصل وخاصة بالنسبة للمدنيين، لذا لا بُدَّ من تكاتُفٍ دولي للتصدي لمثل هذه الجماعات التخريبية.