أصدر مرصد الأزهر تقريرا حول تطورات الأوضاع على الساحة النيجيرية مؤخرًا، يسرد فيه سياسات تنظيم "بوكو حرام" والتي لا تزال بوكو حرام تشكل خطرًا داهمًا في نيجيريا، لاسيما وأنها تُعد مسقط رأسها، وحصنها الأول الذي يضم أكبر عدد من أفرادها. فلا تكاد تمر أيام إلا وتتوارد الأخبار عن ارتكاب هذه الجماعة المسلحة لحوادث قتل واعتداء في مختلف مدن البلاد وخاصة في مدينتي غامبورو ونغالا اللتين وقعتا تحت سيطرتها في أغسطس 2014. وأشار التقرير إلى أن آخر العمليات الإرهابية التي قام بها التنظيم كانت بمقتلِ سبعة أشخاص على الأقل عندما هاجم مسلحون منها مخيمًا للنازحين من النزاع في شمال شرق نيجيريا. ويتزامنُ هذا الهجوم الذي وقع مساء الجمعة في نغالا قرب الحدود مع الكاميرون مع مقتلِ شخصين في انفجارٍ قربَ مخيم آخر. وقع الهجوم نحو الساعة الثامنة مساءً بالتوقيت المحلى عبر إطلاق قذيفة "آر.بي.جى" على المخيم الذي يؤوى 80 ألف شخص، تلاه إطلاق نار، مما أسفر عن قتل سبعة أشخاص وجرح آخرين فيما غادر المهاجمون وسط الليل. ويضيفُ المرصدُ أنَّ هذه الجماعة تعتمدُ في المقامِ الثاني على سياسةِ التدميرِ والحرقِ والنهبِ، وهذا يدلُّ على أنَّها جماعةُ إفسادٍ لا إصلاح، وهذا ما تؤكده الوكالة الفرنسية للصحافة بأنه "قد جرى مؤخرًا تدميرُ عددٍ كبيرٍ من المنازل في نيجيريا ونهب مخزونات من علف المواشي وقتل ثمانية مزارعين، وأحراق ثلاث قرى وإرغام المزارعين على ترك مزارعهم" من قبل أفراد يتنمون إلى هذا التنظيم. تسبب هذا النوع من الاعتداءات - في الواقع - في دفع آلاف المزارعين وعائلاتهم إلى الهرب من منازلهم وحقولهم، مما أدى إلى نقص المواد الغذائية وزاد من خطورة الأزمة الإنسانية في المنطقة. ويُشيرُ المرصد إلى أنَّ هذه الجماعة المتمردة قد تسببت في مقتل نحو 20 ألف شخص ونزوح 2،6 مليون آخرين وإحداث أزمة إنسانية كبرى. فبحسب تقرير الأممالمتحدة، يعاني نحو مليوني شخص من سوء تغذية حاد، فيما يحتاج 6،9 مليون شخص لمساعدة إنسانية في شمال شرق نيجيريا. لكنَّ المرصد يؤكد على أنَّ هذه الجماعة ما عادت تملك القوة لكن الهجمات المتواصلة تؤكد التهديد المتواصل وخاصة بالنسبة للمدنيين، لذا لا بُدَّ من تكاتُفٍ دولي للتصدي لمثل هذه الجماعات التخريبية.