سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في خطبة الجمعة.. وزير الأوقاف يزيل سوء الفهم لحديث «تكاثروا فإني مباه بكم الأمم».. ويُطمئن الشعب: لا تخشوا الفقر فمصر تملك خزائن الأرض.. ويؤكد: بناء الدول ليس «فُسحة ولا نُزهة»
وزير الأوقاف: بناء الدول ليس «فُسحة ولا نُزهة» مصر حصن الدين ودرع الأمة وسيفها بناء الأمة يحتاج إلى تضحيات ورجال أوفياء حديث «تكاثروا فإني مباه بكم الأمم» صحيح التمكين في الدين والدنيا لا يكون إلا بالصبر واليقين بالله مصلحة الدين والوطن تلتقيان دائمًا الدين ليس بمعزل عن حياة الناس تدافعت دموع الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، خلال إلقائه لخطبة الجمعة اليوم، وعنوانها «عوامل القوة في بناء الدول»، بمسجد «السيدة زينب» رضي الله عنها، بمدينة القاهرة، بحضور الشيخ جابر طايع رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، ومحمود الشريف نقيب الأشراف، ووكيل البرلمان، والوزير عاطف عبد الحميد محافظ القاهرة، والدكتور أسامة العبد رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، ولفيف من القيادات الشعبية والتنفيذية بالمحافظة. وبكي «جمعة» عندما روى يوم أن ذهب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قاصدًا العمرة، وأرسل عثمان بن عفان يوم الحديبية، إلى أهل مكة للتفاوض معهم ، وإخبارهم بأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يأت مقاتلًا ولا غازيًا، إنما قاصدًا العمرة وأن يدخل دون قتال، ولكنهم حاولوا مساومة عثمان بن عفان وقالوا له: «لو شئت أن تطوف بالبيت فطُف، فلست ممنوعًا من الطواف»، فقال لهم كلمة المؤمنين الصادقين: «ما كان لعثمان أن يطوف حول البيت ورسول الله ممنوع»، منوهًا إلى أنه عندما أشيع أن عثمان قد قُتل اجتمع الصحابة جميعًا يبايعون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على إحدى الحُسنيين، إما النصر أو الشهادة. بناء الدول ليس «فُسحة ولا نُزهة» وأكد أن بناء الدول ليس فُسحة ولا نُزهة، فالبناء بصفة عامة يحتاج إلى عمل وكفاح طويل سواء على مستوى الأشخاص أو الدول، موضحًا أن مسألة عوامل القوة في بناء الدول، ومواجهة مخططات أعدائها في الهدم والإفشال هي أمر ضروري، منوهًا بأنه ليس هناك ما هو أسهل من الهدم، فكل من الإرهاب والإهمال والغش والإحتكار والتدليس والكسل جميعهم هدم. وتابع: وما أصعب البناء، حيث يحتاج إلى عمل وإتقان ومهارة وصنعة، وهذا في حال كان البناء طبيعيًا وليس من هدم له، مشيرًا إلى أن الهدم فساد والله لا يحب المفسدين والبناء إصلاح. كل أمة لها رجالها وأضاف أن البناء يحتاج إلى تضحيات سواء كانت التضحية بالنفس بالجهد بالمال بالعلم أو بالتوعية والثقافة، مشيرًاإلى أن لكل أمة ودولة رجالها الذين يعرفون بالعطاء والبناء لا الهدم، حتى في الأمم الكافرة التي لا دين لها ، وحتى في جاهلية العرب قبل إسلامهم، ففي غزوة تبوك، عندما كان المسلمون يتجهزون لدفع شر الروم، نادى النبي -صلى الله عليه وسلم- في أصحابه «من جهز جيش العُسرة فله الجنة»، فجهزه عثمان بن عفان -رضي الله عنه- فوحده جهز ثُلث الجيش. مصر حصن الدين وقال «جمعة» إن الأوطان تحتاج إلى تضحية بالنفس، ونحن أصحاب قضية عادلة، قضية دين ووطن، مشيرًا إلى أن هذا الوطن هو الحصن الحصين لهذا الدين، حيث إن مصر هي درع الأمة وسيفها، ارتبط ذكرها في القرآن الكريم بالأمن والأمان، مستدلًا بقوله تعالى: «ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ» الآية 99 من سورة يوسف. ونبه إلى أن أن مصلحة الدين والوطن تلتقيان، على أن ذلك يكون أولًا بالتضحية والصبر واليقين في الله تعالى، فلم يصل أحد إلى التمكين لا في أمر دينه ولا في أمر دنياه، إلا بالصبر، مستشهدًا بقوله تعالى: «وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ» الآية 23 من سورة السجدة. الدين ليس بمعزل عن حياة الناس وأوضح «وزير الأوقاف» أن الدين ليس بمعزل عن حياة الناس، إنما هو لصالحهم، فقال أهل العلم «حيث تكون المصلحة فثمة شرع الله»، فصحيح النقل لا يتصادم مع صحيح العقل، فالإسلام دين الفطرة السليمة لكن القضية تتمثل في فهم ديننا فهمًا صحيحًا وأن نعيد قراءة التراث قراءة عصرية واعية فاحصة، ليست منغلقة. مصر تملك خزائن الأرض بالقرآن ولفت إلى أن خزائن مصر سُميت في القرآن الكريم بخزائن الأرض، مشيرًا إلى أن القرآن الكريم حكيم مُحكم، وبناءًا عليه لا ينبغي للمصريين أن لا يخشوا الفقر ولا العالة، فهذا رب العزة يقول على لسان نبيه يوسف -عليه السلام- لفرعون مصر، بالقرآن: «قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ» الآية 55 من سورة يوسف، منوهًا بأن معنى الآية الكريمة، وكأن مصر تملك خزائن الأرض، ورزق الله فيها لا حدود له، ولكن علينا أن نعمل على استخراجه وحُسن توظيفه. واستند إلى ما ورد بقوله تعالى: «وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي ۖ أَفَلَا تُبْصِرُونَ» الآية 51 من سورة الزخرف، يدل على أنه كذلك وكأن من ملك مصر ملك الدنيا وما فيها. سوء فهم لحديث «تكاثروا فإني مباه بكم الأمم» وأفاد بأن بعض الناس يأخذ بعض الأحاديث النبوية من وجه واحد، كقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «تناكحوا تناسلوا تكاثروا فإني مُبَاهٍ بكم الأمم يوم القيامة»، منوهًا إلى أنه حديث صحيح، لكن الكثرة المقصودة فيه هي الكثرة القوية المنتجة التي تملك كلمتها وأمرها، وطعامها ودوائها وكسائها، أما إن خرجت عن ذلك فكانت كثرة جاهلة أو عالة، تصبح تلك الكثرة التي قال عنها النبي -صلى الله عليه وسلم-: «كثرة كغثاء السيل، لا تضر عدوًا ولا تنفع صديقًا». وأضاف أنه عندما تكون الدولة تعاني نقصًا في المرافق والخدمات ولا تحتمل، فالحُكم يختلف، مؤكدًا أن التنظيم بما يُحقق مصلحة الطفل والأسرة والدولة، حلال لا حرمة فيه بل قد يتجاوز حد الحل إلى الضرورة، إذا تيقن الإنسان أنه إذا جاء بعدد كبير من الأبناء أن يُضيعهم تربية وسلوكًا، واستخدام وسائل تالتنظيم مباحًا، فقد أجاز النبي -صلى الله عليه وسلم- العزل لأصحابه.