قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ردًا على سؤال هل "ستغلق تركيا قاعدتها العسكرية في قطر أم لا؟": إنه "إذا لم يأتِ طلب من الدوحة بهذا الخصوص - إغلاق القاعدة - فإننا لا ولن نقوم بهذا الأمر أبدًا"، جاء ذلك في لقاء مع قناة "فرانس 24" أمس، الأربعاء، مؤكدًا أن بلاده لا تريد أن تشهد المنطقة أزمة للمرة الثانية. وأضاف "أردوغان"، "هناك أزمة حقيقية في كل من سوريا والعراق، والآن لا نريد حدوث أزمة في منطقة الخليج". وأشار الرئيس التركي، إلى أنه جدد في كل تصريحاته حول الأزمة الخليجية، أن يتدخل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، بصفته كبير المنطقة من ناحية العمر ومن الناحية الاقتصادية، ويجب أن لا يسمح بحدوث أزمة في المنطقة، مرددًا "نحن طالبنا بهذا دائمًا". ولفت إلى أن المطالب ال13 للدول المقاطعة لقطر، تلغي صفة الدولة عن الأخيرة، مؤكدًا أن قطر دولة ذات سيادة - بحسب قوله. وأوضح "أردوغان"، أن هناك بنودًا من ضمن المطالب، تشير إلى عدم الاعتراف بقطر كدولة، وينبغي على الدوحة الموافقة على ذلك، مؤكدًا أن هذا أمر "لا يمكن قبوله" - على حد قوله. وبخصوص القاعدة العسكرية التركية في قطر أشار إلى أن تلك القاعدة تم إنشاؤها بطلب من الدوحة؛ في إطار اتفاقية للدفاع بين تركياوقطر وقعت في عام 2014. وعن إمكانية إغلاق القاعدة العسكرية التركية في قطر وفيما إذا تقدمت الدوحة بطلب من هذا القبيل، قال أردوغان متسائلًا: "لمَ لا يتقدمون - الدول المقاطعة لقطر - بطلب من هذا القبيل بشأن القوات المركزية الأمريكية، فهناك قاعدة أمريكية وأخرى فرنسية، لم لا يطلبون من هؤلاء ما يطلبونه من تركيا؟"، مستطردًا أن تركيا ملتزمة بالاتفاقية الموقعة مع قطر وتقف وراءها حتى النهاية. وفيما إذا كان من الممكن أن تقيّم تركيا طلبًا من هذا القبيل في حال تقدمت به قطر، كبادرة حسن نية من أنقرة لحل الأزمة، قال أردوغان، "في حال تقدمت قطر برجاء وطلب من هذا القبيل فإننا بطبيعة الحال لن نكون في مكان غير مرغوب بنا فيه". وأكد أنه لا يمكن القبول بفرض عقوبات على استيراد قطر للأغذية والأدوية والملابس، وأنه من غير الممكن أبدًا اعتبار قطر بمثابة دولة "إرهابية" - على حد قوله. وشدد الرئيس التركي، على أنه عرف قطر على مدى 15 عامًا من حكمه كرئيس للوزراء ورئيس الجمهورية بأنها تكافح الإرهاب. وأشار إلى أن فرنسا لديها علاقات مميزة مع قطر، وأنه أجرى مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والأمير القطري مكالمة ثلاثية، وبحثوا خلالها الأزمة وتطابقت أفكارهم حولها. وعن سؤال حول ما إذا كان متفائلًا، وأنه يمكن إيجاد حل للأزمة في وقت قصير قال أردوغان، "أنا لست يائسا". وفي شأن آخر، دعا "أردوغان"، السلطات الألمانية، إلى عدم السماح بتنظيم مظاهرات يقوم بها بقايا "النازية والفاشية"، في معرض تعليقه على مظاهرة ضده في ألمانيا. وشدد على ضرورة عدم مراوغة الغرب في التعاون مع تركيا بخصوص مكافحة الإرهاب، مشيرًا إلى إيواء دول غربية عناصر إرهابية مطلوبة للعدالة في تركيا. وحول عرقلة لقائه مع أبناء الجالية التركية في ألمانيا على هامش قمة العشرين المرتقبة، أكد "أردوغان"، أن ذلك موقف مؤسف جدًا على صعيد السياسة الدولية، وخاصة فيما يتعلق بالحريات ومفهوم الديمقراطية المتقدمة.