أكد الدكتور صلاح عبدالله، الخبير بالشأن العربي، أن إيران تستغل الأزمة الخليجية وتساند قطر لتقتسم الشرق الأوسط مع السعودية، وذلك من خلال تكوين معسكر مضاد للمعسكر السعودي، وفي هذا الإطار تأتي تحركاتها في المغرب العربي. وقال «عبدالله» في تصريح ل«صدى البلد» إيران لها معسكر يضم (العراق وسوريا وإلى حد ما روسيا) وتسعى لتوسيع قاعدة هذا المعسكر لمساندة قطر ومناطحة السعودية، لذا تتحرك في المغرب العربي والنجاح سيكون حليفها لأن المغرب والسودان متعاطفان بالفعل مع قطر، وفي تونس الإخوان المسلمون لهم يد في الحكم، أما الجزائر فستلتزم موقفها المحايد وتنأى بنفسها عن المعسكرين. وتابع: أما المستوى الدولي فتحفه الازدواجية في المعايير فالرئيس الأمريكي دونالد ترامب يهاجم قطر باعتبارها الراعي الرسمي للإرهاب وفي الوقت ذاته يمدها بصفقة طائرات ب12 مليار دولار، وكذا بريطانيا وفرنسا تهاجمان قطر على الرغم من أن شركاتهما هي المسئولة عن إقامة فعاليات كأس العالم 2022 في الدوحة. وأوضح أن محصلة تدخل إيران في الأزمة الخليجية أنه يعمق وجود كتلتين في الشرق الأوسط، واحدة بزعامة إيران وأخرى بزعامة السعودية، أما القوى الدولية الأخرى مثل أمريكاوروسيا فسوف يغازلان الكتلتين لإبقاء الوضع على ما هو عليه لتحقيق مكاسب إما مادية أو الإبقاء على الشرق الأوسط منقسما، وكذلك تركيا تسعى للاستفادة من الموقف. وفيما يتعلق بصمود قطر بمساندة القوى الخارجية، أكد الخبير بالشأن العربي أنه مما لا شك فيه أن قطر ستصمد بعد وقتًا أطول بسبب المساندة التركية والإيرانية لها، إلا أن ذلك سيصيب القطريين بالاختناق نتيجة إغلاق المنافذ البرية الوحيدة لها على العالم. وأضاف أن هناك 3 سيناريوهات لسير الأزمة الخليجية الأول: أن تعدل موقفها عن العناد وتكف يدها عن دعم الإرهاب ومن ثم تعود للصف العربي وبالتالي انتهاء الدور الإيراني في المنطقة، والثاني أن تجد الأسرة الحاكمة ضرورة تغيير الحاكم فيتم انقلاب عسكري ناعم وكذلك تعود للصف العربي، أما في حالة فشل السيناريوهين السابقين فسيكون الثالث باستمرار قطر في عنادها واستمرار الانشقاق مع تشجيع القوى الدولية لتحقيق مصالح خاصة بها. يذكر أن إيران تستعد لحشد الرأي العام الدولي لصالح حليفتها قطر، فى محاولة أخيرة لإنقاذها، إذ أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمى، أن وزير الخارجية جواد ظريف، سيبدأ غدا الأحد جولة فى شمال أفريقيا، تشمل الجزائر وموريتانيا وتونس.