للميادين الكبرى حكاياتها وبصماتها في تاريخ أوطانها ، فمنها من يجلب على بلاده ملايين الدولارات سنويا من حركة السياحة التي يخلقها الميدان مثل ميدان بلازا مايور "الميدان الاكبر" في اسبانيا وهو محطه رئيسيه لكل زائر لاسبانيا واشتهر هذا الميدان حيث كان يقام به حروب الثيران ولعب كره القدم والاسواق والسينفونيات ،ويوجد في منتصفه تمثال لفليب الثالث وميدان ترافلجار أهم الوجهات السياحية والتاريخية في بريطانيا عامة ولندن خاصة وتعتبر أشهر نقطة تجمع في لندن لإقامة الاحتفالات، كاحتفال رأس السنة. وسميت بهذا الاسم نسبة إلى الانتصار الإنجليزي الكبير في معركة الطرف الأغر البحرية والتي دَمّر فيها الأسطول البريطاني أسطولي فرنساواسبانيا عام 1805، حيث يتوسط الساحة تمثال ضخم لقائد المعركة اللورد نيلسون، محاطاً بأربعة أسود برونزية ومجموعة من النوافير والتماثيل المتباعدة و ميدان زوكالو القلب التاريخي لمدينة مكسيكو و أكبر الساحات في العالم.مساحة وهو واجهة سياحية هامة للبلاد محاط من قبل كاتدرائية العاصمة في الشمال ، والقصر الوطني في الشرق ، فضلا عن عدد من المباني التاريخية الأخرى وعلم ضخم للمكسيك في المنتصف ، حيث يتم إنزاله ورفعه كل يوم. و جراند بلاس (المكان الكبير) وهو الوجهة السياحية الأكثر أهمية في بلجيكا ويحدث كل سنتين في هذا الميدان في شهر اغسطس أكبر حدث سياحي أوروبي وتوضع سجاده كبيره من الازهار في الميدان لبضعه ايام جاذبة ملايين السياح للميدان الذي يتوسط مدينة بروكسيل وحتى ميدان جامع الفنا بالمغرب وهو ميدان شعبي للترفيه في مدينة مراكش ومحج للزوار من كل انحاء العالم للاستمتاع بمشاهدة عروض مروضى الأفاعي ورواة القصص والموسيقيين التراثيين حتى أدخلتها اليونيسكو في قائمة التراث اللامادي للإنسان عام 2001 ، ومن الميادين التي قادت مواطنيها لثورات غيرت تاريخ بلادها كانت أولها ميدان بلازا دي مايو (ميدان مايو ) وهو الميدان الرئيسي في مدينة بوينس ايرس عاصمة الارجنتين الذي كان مسرحا لثورة 25 مايو 1810 والذي أدى الى استقلال البلاد وميدان ترافلجاربلندن والذي يعتبر مركز للتظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات والخطب السياسية وميدان كييف بأكرانيا التي لونت الثورة باللون البرتقالي الأول عالميا وبالطبع ميدان التحرير المصري الذي غير حلم الخديوي اسماعيل بإقامة ميدان على غرار ميدان الشانزليزيه ليتحول الى ساحة للمظاهرات ضد الاحتلال الانجليزي الذي كانت معسكراته مطلة عليه ليتحول اسم الميدان " الاسماعيلي " بعد ثورة 1952 لاسمه الحالي تعبيرا عن التحرر من الاستعمار الذي زالت معسكراته من الاطلالة على الميدان الشهير ليشهد التجمع الرئيسي للمصريين للحشد والتطوع ضد الاحتلال في بورسعيد بعد العدوان الثلاثي نوفمبر 1956 وشهد ايضا المظاهرات العارمة في سبتمبر 1968 من الطلاب والشباب ضد الأحكام التي صدرت ضد المسئولين عن هزيمة 1967 وطالبوا بالمزيد من الحرية والديمقراطية مما دعا عبد الناصر إلى إصدار ببيان 30 مارس 1968 وفى يناير 1972 شهد الميدان أكبر المظاهرات الطلابية من جامعة القاهرة ضد الرئيس أنور السادات حيث قام الشباب سيرا على الأقدام من الجامعة إلى كوبرى عباس وحتي شارع قصر العينى متهمين السادات بالنكوص بعهده فى شن حرب على إسرائيل ردا على عدون 1967، والذي كان السادات قد وعد أن يكون عام 1971 هو عام الحسم العسكرى مع إسرائيل ، وتستمر علاقة السادات بالميدان في أكتوبر 1973وبعد عام واحد من الثورة ضد السادات شهد الميدان من جديد أكبر حشد لتحية السادات بعد حرب 1973 عند قدومه لخطاب النصر أمام مجلس الشعب إلا أن نفس الميدان شهد ثورة على السادات يناير 1977 عندما تم رفع أسعار عدد كبير من السلع الأساسية وتنتهي القصة بثورة 25 يناير بثورة الثمانية عشر يوما التي كتبت نهاية مرحلة وبداية مرحلة أخرى . وتحت شعار تحرير " التحرير " كسرت اليوم حكومة الإخوان قدس أقداس الثورة المصرية وإيقونته وأخلت التحرير من قاطنيه من بائعي "الحلبسه" والترمس والساعيين للتغير والثورة التي ستظل في عيونهم مستمرة في " الشارع " عبر الاحتجاجات الغير مسئولة وتعطيل مصالح الناس قصرا وغصبا وعلى عكس دولة البحرين التي رأت أن ازالة ميدان دوار اللؤلؤة ( تحرير البحرين ) هو الحل ، فإذا استيقظ الثوار في الجزيرة الرابضه في الخليج فلم يجدوا صباحا ميدانهم الاثير خبت الثورة وماتت ؟؟ ، اختارت حكومتنا وبما لا يخالف شرع الله ، الطريقة التي بحت أصواتنا ونحن نطالب بعودة الحياة الى طبيعتها للميدان الشهير وتحريره من التحرريين الصبية الذين يريدونها ثورة الى ما شاء الله وعصيانا مدنيا لا أخر له فجغرافية الميدان واتساعه يمنع من تحويله الى هايد بارك حقيقية – أضف الى هذا أخلاق المتظاهرين والتي قرأت مؤخرا أن تلك الزاوية الشمالية الشرقية الحقيقية من الحديقة الاشهر في مدينة الضباب الانجليزية الملقبة بالهايد بارك والتي تشتهر بحناجرها التي تتحدث طوال ايام الاسبوع عما تشاء ويحق للمداخل أن يرد بالقول كيفما شاء أيضا في المكان المشهور تاريخيا بركن المتحدث (تايبرن) والذي كان يسمح في ذلك الوقت لمن حكم عليه بالإعدام بالحديث قبل إعدامه في لندن قديما ويستعدون الأن في لندن للسيطرة على " العرب " الذين احتلوا الركن الشهير فزادت المشاحنات وتدخلت الشرطة بفضها كل يوم. ورغم خلافي السياسي مع الاخوان المسلميين الا انني ارى ان تحرير " التحرير " خطوة نحو المستقبل والدولة القوية مع إبداء تخوفي الوحيد من حكاية ميدان التحرير اليوم التي تذكرني بقصة الرجل الذي صعد أولا لسطح بيت على سلم صنعه أصدقائه ثم ما أن وصل الى قمته و" توطن " فوق السطح لوحده قرر أن يكسر السلم لكي لا يصعد أحد الى عليائه .