"إسحاق اتقتل إسحاق اتقتل".. أطلق العامل البسيط هذه الكلمات والصيحات التي استيقظ على أثرها أهالى منطقة مصر القديمة، وهو العامل البسيط الذى اكتشف مقتل شقيقه أثناء زيارته للاطئنان عليه. تجمع سكان العقار والأهالى ليجدوا جثة إسحاق متعفنة ودماءه متيبسة على أرضية المكان.. تفاصيل تلك الجريمة كان وراءها الخيانة والشرف والفضيحة، والمتهمان زوجان حضرا من محافظة الفيوم إلى القاهرة للبحث عن "لقمة العيش"، لكن الزوجة لهثت وراء شهوتها ونسيت أنها زوجة وأم وجلبت العار لأسرتها. لم يستغرق التعارف بين المتهمة "إيمان. ا"، 30 عاما، والمجنى عليه سوى دقائق معدوة، أوقعها خلالها بكلامه المعسول ونظراته، وسرعان ما تبادلا رقمي الهاتفين المحمولين، ونسيت أنها متزوجه وأم لثلاثة أطفال صغار، وانساقت وراء شهواتها حتى أوقعتها فى بئر الرذيلة وقام بتصويرها عارية داخل غرفة نومه. لم يكتف العشيق بذلك، بل قام بابتزازها وهددها بفضح أمرها أمام زوجها ونشر صورها عارية على "فيس بوك". فى ذلك الوقت، وقفت المتهمة حائرة تترقب ميعاد فضح أمرها وخراب بيتها وتشريد أطفالها بسبب فعلتها، ولم تجد إلا الانتقام والقتل. تفاصيل مثيرة ترويها المتهمة "إيمان. ا"، 30 عاما، فى محضر الشرطة قائلة: "تعرفت على المجنى عليه منذ 3 أشهر، كان يقطن خلف شقتنا بمنطقة مصر القديمة، وفى إحدى الليالى ذهبت لكى أشتري طلبات للمنزل من داخل الكشك الذى يعمل به بذات المنطقة، أوقعنى بنظراته من أول لقاء فى حبه، دون أن يتحدث، ومن هنا بدأت علاقتنا التى تطورت إلى فراش الرذيلة، كنت أنتظر وقت ذهاب زوجى إلى عمله كحارس عقار، وأذهب لتبادل الكلمات مع" المجنى عليه" إسحاق إبراهيم، 30 عاما، أوقعنى بكلامه المعسول، وبعد 3 أيام فقط من التعارف، طرق المجنى عليه الباب فى غياب زوجى، وطلب أن يمكث بعض الوقت للتحدث، تبادلنا خلالها النظرات داخل غرفة نومي ولمس أجزاءً حساسة من جسدى، وتركني بعدها". وتستكمل المتهمة تفاصيل خيانتها: "لم أشعر بنفسي إلا وأنا أقوم بالاتصال به وأطلب منه أن ينتظرني فى شقته، للجلوس معه لأننى أشعر بحالة ارتياح معه، وسرعان ما وافق، حتى تكررت الخيانة عدة مرات، وبعد مرور ما يقرب من 3 أسابيع فوجئت بقيامه بتصويري عارية، نهرته وطلبت منه عدم تصويري مرة أخرى، ومسح جميع الصور، وبالفعل قام بالمسح، وتركني فى الفراش عارية وقال لى "إنتى مش واثقة فيا خالص يبقى لازم علاقتنا تنتهي وعندما تثقى بي كلميني". وأضافت: "بعدها فوجئت بإغلاق هاتفه المحمول، وبعد يومين قمت بالاتصال به وتوسلت إليه أن لا يتركني مرة أخرى بعد أن عشقته، وأخبرته بأننى لا أستطيع العيش بدونه، وعادت علاقتنا الحميمة كما كانت وأكثر". وتتابع المتهمة: "كنا فى بداية علاقتنا نمارس العلاقة يوما واحدا فى الأسبوع، ولكن بعد أن توطدت علاقتنا أصبحنا نجلس سويًا فى غرفته الخاصة 3 مرات فى الأسبوع، وذلك بعد مغادرة زوجى المنزل". وتستطرد المتهمة: "بدأ المجنى عليه فى تصويري عارية مرة أخرى، فى تلك المرة لم أعترض على ذلك خوفًا من أن يتركني، وبعدها فوجئت بالمجنى عليه، يقوم بتهديدى وابتزازى بالصور العارية، وأخبرني بأنه سوف يقوم بنشرها على "فيس بوك" ويرسلها لزوجى". تصمت المتهمة برهة من الوقت وتقول: "اختمرت فكرة التخلص منه وقررت الاستعانة بزوجى وأخبرته بطبيعة العلاقة وأنه سوف يقوم بنشر صورى عارية على "الفيس"، فى ذلك الوقت جرت الدماء فى عروق زوجي وكاد يقتلنى لولا أن سيطرت على مشاعره وأخبرته بأن عشيقي سوف يغمس شرفه فى الوحل بالمنطقة، وبعدها أقنعته بالتخلص من المجنى عليه، وقمت بإجراء اتصال هاتفى بالقتيل وأخبرته بأننى سوف أتوجه لمسكنه لممارسة الرذيلة، وحال تواجدنا قمت بضربه بشاكوش على رأسه كان بحوزتى، وبعدها دخل زوجى إلى غرفته وسدد له عدة طعنات فى رقبته". وتتابع: "وبعدها تخلصنا من الملابس الملوثة بالدماء والسكين، وألقيناها أمام مسجد عمرو بن العاص بمنطقة مصر القديمة". وتنهى المتهمة حديثها قائلة: "صورنى عارية عندما طلبت منه 50 جنيها وبعدها مرجعتهاش". ويلتقط الزوج أطراف الحديث قائلًا: "شرفى اتمرمغ فى الوحل، أنا قتلته بإيدى وكنت هخلص عليها بعد كده، ولو عاد بي الزمان مرة أخرى كنت قتلتها معاه". وأضاف: "أنا جاى من الفيوم علشان أكل العيش ومليش فى الكلام الفاضي بتاع الشباب، حسبنا الله ونعم الوكيل فى مراتى، خربت بيتى وضيعت شرفها ومرمغت راسي فى الوحل". وكان اللواء محمد منصور، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، تلقى إخطارا من الرائد إيهاب الصعيدى، رئيس مباحث مصر القديمة، يفيد بالعثور على شخص متوفى داخل شقة بشارع أهل الراية، وبالانتقال والفحص وجدت جثة عامل وبها آثار ذبح. وبسؤال شقيقه، أقر بأنه لدى توجه لمسكنه للاطمئنان عليه لعدم إجابته على الهاتف المحمول منذ 3 أيام اكتشف وفاته، ولم يتهم أو يشتبه في أحد بارتكاب الحادث. فقام اللواء أحمد الألفى، مدير المباحث الجنائية بالقاهرة، بوضع خطة بحث تم التوصل من خلالها إلى أن وراء ارتكاب الواقعة عامل زراعي وربة منزل تم ضبطهما. واعترفا المتهمان بكامل الواقعة أمام النقباء أحمد سعيد و محمد عيسى وحسن حلمي ومحمد صلاح بارتكاب الواقعة، وأقرت المتهمة بسابقة ارتباطها بعلاقة غير شرعية مع المجني عليه، حيث هددها بنشر صور لها مخلة على مواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، وإجبارها على الاستجابة لرغباته، وعندما ضاقت ذرعا به أفضت لزوجها بطبيعة العلاقة، حيث اتفقا على التخلص منه. وتوجهت لمسكنه وحال تواجدهما تعدت عليه على رأسه بآلة حادة كانت بحوزتها، وسهلت دخول المتهم الأول لمسكن المجني عليه، والذي قام بالاشتباك معه وإحداث إصابته بجرح ذبحي بالرقبة.