صاحبة موسوعة الإعجاز النباتى فى القرآن بالأزهر تتحدث ل «صدى البلد»: أعشاب كثيرة فى الأسواق تحتوى على فطريات تصيب بالسرطان.. ومعظم النباتات التى تقوى المناعة مذكورة فى القرآن.. صور

* الدكتورة أمانى الشريف أستاذ الميكروبولوجى بصيدلة الأزهر تطلق موسوعة عن الإعجاز النباتى فى القرآن
* سلالات عديدة من البكتيريا تقاوم المضادات الحيوية بنسبة 100%
* الغرب رفع شعار "العودة للطبيعة" ونحن تأخرنا فى هذا العلم
* أهتم بتقوية المناعة فى جسم الإنسان لتقاوم البكتيريا بدلا من استخدام المضادات الحيوية
* معظم النباتات التى تقوى المناعة مذكورة فى القرآن
* لو علم الناس قيمة الحلبة لشروها بوزنها ذهبا
تعكف حاليا على إطلاق موسوعة للإعجاز النباتى فى القرآن الكريم، لبيان فوائد النباتات وكيفية استخدامها، كما رصدت أنواعا من البكتيريا ليس لها علاج وبحثت فى كيفية مواجهتها وتقوية جهاز مناعة الإنسان لعدم السماح لها باقتحام جسدها.
الدكتورة أمانى الشريف، أستاذ الميكروبولوجى بصيدلة الأزهر، أكدت أن العلاج بالأعشاب سلاح ذو حدين، فهو مفيد جدا ولكن بشروط تشمل حسن التخزين الخاص بكل عشب والكمية المناسبة وفى الوقت المناسب فلا يمكن الاستهتار بهذه الأمور، كما أن هناك أعشابا منتشرة بالأسواق تؤدى إلى الإصابة بالسرطان.
فى هذا الحوار تكشف أمانى الشريف تفاصيل الموسوعة وأبزر جوانب الإعجاز النباتى فى القرآن
إلى نص الحوار..
بداية ما هى بوادر فكرة الموسوعة؟
أنا أستاذ فى كلية الصيدلة قسم ميكروبولوجى والمناعة ونفذت أبحاثا كثيرة ورصدت أنواعا من البكتيريا ليس لها أى علاج، كما أن هذه البكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية بطريقة قوية، حيث إن المضادات الحيوية يقال عنها إنها تكافح البكتيريا بنسبة 100%، ولكن الحقيقة أن البكتيريا هى التى تقاوم العديد من المضادات الحيوية بنسبة 100% وتم نشر هذه الأبحاث فى مجلات دولية.
هل واجهتِ صعوبات فى تنفيذ الفكرة؟
معظم الذين يتحدثون فى الطب البديل غير متخصصين ولكن هذا تخصصى فلماذا القلق؟ وأنا درست الأعشاب ومتخصصة فى جهاز المناعة واكتشفت تأخرنا فى هذا العلم لأن الدول الأجنبية يسيرون تحت شعار "العودة للطبيعة"، وأصبح هذا الأمر أحدث صيحة فى علاج الأمراض عندهم وهناك العديد من المراكز بالخارج تعتمد على التغذية العلاجية.
وهل توصلتِ لعلاج لمشكلة ظهور سلالات من البكتيريا مقاومة للعلاج بالمضادات الحيوية؟
بعد رصد الواقع فكرت أن أسير في اتجاهين:
الأول بزيادة الوعي بسوء استخدام المضادات الحيوية، والثاني إلقاء الضوء على أهمية تقوية جهاز المناعة لتحمل مسؤلية حماية الجسم من الميكروبات.
وكيف قمتِ بزيادة الوعي لسوء استخدام المضادات الحيوية؟
قمت العام الماضي بإطلاق أول مبادرة مصرية في استجابة للدعوة التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية للتحذير من الإسراف في استخدام المضادات الحيوية تحت شعار" المضاد الحيوي عقار مش فيشار"، والتي استهدفت طلبة الجامعات، ولاقت إقبالا كبيرا ونقلها التليفزيون المصري، ثم كررناها لمرضى مستشفى 57357 وذويهم، وقد حضرها وزيرة الهجرة ورموز عديدة من المجتمع، وقد لاقت استحسان الجميع، وتم توجيه الشكر لنا من منظمة الصحة العالمية.
وجدير بالذكر أنه كلما أسرفنا في استخدام المضادات الحيوية كلما انتشرت السلالات الميكروبية المقاومة للعلاج، فيجب ألا ننسى أن الميكروبات كائنات حية والحرب بيننا وبينها مستمرة، وللأسف كلما اكتشفنا مضادا حيويا جديدا كلما اكتشفت الميكروبات طريقة لتثبيط تأثيره.
وماذا عن الاتجاه الثاني الخاص بتقوية جهاز المناعة؟
بعد نشر العديد من الأبحاث عن ظهور سلالات شرسة لا تقاوم بالمضادات الحيوية، بدأت أفكر في الأمر من زاوية أخرى، لماذا لا يقوم الجسم عن طريق جهاز المناعة من منع البكتيريا اختراق الجسم بل وتحليلها أيضا، فقرأت كثيرا فى هذا الأمر، وبدأت فى عمل أبحاث على بعض النباتات أبرزها "الكركم"، وكذلك البحث فى آيات الله الكونية من حولنا فبدأت أختبر بعض النباتات الطبيعية والأعشاب وألاحظ تأثيرها على فاعلية جهاز المناعة.
وماذا كانت النتيجة؟
لاحظت أن معظم النباتات التى تقوى المناعة مذكورة فى القرآن، فبدأت أدرس الموضوع من جهة أخرى، وهى التركيز على آيات القرآن لأنه صالح لكل زمان ومكان.
لفت انتباهى فى أول الأمر الآية القرآنية "وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ۖ قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ۚ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ"، كما ورد عن عائشة رضي الله عنها قالت: (أَرَادَتْ أُمِّي أَنْ تُسَمِّنَنِي لِدُخُولِي عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ أَقْبَلْ عَلَيْهَا بِشَيْءٍ مِمَّا تُرِيدُ حَتَّى أَطْعَمَتْنِي الْقِثَّاءَ بِالرُّطَبِ فَسَمِنْتُ عَلَيْهِ كَأَحْسَنِ السَّمْنِ).
ما هو وجه الإعجاز فيها؟
أولا فسر بعض المفسرين الآية على أن تلك النباتات المذكورة بالآية هي نباتات دنيئة وحاشا لله أن يصف النبات الذي يخلقه لنا بالدناءة وأن تأكله السيدة عائشة، بل دنوها نظرا لخروجها من الأرض مقارنة بالمن والسلوى التي تنزل من السماء.
هذه النباتات تثمر فى الصيف وتعالج نقص البوتاسيوم عند الإنسان وبعض أمراض القلب لأنهم أغنياء بالبوتاسيوم، وشرعت فى عمل بحث فى كل نبات منهم يبرز أهميته وفائدته وكيفية تناوله لأخذ هذه الفائدة منه لأنه قد يؤخذ النبات بمفرده أو مع نبات آخر، كما أن الخطأ فى تناوله قد يؤدى إلى فقدان فائدته.
ماهو القثاء؟
القثاء الموجود حاليا هو ما يسمى "الأتة"، وهو من فصيلة القرعيات، التى منها "الكنتالوب واليقطين وقرع العسل"، وللأسف "الأتة" تكون موجودة مع الباعة الجائلين ولا يقدم على شرائها أحد، رغم أن فيها نسبة كالسيوم وبوتاسيوم عالية ومفيدة لصحة الإنسان، كما أن الكثير يرمى بذر "الأتة" وهذا خطأ، فهذا البذر به أحماض أمينية مثل التي يتناولها الشباب لزيادة العضلات وبناء الجسم، كما أن نبات "الأتة" يمكن أن يستخدم فى التخسيس أو زيادة الوزن تبعا لطريقة تناوله مع غيره من النباتات.
هل هناك فوائد أخرى للأتة؟
ترسب السموم الموجودة بفضلات الطعام فى الأكل لفترة طويلة فى الجهاز الهضمى يؤدى إلى التهابات والتي قد تصل إلى ظهور بعض الأورام، و"الأتة" تغسل الأمعاء من هذه السموم، لأن الأمعاء جدرانها مخملية كالسجاد تترسب بداخلها بعض السموم الموجودة الفضلات، و"الأتة" تقوم بتنقية الأمعاء منها.
ذكرتِ الكركم فماذا عنه؟
"الكركم" استخدم فى الحضارة الهندية القديمة، وبالتالى عملت بحثا عنه وكان من أكثر الأبحاث عالميا من حيث الاستعانة به والاطلاع عليه وتمت مراسلتى من علماء أجانب للاستفادة منه.
"الكركم" هدية من الله تعالى لنا فهو مسكن للآلام ومضاد للالتهابات ويساعد على حرق الدهون فى الجسم، ونصيحتى للناس أن يحتوى الطعام عند تحضيره على "الكركم"، فيمكن تناوله مع بذور الكتان المطحونة، فهو يساعد على تقوية جهاز المناعة ويزيد من خلايا المناعة ويقوى فاعليتها، وبذر الكتان يعمل على تنظيف الأمعاء وتنقيتها من السموم، علاوة على احتوائه على العديد من مضادات الأكسدة.
وماذا عن بعض العادات الغذائية وعلاقتها بالصحة؟
رصدت بعض العلاقات بين العادات الغذائية في بعض المواسم، فمثلا الترمس ومعه الحلبة فى عيد الفطر مفيد جدا لأن الجسم يكون بعد الصيام محملا بالسموم نتيجة العادات الخاطئة من كثرة الأغذية طوال الشهر الكريم، فالترمس به العديد من الفيتامينات والحديد والفوسفور وحمض أمينى يدخل في الأنسولين لحرق السكر الموجود في الجسم، وكذلك يقلل ضرر أكل الكحك، كما أن الألياف الموجودة بالترمس تنظف الجهاز الهضمي.
وماذا عن الحلبة؟
لو علم الناس قيمتها لشروها بوزنها ذهبا، فيقال عنها: "الحلبة لو وضعت فى كفة وكل الأغذية فى كفة لرجحت كفتها"، فالحلبة بها مكونات تمنع امتصاص الجسم للدهون، وبالتالى لا تزيد الكوليسترول فى الدم وتعالج الضغط، ولابد من التركيز عليها فى الأعياد بسبب تناول الكحك والبسكويت واحتوائهما على نسبة من الدهون والسمنة.
وبماذا تنصحي لرفع كفاءة الجهاز المناعي بطريقة رخيصة وسهلة لكل الناس؟
أنصح بشرب الماء البارد بعصير الليمون، فهذه أكثر الطرق تنقية للسموم من الجسم، فالجسم يلجأ إلى التخلص من السموم في فصل الصيف عن طريق العرق الذي يطرد كثيرا من السموم الذائبة في الماء في صورة عرق، وفي فصل الشتاء يقل إفراز العرق ويتبعه قلة الشعور بالرغبة في شرب الماء، ما ينتج عنه تركيز السموم الضارة بالجسم والشواطر الناتجة عن عوادم العمليات الحيوية اليومية بالجسم، تركز تلك السموم يتسبب في الشعور بالإرهاق، كما ترهق جهاز المناعة وتجعله أكثر عرضة للإصابة المتكررة بالمرض خلال فصل الشتاء.
والليمون على الرغم من كونه حمضي المذاق، إلا أن به أملاحا تزيد قلوية الدم لذا سميت الموالح، تلك القلوية التي تنشط من قدرة خلايا جهاز المناعة من مقاومة الأمراض، ولا تسمح بتوافر الوسط الحمضي المناسب لنمو الميكروبات.
لذا ينصح باتباع عادة صحية سهلة ورخيصة، وهي إضافة شرائح الليمون وأوراق الأعشاب الخضراء الصحية إلى ماء الشرب وتناول ما لا يقل عن 2-3 لترات ماء يوميا.
يقال إن هناك أغذية ترفع الحالة المزاجية للإنسان فما هى؟
نعم، هناك أغذية ترفع الحالة المزاجية مثل الكنتالوب والأوراق الخضراء والشاى الأخضر والشيكولاتة الغامقة ذات السكر المنخفض، ومن أبرز هذه الأغذية أيضا الموز.
حدثينا عن فوائد التين الشوكى؟
التين الشوكى من أعظم النباتات التى يحسدنا عليها الغرب لعدم توافره لديهم، فربع حجم التينة يحتوى على فيتامين "سى"، والذى يجعل الدم قلويا وينشط خلايا جهاز المناعة ويكسر الدهون الضارة فى الجسم ويكون إنزيمات صالحة تساعد الكبد على التخلص من السموم، كما أن القطعة الواحدة فيها ثلث احتياج الإنسان اليومي من فيتامين "سى".
وماذ عن الإعجاز القرآنى فى "الرمان"؟
الرمان نبات ذكر ثلاث مرات فى القرآن، مرتين فى سورة "الأنعام" ومرة فى سورة "الرحمن"، وذكر فى الرحمن معطوفا على الفاكهة "فيهما فاكهة ونخل ورمان"، وهذا من باب لفت النظر إلى البحث عن فائدته.
بالبحث عنه وجدنا كل الأديان السماوية انتبهت إليه وأعطت له القدسية، فسمى "فاكهة الجنة" لكثرة فوائده، وفى إيران يوم الزواج لابد على الزوجين الأكل من الرمان لتحل بهما البركة، وأثبتت التجارب أن الرمان يزيد القدرة الجنسية عند الرجل ويزيد هرمونات الأنوثة عند المرأة.
يحتوى الرمان على فيتامين "سى" وبوتاسيوم وحمض الفوليك وكالسيوم وحديد، ويقى من بعض أنواع الأورام كالقولون والثدى والبروستاتا وعلاج الزهايمر. والرمان يحتوى على مادة تمنع تكوين البروتين المسئول عن حدوث الزهايمر، وهو علاج أساسى للمرضى الذين يجرون عمليات جراحية كبيرة نتيجة كثرة فترة التخدير لكى يمنع الخلل الدماغي وفقدان الذاكرة، ويستخدم بكثرة في النظام الغذائي للرياضيين لمنع شعور الإرهاق عنهم، وكذلك مفيد للسيدات الحوامل ويزيد من سريان الدم للجنين وعلاج اللثة وأمراض الجهاز الهضمى، ويقلل نسبة الكوليسترول والدهون الضارة فى الجسم.
كما أن بذر الرمان مفيد جدا لفروة الرأس بعد تجميعه وطحنه، وكذلك قشرة الرمان تستخدم ماسك للوجه بعد طحنها أيضا، وهو من أحسن الماسكات للوجه لمن عنده حروق شمس أو حب الشباب.
ماذا عن الباقى فى الموسوعة؟
سأبحث فى فوائد كل النباتات المذكورة فى القرآن لأن الله تعالى لابد أن يكون له حكمة فى ذكرها، وأريد أن ألفت النظر إلى أن النباتات المذكورة فى القرآن لا يجب أن نأخذها على ظاهرها وإنما يتم البحث عن الفائدة منها والطرق الصحيحة فى الاستخدام، لأن هناك الكثير من طرق الإعداد والطهى التي قد تفسد المادة الفعالة فى النبات المفيد.
متى ستنتهى من الموسوعة؟
هذا المشروع سيرى النور فى النصف الثانى من 2017 إن شاء الله.
ما رأيك في ظاهرة انتشار المعالجين بالأعشاب؟
هذا سؤال مهم جدا، فالعلاج بالأعشاب سلاح ذو حدين، فهو مفيد جدا ولكن بشروط تشمل حسن التخزين الخاص بكل عشب، والكمية المناسبة وفى الوقت المناسب، فلا يمكن الاستهتار بهذه الأمور، أما ظهور معالجين بالأعشاب فهذا شيء طيب ولكن بشرط الدراسة والتخصص، وبالتالى يؤتى هذا العلاج ثماره ويعود بالنفع على الناس.
ما هى أوجه القصور فى هذا المجال؟
للأسف اكتشفت بعد إجراء عدة دراسات، انتشار أعشاب فى الأسواق، تحتوى على فطريات تسبب الإصابة بالسرطان وبكميات كبيرة بسبب سوء التخزين، فحاولت إيجاد طريقة للتخلص من هذه السموم من الأعشاب، حيث وجدتها لا تتحلل بالحرارة أو بالتعرض للإشعاع، ووجدت أن الطريقة الوحيدة للتخلص من تلك السموم هي غسل الأعشاب بالماء البارد بطريقة عادية في المصفاة قبل استخدامها.