قال الشيخ عبد الناصر بليح وكيل مديرية أوقاف الجيزة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخى بين الأوس والخزرج وألّف بينهم بعد حروب ظلت اكثر من ثلاثة قرون بسبب ما بثه اليهود بينهم من عداوات وبغضاء كما يحدث بيننا اليوم. وأضاف : إن اوس بن قيظي وخزرج بن قيظي كانا اخوين شقيقين من اب واحد وهو قيظي، ومن ام واحدة وهي قيلة، لذلك كانا يلقبان بأبناء قيلة، فألف الرسول بينهما بعد عداوات وحروب ونزاع. مشيرا إلى أن اليهود حاولوا الإيقاع بينهم مرة أخرى عندما رأي شاس بن قيس زعيم اليهود شباب الأوس والخزرج يتسامرون ويلعبون فغاظه ذلك، وأراد أن يبث بينهم العصبية مرة اخري فذكرهم بيوم بعاث وكانت الغلبة فيه للأوس فاستل شباب الأوس والخزرج سيوفهم وكادت أن تقع الفتنة بينهم، لولا أن مر رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال قولته المشهورة "الله الله من دعوى الجاهلية وانا بين ظهرانيكم.. دعوها فانها منتنة.. دعوا الجاهلية فانها منتنة ليس منا من دعى الي عصبية". وتابع بليح: إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - آخى بين المهاجرين والأنصار لتذهب عنهم وحشة الغربة وليؤنسهم من مفارقة الأهل والعشيرة ويشد بعضهم أزر بعض، وليذهب عنهم نعرة الجاهلية. وقد آخى بينهم على الحق والمواساة ، وكانوا تسعين رجلا، خمسة وأربعين من المهاجرين وخمسة وأربعين من الأنصار، ويقال: كانوا مائة وخمسين من المهاجرين وخمسين من الأنصار وكان ذلك قبل بدر، فلما كانت موقعة بدر وأنزل الله تعالى: "وَأُوْلُواْ الارْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَبِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلّ شَىْء عَلِيمٌ" (الأنفال/ 74)، نسخت هذه الآية ما كان قبلها وانقطعت المؤاخاة في الميراث ورجع كل إنسان إلى نسبه وورثه ذوو رحمه.