* جيانا فاروق بطل العالم في الكاراتيه: * أعد المصريين بميدالية أوليمبية في طوكيو 2020 * مجلس الإدارة لم يتأخر في دعمي.. وأشكرهم على تكريمي بشكل سريع * فخورة بتكريمي من رئيس الجمهورية مع أفضل شباب مصر * مهند مجدي مثلي الأعلى.. وأتمنى تكرار تجربته التعليمية والرياضية * بطولة 2014 الأغلى في مشواري.. وعائلتي تقف دائمًا في ظهري * من العيب أن يُعرف أبطالنا في كل دول العالم ونكون مثل الغرباء في مصر للنهار شمس تظهر جماله وتضيء الدنيا بنورها، ولليل قمر يظهر روعته وسكونه وراحته، وللكاراتيه بطلة واحدة ونجمة متألقة ورمز شامخ، هى بطلة حينما تراها تشعر بفرحة وبهجة وطاقة وحيوية ونشاط، هى بطلة حينما تسمع اسمها تتذكر الإصرار والحماس والتحدي الأهلاوي والمصري، هى بطلة المستحيل معها أمر يسير، هى بطلة جعلت العالم كله ينحني لها تقديرًا واحترامًا وإجلالًا، هى بطلة نجحت في الحصول على 7 بطولات عالم رغم أنها لم تتخط ال22 من عمرها، إنها جيانا فاروق نجمة الأهلي ومصر الصاعدة بسرعة الصاروخ في لعبة الكاراتيه. جيانا فاروق، من مواليد 1994 أصبحت في وقت قصير من أهم لاعبات الكاراتيه على مستوى العالم، بفضل مستواها الفني والبدني وذكائها الكبير الذي تتمتع به وقدرتها على التحدي والصمود أمام أعتى بطلات اللعبة، بل إنها أصبحت من الآن المرشحة الأولى لحصول لمصر على ميدالية أوليمبية خلال دورة الألعاب الأوليمبية المقبلة بطوكيو 2020. جيانا توجت مؤخرًا ببطولة العالم التي أقيمت بالنمسا، في إنجاز تاريخي لم يصل إليه أحد، خصوصًا أن الميدالية الأخيرة كانت السابعة لبطلة الأهلي ومصر في بطولات العالم، لذلك كان من الضروري أن تحل ضيفة على الموقع الرسمي لبيتها الأهلي للحديث عن مشوارها المليء بالإنجازات والبطولات وطموحاتها في الفترة المقبلة. كيف بدأت جيانا مشوارها مع لعبة الكاراتيه؟ بدأت ممارسة الكاراتيه منذ أن كان عمري 6 أعوام، وللعلم كنت في بداية مشواري الرياضي أمارس لعبة السباحة، لكنني في إحدى المرات شاهدت تدريبات لعبة الكاراتيه، ومن حينها قررت تحويل وجهتي من السباحة إلى الكاراتيه. ما الذي دفعكِ لممارسة الكاراتيه بدلًا من السباحة؟ في البداية عندما شاهدت مران لعبة الكاراتيه لم أكن أدرى ما هو اسمها، فتوجهت إلى المنزل وأبلغت أسرتي بممارسة هذه اللعبة، فلقد أعجبني فيها التركيز الشديد وتعلم الدفاع عن النفس. هل واجهتِ أي اعتراضات من أسرتك على ممارستك لعبة الكاراتيه؟ لا على الإطلاق، فقد وجدت دعمًا كبيرًا من الأسرة، خصوصًا أن لعبة الكاراتيه ليست عنيفة مثل باقي اللعبات القتالية، بقدر ما تحمله اللعبة من فنيات رائعة تجذب كل من يشاهدها، كما أنها تعتمد على التحكم بالنفس والسرعة في الأداء والتركيز الشديد وعدم إلحاق الضرر بالآخرين. ماذا كانت طبيعة تعاملك مع أصدقائك وزملائك بالدراسة بعد ممارستك للعبة الكاراتيه، وهل ابتعد عنك البعض؟ لا على الإطلاق، فعلاقتي بجميع زملائي وأصدقائي رائعة للغاية، ولعبة الكاراتيه لم تغير من تعاملي مع من حولي. وكيف كانت مسيرتك الناجحة مع لعبة الكاراتيه؟ في البداية مارست الكاتا لمدة 4 سنوات ثم انتقلت للعب الكوميتيه وأنا في عمر العاشرة، وبعدها انضممت إلى المنتخب الوطني وشاركت في بطولة العالم عام 2009، لكني لم أوفق حينها في الحصول على ميدالية. ومتى بدأت مسيرتك الناجحة في الكاراتيه؟ أول بطولة عالم كانت عام 2011، بعدما توجت ببطولة العالم للشباب، ثم في عام 2013 حصلت على لقب بطلة العالم تحت 21 عامًا، وفي عام 2014 كانت المشاركة الأولى لي في بطولة العالم للكبار وفزت بذهبية الفردي والجماعي، ثم في عام 2015 كانت المشاركة الثانية لي في بطولة تحت 21 عامًا وتوجت بها، وأخيرًا المشاركة الثانية في بطولة العالم للكبار والتي توجت بذهبيتها منذ أيام. من الشخصية التي أثرت في جيانا بلعبة الكاراتيه؟ بكل صراحة أكثر شخص أثر في من لعبة الكاراتيه هو الدكتور مهند مجدي، عضو مجلس إدارة النادي، فمهند بطل عالم وهو الذي بدأ وضع حجر الأساس بأن يضم النادي الأهلي أبطالا عالميين، بخلاف كونه طبيب أسنان، فأنا من البداية وضعت لنفسي هدفًا محددًا بأن أكون مثل مهند دكتورة وبطلة عالم. هل أثرت لعبة الكاراتيه على دراستك، خصوصًا أنك تدرسين في كلية الصيدلة إحدى كليات القمة؟ بالعكس تمامًا، الأمور كانت جيدة للغاية، فالتوفيق بين الدراسة واللعبة يعتمد في الأساس على تنظيم الوقت لا أكثر، فمثلًا في بعض الأحيان أتدرب في الصباح الباكر ثم أتجه إلى كليتي وأعود بعد ذلك للمذاكرة، الشيء الأهم أن يدرك الشخص أن أسلوب حياته يختلف بعض الشيء عن الأشخاص العاديين، وأيضًا يجب أن يكون الشخص محب لما يفعله. هل أثرت لعبة الكاراتيه في شخصية جيانا؟ الكاراتيه أضاف لي الكثير ويعود إليه الفضل في بناء جزء كبير من شخصيتي، خصوصًا أنه ساعدني على التفكير السريع والجيد واتخاذ القرارات، كما أنه فتح لي مجالات اجتماعية عديدة وساعدني على تكوين صداقات جديدة ولا أكون شخصية منغلقة على نفسها. هل وجود مهند مجدي كعضو مجلس إدارة ساعد في الاهتمام بشكل كبير بلعبة الكاراتيه داخل النادي؟ وجود مهند في مجلس الإدارة ساعد على الاهتمام بألعاب النشاط الرياضي بشكل عام وليس الكاراتيه فقط، خصوصًا أن تلك الألعاب واجهت صعوبة كبير في الفترات الماضية ليس في الأهلي فقط بل في مصر، وهو ما لمسه مهند وقتما كان لاعبًا وحاول بقدر كبير أن يعطي هذه الألعاب الاهتمام الكافي عندما أصبح عضوًا بمجلس الإدارة. وللعلم اهتمام الدكتور مهند بتلك الألعاب، يأتي أيضًا من منطلق توجيه الاهتمام لمجلس الإدارة بهذه الألعاب، والتي وصفها المهندس محمود طاهر، رئيس النادي ب«الألعاب الشهيدة» وشدد على ضرورة الاهتمام بها. ما اللعبة التي كنتِ تتمنين لعبها لو لم تكوني بطلة كاراتيه؟ كنت أحب أن أكون بطلة في لعبة السلاح. ماذا يمثل لكِ انضمام الكاراتيه للألعاب الأوليمبية بداية من دورة طوكيو 2020؟ بكل تأكيد أمر أسعدنا جميعًا، خصوصًا أننا كنا نسعى منذ وقت طويل لهذا الأمر وقدمنا طلب إلى اللجنة الأوليمبية بضم اللعبة إلى دورة ريو دي جانيرو الماضية، لكن الطلب قوبل بالرفض وتم اعتماد اللعبة بداية من دورة طوكيو المقبلة. وللعلم الميدالية الأوليمبية تعد هى الميدالية الأهم في مشوار أي رياضي ويكون لها مذاق خاص. هل يمكنكِ أن تعدي المصريين بميدالية أوليمبية في أوليمبياد طوكيو 2020؟ أعد المصريين ببذل أقصى ما عندي للحصول لمصر على ميدالية أوليمبية، لكن هذا الأمر يتطلب دعما كبيرا من الدولة، ليس لي فقط ولكن لجميع أسرة الكاراتيه، التي تضم لاعبين يملكون من الإمكانات الفنية والبدنية ما يؤهلهم للحصول على أكثر من ميدالية. ما هى أصعب اللحظات التي مرت عليكِ خلال مشوارك بلعبة الكاراتيه؟ أصعب اللحظات التي تمر على الرياضي هى اللحظات التي يشعر فيها بالزهق والرغبة في الاستسلام، بسبب الضغوطات الواقعة عليه، ورغبته في العيش مثل باقي الأفراد العاديين، خصوصًا أنه يحرم نفسه الكثير من الأمور التي يفعلها الأشخاص الآخرون، وهذا الأمر يحتاج للمجاهدة والتذكير دائمًا بالنجاح الذي نحققه في الرياضة والمكانة التي نصل إليها دون غيرنا. ما هى أصعب مباراة واجهتك؟ مباراة الدور قبل النهائي في بطولة العالم الأخيرة أمام بطلة فيتنام، فكنت أواجهها لأول مرة، والمباراة كانت صعبة للغاية، لكني نجحت في الفوز عليها والصعود إلى المباراة النهائية. وما هى أسهل مباراة شاركتِ بها؟ لا توجد مباريات سهلة على الإطلاق، أحترم جميع المنافسين وأخوض كل مباراة بمنتهى الجدية. ما هى أغلى بطولة حصلتِ عليها؟ بطولة العالم 2014، شاركت بها وكنت أصغر لاعبة في البطولة، كما أنها كانت المشاركة الأولى لي في بطولات العالم للآنسات، ولم أفكر مطلقًا في أنني سأفوز باللقب، خصوصًا أنه لم يسبق لأي لاعبة مصرية أن فازت بميدالية في منافسات الكوميتية، لكنني اجتهدت وتفوقت على نفسي، حتى أكرمني الله بالميدالية الذهبية. كيف يكون شعور والدتك تجاهك أثناء سفرك للمشاركة في بطولات العالم خارج مصر؟ تشعر بتوتر كبير بسبب خوفها علي، وللعلم أتجنب التحدث معها أوقات المباريات حتى لا أضع عليها ضغوطًا أكبر، لكنني أتواصل معها بشكل كبير قبل أي بطولة، خصوصًا أنها تعلم كل كبيرة وصغيرة عني وتعرف كيف تحفزني على الفوز وتهديني الكثير من النصائح، من خلال خبراتها الكبيرة التي اكتسبتها من مشاهدتي ومتابعتي وأنا أمارس الكاراتيه وعمري 6 سنوات. هل يعرفكِ الناس في الشارع؟ للأسف لا أجد من يعرفني حينما أسير في الشارع، وهذا الأمر يحزنني كثيرًا أن لا يكون أبطال مصر معروفين في بلدهم، في الوقت الذي نجد فيه دول العالم الأخرى تعرفنا بشكل جيد وتحفظ أسماؤنا، وللعلم في بطولة العالم الأخيرة وجدت صورًا كبيرة لي أنا والبطل مجدي ممدوح معلقة في النمسا، والجميع يعرفنا بشكل جيد ويطلب التقاط الصور التذكارية معنا. وما المطلوب من الدولة حتى يعرف الجميع هؤلاء الأبطال؟ لابد من توجيه الإعلام تجاه هذه الألعاب، فأمر غريب للغاية أن لا تذيع أي قناة مصرية بطولة العالم التي يشارك بها أبطال مصر، ونحن الآن نقوم بإعداد لحملة تحت عنوان «الرياضة مش بس كورة» للتعريف بأبطال اللعبات الأخرى. صفي لنا شعورك لحظة رفع العلم المصري وعزف النشيد بعد فوزك؟ لحظة أكثر من رائعة أشعر بها بالفخر والاعتزاز، كوني نجحت في أن أساعد في رفع علم بلدي والجميع ينظر إليه باهتمام واحترام. في لحظة رفع العلم تدور في رأسي الكثير من المواقف الصعبة التي مررت بها للوصول حتى هذه اللحظة، أتذكر لحظات الضعف والاستسلام من التعب والضغوطات، أتذكر دائمًا من كان يحاول إيقاف مسيرتي، لكن في النهاية أشعر بفخر كبير، حينما أدرك أنني على قمة المنصة وأسمع نشيد بلدي. كيف كان شعورِك حينما تم تكريمك من رئيس الجمهورية؟ في البداية لم أكن أصدق الأمر، حينما اتصلوا بي في رئاسة الجمهورية وأعتقدت أن الأمر دعابة من أصدقائي ليس أكثر، لكن بعد ذلك تأكدت من الأمر ودعتني الرئاسة للحضور للتكريم من الرئيس عبد الفتاح السيسي مع مجموعة من الشباب في مختلف المجالات، وكم هو شعور رائع أن أصل لهذه المرتبة بأن يتم تكريمي من رئيس الجمهورية. ماذا مثل لكِ حفل تكريم مجلس إدارة النادي الأهلي؟ للأمانة الشديدة كنت سعيدة للغاية بسرعة تكريم مجلس الإدارة لي، فالمجلس صمم على حضوري للنادي فور عودتي إلى مصر وقاموا بتهنئتي خلال اجتماع المجلس يوم الأربعاء قبل الماضي، كما علمت بأن المجلس سيقيم حفل كبير لتكريمي وفريق كرة اليد وتنس الطاولة. وللعلم لأول مرة أشعر بهذا الاهتمام، خصوصًا أنه في المجالس الماضية لم يكن يهتم بنا أحد، وبكل أمانة مجلس المهندس محمود طاهر، لم يتأخر عني في أي شيء والدكتور مهند مجدي كان يعرض كل طلباتي على المجلس وتتم الموافقة عليها فورًا. ماذا تفعل جيانا فاروق في يومها؟ في أوقات المعسكرات والتدريبات، يبدأ يومي من الساعة الخامسة صباحًا للتدرب، ثم بعد الانتهاء من التدريب أتجه إلى الكلية حتى الخامسة مساءً، ثم بعد ذلك أعود للتدريب حتى الثامنة والنصف مساءً، وبعد ذلك أحصل على قسط من الوقت للمذاكرة ثم الخلود للنوم في الثانية عشر مساء. ما نوع الطعام الذي تفضليه؟ محشي ورق العنب. من هو مطرب جيانا المفضل؟ لا يوجد مطرب محدد، حيث إنني أستمع للجميع مثل عمرو دياب وغيره من المطربين. ومن هو الممثل المفضل لجيانا؟ أيضًا أشاهد الجميع وبكل تأكيد أتابع الفنان الكبير عادل إمام. ما الرياضة الأخرى التي تستهوي جيانا لمشاهدتها؟ أحب الكثير من الألعاب مثل الكرة الطائرة واليد والسلة. ماذا تريدين أن تقولي لجمهور النادي الأهلي؟ أشكرهم على دعمهم لي، وأعدهم بمواصلة الحصول على البطولات في الفترة المقبلة، وأؤكد لهم أنني فخورة بكوني جزءا من كيان الأهلي ولاعبة في النادي الأكبر في مصر وأفريقيا والوطن العربي. كما أنني أحب أن أوجه رسالة مهمة للجماهير، بأنني لا أرغب في الاحتراف بالخارج أو قبول عروض التجنيس للعب بأسماء دول أخرى، خصوصًا أنني أعتز بتواجدي في الأهلي النادي الذي لعبت له منذ نعومة أظافري وبلدي مصر.