أكد وزير القوى العاملة محمد سعفان، ضرورة تغيير ثقافة المجتمع والعاملين بالمصانع والشركات في مجال تحقيق سلامة الوقاية من خلال إدراج السلامة والصحة المهنية ضمن المناهج الدراسية بدءًا من الأعوام الأولى للدراسة حتى المراحل الثانوية، حتى ينشأ جيل جديد له رؤية مختلفة ووعي بمفاهيم الأمن والسلامة والصحة المهنية. جاء ذلك خلال لقاء "سعفان"، الدكتور حليم حمزاوي، خبير الصحة والسلامة المهنية بمكتب منظمة العمل الدولية بالجزائر لدول شمال أفريقيا، بحضور بيتر فان غوى، مدير مكتب منظمة العمل الدولية بالقاهرة، بناءً على المقترح الذي قدمه الوزير للمسئولين بالمنظمة بجنيف، ببدء تدريب الأطفال منذ الصغر على السلامة والصحة المهنية، وخلال المراحل التعليمية المختلفة. وقال الوزير إن "تنفيذ هذه التجربة يعد استثمارا ناجحا سنجنى ثماره فى المستقبل"، مشيرا إلى أن اهتمام الوزارة بهذه التجربة بهدف خلق جيل على قدر من الثقافة والوعي بمفهوم الوقاية من المخاطر والحوادث، يأتي كجزء من اهتمامها بتحقيق دور الوزارة المنوط به فى تنفيذ الخطة الإنمائية 2030. وأضاف أنه عند شروع المنظمة في تنفيذ هذه التجربة، سيتم توقيع بروتوكول بين الوزارة والجهات المعنية ذات الصلة - وزارات التربية والتعليم، والتعليم العالى، والثقافة، للتنسيق في كيفية التنفيذ. من جانبه، قال "حمزاوي" إن "اهتمام مصر بمفهوم السلامة والصحة المهنية من خلال وضع السياسات الواضحة والقوانين الملزمة لحماية حقوق العمال فيما يتعلق بهذا المجال يضعها في مصاف الدول القليلة التى وضعت مادة بالدستور فى هذا الشأن (المادة 13)، توضح الأهداف التى ترغب مصر فى الوصول إليها فى مجال السلامة والصحة المهنية"، مؤكدا أن هناك تحديا في إقناع المنظمات المانحة بتنفيذ هذه التجربة، حيث إنها تعد من الاستثمارات متوسطة وبعيدة المدى. وكشف خبير الصحة المهنية، عن أنه إذا نجحت هذه التجربة في مصر سيكون الدور الريادي لها فى المنطقة العربية والأفريقية فى نشر ثقافة السلامة والصحة المهنية، مؤكدا أن منظمة العمل الدولية تدعم الأفكار الجديدة والبرامج التى تمثل استثمارًا للعمل، مشيرا إلى أن دمج مفاهيم السلامة والصحة المهنية فى المناهج الدراسية هى تجربة يمكن أن تعمم في الدول الأخرى. وعقب اللقاء، تم عقد اجتماع بين خبير المنظمة، ومسئولى الإدارات المعنية لمناقشة المقترحات الخاصة بهذا الشأن لدراستها فى منظمة العمل الدولية تمهيدا لتنفيذ التجربة.