قالت الدكتورة نادية عمارة، الداعية الإسلامية، إن خيانة الأمانة والاستيلاء على المال العام جريمة، وفجيعة وفضيحة يوم القيامة على رءوس مرتكبيها. وأضافت «عمارة» خلال تقديمها برنامج «قلوب عامرة»، المذاع على فضائية «الحياة»، أن الرسول صلى الله عليه وسلم لن يشفع للذين يستولون على المال العام أو خائني الأمانة. جاء ذلك ردًا على سؤال لمتصل يدعى إبراهيم من الغربية قائلا: "صديقى استولى على مال رب عمله وهو يعمل في إحدى الدول، ما حكم الإسلام في ذلك". واستشهدت بما روي عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: «قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، فَذَكَرَ الْغُلُولَ فَعَظَّمَهُ وَعَظَّمَ أَمْرَهُ، ثُمَّ قَالَ: لَا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ بَعِيرٌ لَهُ رُغَاءٌ، يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَغِثْنِي، فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا، قَدْ أَبْلَغْتُكَ لَا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ فَرَسٌ لَهُ حَمْحَمَةٌ، فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَغِثْنِي، فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا، قَدْ أَبْلَغْتُكَ لَا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ شَاةٌ لَهَا ثُغَاءٌ، يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَغِثْنِي، فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا، قَدْ أَبْلَغْتُكَ لَا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ نَفْسٌ لَهَا صِيَاحٌ، فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَغِثْنِي، فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا، قَدْ أَبْلَغْتُكَ لَا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ رِقَاعٌ تَخْفِقُ، فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَغِثْنِي، فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا، قَدْ أَبْلَغْتُكَ لَا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ صَامِتٌ، فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَغِثْنِي، فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا، قَدْ أَبْلَغْتُكَ». رواه البخاري. وأوضحت أن من يغلل: أي يأخذ الأموال بغير ِحقها يأتي بها يوم القيامة مهما كثرت وتعددت يأتي بها يحملها على رقبته إن كانت إبلًا أو كانت بقرًا أو كانت أموالًا أو غير ذلك كُل ما غله يأتي به يوم القيامة يحمله على رقبته خزيًا بين العباد وفضيحة على روؤس الأشهاد يأتي يوم القيامة يحمل غلوله على رقبته ويصدر الشيء المختلس صوتا صاخبًا ليفضح صاحبه. ونصحت الدكتورة نادية عمارة، من اختلس أموالًا من الخارج، بأن يردها إلى إحدى الهيئات التي تعمل على صالح الفقراء في هذه الدولة، وإن صعب عليه الأمر يتبرع بها لإحدى الهيئات الخيرية في البلد الذي يقطن فيه. وأشارت إلى أنه يجوز رد الشيء المختلس إلى صاحبه دون إخباره، أو أن يتصدق به السارق باسم صاحب المال المسروق إن صعب عليه أن يرده إليه.