حذرت صحيفة "الجارديان" البريطانية من مخاطر التدخل في الشأن السوري من قبل القوى الغربية ودول الخليج التي رأت أن دعمهم للثوار المسلحين لن يجلب لهم الحرية كما يعتقدون، بل سيقود سوريا إلى ويلات الصراع الطائفي المتزايد،فضلا عن إشعال فتيل الحرب هناك. وأشارت الصحيفة البريطانية - في سياق تعليق أوردته على موقعها الإلكتروني - إلى أن من يقود تصعيد النزاع الداخلي هو التدخل الغربي والإقليمي، مشيرة إلى أن الزيادة الحادة في إمدادات الأسلحة والتمويل والدعم التقني من قبل الولاياتالمتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر وتركيا وغيرهم التي شهدتها الأشهر الأخيرة بشكل كبير، عززت من قدرات الثوار، فضلا عن التقليل من عدد القتلى. ولفتت الصحيفة إلى أن الدمار في سوريا بلغ ذروته في الوقت الراهن، وأن الذي بدأ على شكل انتفاضة شعبية قبل نحو 17 شهرًا، تحول إلى حرب أهلية شاملة تغذيها القوى الإقليمية والعالمية، وتنذر بأن تغمر منطقة الشرق الأوسط بأكملها. ورأت الصحيفة أنه إلى جانب ما تشهده مدينة حلب من معارك ضارية وفظائع مضاعفة بين النظام السوري والمواليين له من جهة، ومسلحي المعارضة من جهة أخرى، وازدياد الانشقاقات في النظام الوحشي - في إشارة إلى انشقاق رياض حجاب رئيس الوزراء السوري يوم الاثنين الماضي - فإن هناك تطورات أخرى تنذر بتفاقم حدة الصراع واحتمال توسعه وانتقاله إلى خارج حدود البلاد، وفي أكثر من اتجاه. وتابعت الصحيفة بقولها: "إن إلقاء القبض على الحجاج الإيرانيين ال48 -أو الحرس الثوري الإيراني السري كما يقال-فضلا عن زيادة خطر وقوع هجوم تركي على المناطق الكردية في سوريا وتدفق "المقاتلين الجهاديين"، يعد بمثابة جزء من هذه التطورات الجديدة".