تباينت ردود أفعال الصحف الأمريكية والبريطانية الصادرة اليوم فى تعليقها على زيادة وتيرة الانشقاق بين قادة قوات الرئيس السورى بشار الأسد لاسيما كبار القادة وإنضمامهم لصفوف الثوار حيث اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية هذه الإنشقاقات دليلا على أن وطأة ونفوذ الأسد بدأتا تتبددان على ساحة إنشقاق كبار ضباط نظامه ، في حين اعتبرتها صحيفة "الإندبندنت" البريطانية بمثابة تراكم لمزيد من الضغوط على الأسد. وقالت ال "نيويورك تايمز" فى معرض تعليقها على ما تشهده صفوف قوات الرئيس السوري بشار الأسد من إنشقاقات "إن هذه الإنشقاقات التى طالما حدثت منذ إندلاع الثورة المناهضة لنظام الأسد منذ 16 شهرا باتت تحمل طابعا مختلفا حاليا".
وأوضحت الصحيفة فى تعليقها الذى أوردته على موقعها الإلكتروني أن القوات المسلحة السورية كانت تنزف المنشقين والهاربين المنضمين لصفوف الثوار السوريين منذ بدء الثورة ببطء شديد ، مشيرة إلى أن هذه الإنشقاقات تحمل طابعا مختلفا حاليا لاسيما وأنها تحدث بين صفوف كبار الضباط الذين يحملون أوسمة ونياشين على أكتافهم.
ولفتت الصحيفة إلى أنه وفى غضون الأيام الخمسة الماضية انشق عن قوات الأسد جنرال سورى واثنان آخران برتبة عقيد ورائد وملازم إضافة إلى 33 جنديا وصلوا تركيا مساء يوم الأحد الماضى ، وأعلن جنرالان قائدا لواءين وعميدان من مدينة حمص انشقاقهم فى فيديو للمعارضة يوم الخميس الماضى وفى نفس اليوم قام طياران بالقوات الجوية السورية بالهروب بطائرة مقاتلة من طراز ميج-21 والهبوط بها فى الأردن.
وأضافت الصحيفة أنه وعلى مدار الأيام القليلة الماضية أعلن مسئول من الجيش السورى الحر أن ثمانية طيارين سوريين عبروا برا الحدود السورية مع الأردن ، وسط تقارير تفيد بأن مخاوف النظام السورى من الإنشقاقات تأصلت وبصورة جوهرية فى قطاع الطيران السورى منذ يوم الجمعة .
ونوهت الصحيفة إلى أن هناك بعض التكهنات بأن الإنشقاقات فى صفوف القوات الجوية السورية ربما تكون العامل الرئيسى وراء اسقاط الطائرة التركية يوم الجمعة الماضية ، الأمر الذى أثار حفيظة المسئولين الأتراك ودفعهم للمطالبة بإجراء اجتماع طاريء مع حلف شمال الأطلسى "ناتو" اليوم .
ونقلت الصحيفة عن مسئول تركى طلب عدم الكشف عن هويته قوله إن " الأرقام التى تم تسجيلها بالأمس ليست شيئا استثنائيا ، فنحن نستقبل يوميا من 20 إلى 30 منشقا عبر حدودنا ، وما يعتبر استثنائيا هو الزيادة الأخيرة فى الإنشقاقات بين صفوف كبار القيادات العسكرية ،حيث يقبع حاليا بمخيم أبايدين 13 جنرالا سوريا".
ورأت الصحيفة أن أكثر الإنشقاقات تسببا فى الإحراج لنظام الأسد حتى الآن هى انشقاق الكولونيل قائد السرب الجوى حسن الميريل حمادة الذى أقلع بالطائرة يوم الخميس الماضى من قاعدة جوية سورية قريبة من الحدود وقام برحلة مفاجئة استغرقت 90 ثانية وصولا إلى المملكة الأردنية الهاشمية حيث هبط بها وتجرد من زيه الرسمى وبدأ فى الصلاة.