علقت صحيفتان أمريكيتان صدرتا، اليوم/ الأحد، على إنشقاق الطيار السوري النقيب أحمد طراد عن النظام السوري ومدى تأثير ذلك على مجريات الأمور في سوريا. فقد اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز"الأمريكية - في سياق تعليق أوردته على موقعها الألكتروني - هذا الأمر بمثابة تحد جديد لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد وجيشه النظامي. وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من إنتماء أغلب أعضاء الحكومة السورية إلى الطائفة العلوية، إلا أنهم يعتمدون في إدارتهم وفي قدراتهم العسكرية على البيروقراطيين السنيين،ومنهم الجنود والضباط أمثال النقيب طراد، الذي أدى انشقاقه إلى زيادة احتمالية أن تأخذ الحرب الداخلية في سوريا طابعا مذهبيا. وأوضحت الصحيفة أن انشقاق العديد من ضباط الجيش السوري المنتمين إلى الطائفة السنية قد لعب دورا فعالا في تعزيز قوة صفوف المعارضة السورية،وخاصة بعدما قادوا عددا من الوحدات القتالية في جيش سوريا الحر المعارض. وأضافت الصحيفة أنه رغم عدم استغلال المهارات العملية للطيارين المنشقين في حركة المعارضة بطريقة مباشرة، نظرا لعدم امتلاك المعارضين مروحيات عسكرية ، إلا أن قرار انضمامهم إلى صفوف المعارضة قد ساهم في تقوية النصر المعنوي للمعارضين وإضعاف القوة العسكرية للأسد في آن واحد. وأكد النقيب أحمد طراد، في تصريحات أدلى بها لصحيفة "نيويورك تايمز"الأمريكية عقب استقراره بمنزل في مدينة تركية حدودية تخطيطه للانشقاق عن النظام السوري منذ العام الماضي، إلا أنه انتظر حتى تحين اللحظة المناسبة قائلا "إن التصاعد في أعمال العنف التي مورست ضد المواطنيين السنة في سوريا كان السبب المباشر في قراري بعدم الاستمرار في خدمة النظام". وكشف طراد في تصريحاته النقاب عن إصدار قادته أوامر بضرب عدد من المدن التي تأوي معاقل كثيرة للمعارضة،ومنها مدينة إدلب ،وذلك في ظل مواصلة قوات المعارضة السنية في اكتساب المزيد من القوة، مشيرا إلى أن مروحيته العسكرية من طراز (مي-17)مجهزة بمنصة لإطلاق الصواريخ. ومن جهتها، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست"الأمريكية أن عمليات الانشقاق عن النظام السوري باتت تصل إلى قلب كل مؤسسة، فبعدما انشق السفير السوري لدى العراق وتنحى الأسبوع الماضي عن منصبه ومن قبله بنحو أسبوع انشقاق الجنرال مناف طلاس فإن ذلك من شأنه أن يعكس السخط العام لدى صفوف النخبة السنية التي لا تزل موالية للنظام الحاكم . وأضافت الصحيفة أنه بينما يعتمد النظام السوري على المروحيات المقاتلة لبسط سيطرته على الأراضي التي باتت تخضع لسيطره المعارضين ،فإن تساؤلات عديدة برزت على المشهد الراهن حول ولاء القوات الجوية ،التي يتشكل معظم ضباطها من السنيين لقادتها. وأوضحت الصحيفة أن النقيب طراد أكد علمه باعتزام 8 طيارين آخرين يعملون في ذات قاعدته الجوية الهروب في خلال أسبوع من هروبه ،إلا أن الصحيفة الأمريكية رجحت عدم إمكانية التأكد من تكهنات النقيب طراد بشكل مستقل ،نظرا لإحكام وشدة القيود المفروضة بداخل سوريا.