رأت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية أن الانشقاقات المتعددة في صفوف قوات الجيش السوري توضح الصدع الذي أصاب رجال الرئيس بشار الأسد بما يقرب نهايته. وأضافت الصحيفة أن الأسد يقف وحيدا بدون سند أو دعم من أقرب مؤيديه رافضا الاستسلام ومصرا على استكمال الصراع ضد شعبه زاعما أنه يقاوم المتمردين والإرهابيين. وقالت الصحيفة إن عمق العلاقات بين الرئيس السوري بشار الأسد وكبار قادته العسكريين بدأت في التمزق بعد أن مارسوا معا لفترات طويلة أعمال العنف والقمع ضد الشعب السوري الثائر، لاسيما بعد أن تدمرت العلاقات بين الرئيس بشار والعميد مناف طلاس، قائد لواء الحرس الجمهوري الموالي للرئيس السوري، وهروبه خارج البلاد تاركا قواته بدون قائد غير الأسد يوم الجمعة الماضي. وأوضحت الصحيفة أن هروب العميد طلاس من إدارة الأسد هي أكبر عملية انشقاق من قوات الرئيس السوري حتى الآن وإشارة واضحة إلى أن الدائرة الداخلية للأسد بدأت تفقد الثقة في نفسها بعد أكثر من 16 شهرا من الصراع والقتال الذي مزق البلاد. وأسفرت عمليات القمع فى سوريا عن سقوط آلاف القتلى والجرحى وتدهور الأوضاع الإقتصادية وتفاقم الخلاف على الصعيد الدولي، وأشارت الصحيفة إلى عدم يقينها حول ما إذا كان طلاس قد انشق فعلا وانضم إلى المعارضة أم سلك طريق والده مصطفى طلاس، وزير الدفاع السابق، وشقيقه فراس، رجل أعمال، ونأى بنفسه عن الصراع السوري. وذكرت الصحيفة أن الانشقاق الواضح والتدهور السريع في صلابة القوات الموالية النظام السوري أتت على خلفية اتفاق مسئولين من مختلف أنحاء العالم للاجتماع في باريس أمس سعيا لفرض عقوبات جديدة ضد سوريا تحت توصيات من مجلس الأمن مع إبعاد روسيا والصين، حلفاء بشار وأصحاب حق الفيتو في الاعتراض على أي قرارات تأتي ضد بشار، مؤكدة على أن التدخل العسكري بدأ بمنطقة حظر الطيران مما يشجع بشكل كبير على انشقاق معظم القادة السوريين.