* المنظمة العالمية لحماية الطبيعة أوقفت صيد أسماك القرش وأدت لانتشارها * "القرى السياحية" بالساحل الشمالي ومارينا أدت لظهور "القرش" و"الحيتان" * حواجز الأمواج تهيئ بيئة جاذبة للقرش والحيتان * تعيش بعمق 50 مترا وبعض التيارات البحرية تجذبها للشاطئ * التمدد العمراني جعلنا نلاحظ بسهولة وجود أسماك القرش * مارينا والسواحل الغربية أكثر عمقا وجذبا للحيتان من ساحل الدلتا * 74 نوع قرش لا يأكل الإنسان منها 10 تعيش في المتوسط * "قرش البهلول" نباتي ويعيش في البحر الأحمر * لا يمكن التعرف عليها بالمشاهدة العادية * يجب التعامل مع كل أنواع الحيتان والقرش بحذر * القروش تخاف من "جماعات الدرافيل" وتهرب منها * مد شباك غزل وحديدية بعمق 4 أمتار لتأمين المصطافين "سيلفي الحوت".. "سيلفي القرش".. قد يبدو الأمر مضحكا أن يلتقط المصطافون المصريون صورا لسمكة القرش أو الحوت التي تسبح على الشاطئ حرة طليقة، فهي جرأة أن يتعامل المصطاف بهذه الطريقة مع هذا النوع المفترس من الأسماك، هذا ما يجعلنا نتساءل عن سر ظهور أسماك القرش والحيتان على الشواطئ رغم أن الثابت بأذهاننا أنها تعيش في الأعماق فقط، وكيف يجب أن يتعامل معها الإنسان، وهل كلها مفترسة بحق، هذا ما نستعرضه في سطور التحقيق التالي: "محظور عالميا" قال الدكتور علاء الحويط، عميد كلية المصايد بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، إن أسبابا عديدة ساهمت في ظهور أسماك القرش والحيتان في السواحل المصرية، خاصة السحل الغربي الممتد حتى السلوم والذي يشكل ساحل "مارينا". وأوضح "الحويط"، في تصريح خاص ل"صدى البلد"، أن في مقدمة هذه الأسباب أن المنظمة العالمية لحماية الطبيعة أوقفت صيد أسماك القرش باعتبارها أحد الأنواع المعرضة للانقراض، وبدورها وزارة البيئة المصرية ونظيراتها في الدول الساحلية تشدد الرقابة منذ عامين على صيد هذا النوع من الأسماك، ما أدى إلى زيادة أعدادها. القرى السياحية السبب! وفيما يخص ساحل مارينا، قال "الحويط": "ساهم إنشاء القرى السياحية بكثرة في هذه المنطقة في تكوين بيئة خصبة لأسماك القرش والحيتان وجذبها للمساه الساحلية، فإنشاء القرى السياحية يصاحبه إنشاء حواجز للأمواج، وهذه الحواجز تتكون بها "الطحالب" التي تمثل بدورها بيئة خصبة ل"الأسماك"، والمعروف أن الأسماك هي الغذاء الأساسي ل"القرش" والحيتان، التي تنجذب بسهولة إلى مناطق الحواجز، ومع انتشار العمران على السواحل أصبحنا نلاحظ بسهولة ظهور أسماك القرش والحيتان على السواحل ما بين الحين والآخر. وأضاف أن المناطق الساحلية الغربية تكون أعماقها أكبر بكثير من الإسكندرية والسواحل الشرقية التي تكون مياهها ضحلة نتيجة وجود الدلتا، بينما تشكل السواحل الغربية المليئة بالنقط العميقة بيئة خصبة لأسماك القرش والحيتان. وعن الأعماق التي تعيش فيها أسماك القرش والحيتان، قال "الحويط" إنها عادة أعمق من 50 مترا، لكن هذه الأسماك الضخمة لا مانع لديها على الإطلاق من مغادرة الأعماق ولو مؤقتا لتسير مع بعض التيارات البحرية التي تجذبها نحو بيئة مناسبة، كتلك التي تكونت نتيجة إنشاء حواجز الأمواج، ولفت إلى أن أسماك القرش تظهر كثيرا على السواحل الأمريكية وترتكب حوادث دامية مع البشر، وتواجدها في الأعماق فقط ليس مسلما به. "صديق الإنسان" وأوضح عميد كلية المصايد بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، أن أسماك القرش بها 74 نوعا تقريبا لا تأكل لحم الإنسان، وأشهرها "بهلول" الذي يعيش في البحر الأحمر ويتغذى على "النباتات" والطحالب البحرية فقط، مؤكدا أن بعض القروش والحيتان "طيبة" لا تؤذي الإنسان. وأشار إلى أن دراسة قد أجريت من قبل على البحر الأبيض المتوسط وجدت أن 28 نوعا تعيش فيه، بينها 18 تأكل اللحوم وال10 الباقية "لا تأكل اللحوم". وعن "الحيتان"، قال "الحويط" إنها تنتمي للثديات مثل الإنسان وعلى خلاف "القرش"، ومنها 4 أنواع لا تأكل لحم الإنسان. وعن طريقة التعرف على الأنواع الخطرة، قال "الحويط" في تصريح خاص ل"صدى البلد"، إنه لا يمكن أن يتعرف عليها الإنسان بمجرد المشاهدة، ولكن المتخصصون يستطيعون ذلك من خلال ملاحظة الحجم والشكل وغيرها من الأدوات التي يعتمد عليها المتخصصون في التفريق بين الأليف منها والخطر. "كيف يتعامل معها الإنسان" وعن التعامل البشري في مناطق المصايف والسواحل إذا ما ظهرت أمامهم الحيتان أو القروش، قال "الحويط" إنه يجب التعامل بحذر شديد والبعد عن الشاطئ ضعف المسافة التي تتواجد عليها السمكة. وعن الطريقة التي يمكن بها تأمين السواحل التي تعج بالمصطافين من خطر هذه الأسماك، قال "الحويط": "شباك الغزل" تكفي لتأمين المنطقة والمصطافين، ويحدد المتخصصون في كل منطقة الحدود التي يجب أن تمتد فيها الشباك، فكل منطقة تختلف عن الأخرى في أبعادها بحسب عمقها. "الدرافيل ترعب القروش" فيما أكد اللواء محسن حمدي، الخبير البحري الاستراتيجي، أن البحر الأبيض المتوسط مليء بأسماك "الدرافيل" – الدولفين – التي تعد طاردا طبيعيا لأسماك القرش والحيتان، موضحا أن الدرافيل تسير في البحر على هيئة جماعات يخشاها سمك القرش الذي تسير فيه كل سمكة بمفردها، فتهرب سريعا إذا ما استشعرت جماعة من أسماك "الدولفين". وأوضح "حمدي"، في تصريح خاص ل"صدى البلد"، أنه وفقا لخبرته في هذا المجال، فإن تسرب أسماك القرش والحيتان للبحر الأبيض المتوسط أمر بالغ الصعوبة، إلا أنه لو حدث يكون عبر ثلاثة منافذ رئيسية، أولها من البحر الأحمر عبر قناة السويس، وكذلك عبر مضيقي البسفور والدردنيل التركيين، وأخيرا مضيق جبل طارق في الغرب. وحول الكيفية التي يجب أن تتعامل بها الدولة لحماية المصطافين في الساحل الشمالي الذي يمتد غرب مصر حتى السلوم ويشمل منطقة "مارينا"، قال "حمدي"، إنه إذا ما تأكد بالفعل وجود أسماك قرش أو حيتان فيجب عمل "شباك بحرية حديدية" غاطسة لعمق 4 أمتار في عمق الماء، لتغطي تماما المنطقة التي يستخدمها ويستمتع بها المصطافون، ونضمن هنا عدم وصول هذه الأسماك المفترسة على الشاطئ.