ونحن نشاهد برامج ومسلسلات رمضان نشاهد أيضًا الإعلانات التي تتخللها فنشاهد إعلانات عن كمبوندات جميلة وفيلات ونوادي وحمامات سباحة وتأتي بعدها إعلانات عن مستشفيات للسرطان والقلب وخاصة إعلانات عن دفع الزكاة للفقراء والمشردين بمشاهد " تقطع القلب " ولهذه الإعلانات دلالة هامة وهي أنها تخاطب فقط مجتمع الوفرة والغنى والإستهلاكي وتحثه على الاستثمار في العقارات التي لا تناسب إلا الأغنياء بل الأغنياء جدًا . ملاحظة هامة أن هذه الإعلانات لا تخاطب أبدًا الطبقة المتوسطة أعترافًا بتأكلها وعدم قدرتها على الصعود نحو مجتمع الوفرة ومواكبة الرفاهية والإستهلاك فبالتالي لا ضرورة للإعلان عن شيء قد يفيد هذه الطبقة التي هي مفروض أنها العمود الفقري لأي مجتمع ورمانة الميزان فيه بين طبقة الأغنياء وطبقة الفقراء المعدمين . إعلانات رمضان عكست هذا العام واقعا خياليا دون أن تعكس المشكلات التي يعيشها المواطن المصري من تردى الأحوال الاقتصادية والمعيشية ،ما بين إعلانات استعطاف الناس للدعوة للتبرع للفقراء، وبين استعراض لمناظر طبيعية خلابة ومنتجعات تصل لملايين الجنيهات يقف المواطن حائرًا بين هذا التناقض الشديد الذي تقدمه الإعلانات المصرية خلال شهر رمضان ، حيث تستفز مشاعر الناس خاصة الفقراء منهم الذين يشعرون بتفاوت كبير لا يمكن تعويضه بينهم وبين طبقة الأغنياء. حيث قام أصحاب الإعلانات بخلق تفاوت كبير بين الطبقة الفقيرة والغنية دون مراعاة شعور الفقراء، فأصحاب الشركات لم ينظروا للمواطن البسيط بعين الرحمة . مشاهدة هذين النوعين من الإعلانات ، نكتشف أن الفقراء هم من يدفعون الثمن حيث انهم يحتاجون للتبرعات ، وليس للسكن فى منتجعات سياحية باهظة الثمن ، وأيضا دون مراعاة لشعور شاب فى مقتبل عمره لا يستطيع أن يشترى شقة من غرفة وصالة ، فهذه الإعلانات سواء كانت تبرعات أو منتجعات سكانية لا تراعى شعور المشاهد ، وخاصة الفقير. الإعلان له اهمية كبيرة للترويج للصناعات وتنمية المجتمعات، يتطلب ذلك ضرورة وجود مجلس يضم خبراء في الإعلام وعلمي النفس والاجتماع، لوضع قوانين وضوابط منظمة لصناعة الإعلان، والخروج بميثاق شرف إعلاني أو مدونة سلوك أخلاقية ملزمة لصانعي الإعلانات، بالإضافة إلى عمل استبيانات حول آراء المشاهدين لمعرفة احتياجاتهم الإعلانية. أن الرسالة الاعلانية يجب ان ترتقي بذوق المشاهدين من أجل توصيل كل شئ ايجابي .