أكدوا: الإعلانات لا تراعى الحقوق.. وإعلانات التبرعات مشروعات تجارية بحتة ظهرت إعلانات رمضان هذا العام، لتعكس واقعا خياليا، دون أن تعكس المشكلات التي يعيشها المواطن المصري من تردى الأحوال الاقتصادية والمعيشية، حيث قام أصحاب الشركات، بخلق تفاوت كبير بين الطبقة الفقيرة والغنية دون مراعاة شعور الفقراء، وقاموا باستخدام الفنانين للترويج عن تلك الإعلانات، فأصحاب الشركات لم ينظروا للمواطن البسيط بعين الرحمة، خاصة أن الإعلانات تظل وجبة أساسية لهم في الموسم الرمضاني، فأصبحت الإعلانات إما عن تبرعات أو الإعلان عن الفيلات والمناطق السكنية باهظة الثمن دون مراعاة لشعور المواطن الفقير، وكان ذلك التفاوت على النحو التالى.. إعلان المناطق السكنية الجديدة ويخاطب نوعية معينة من المواطنين لديهم حالة غضب من الضوضاء، لينتقلوا إلى سكن أفضل مقابل مبلغ مالي يفوق 25 ألف جنيه، وتقول على هذا المبلغ أنه بسيط دون أن تراعى شابا لا يجد حتى إيجار شقته البسيطة. ولم يتوقف الأمر عن هذا الحد، بل ظهر إعلان جديد عن منتجع سياحي بالبحر الأحمر، ويقدمه أحد الفنانين لينقل للمشاهدين متعة الصيف والإجازة في المكان من كل النواحي، ففي الوقت الذي لا يستطيع فيه المواطن العادي أن يذهب يوما للإسكندرية ليصيف. وعلى الجانب الآخر ظهرت إعلانات التبرعات، وهى الظاهرة التي انتشرت منذ عدة سنوات في رمضان، بل تزداد كل عام بشكل أكبر ومبالغ فيه، حيث تتصارع المستشفيات والجمعيات الخيرية على جذب المشاهد للتبرع، مثل جمعية "الأورمان" و"بنك الطعام" و"بنك الشفاء" ومستشفيات القلب، والسرطان ومنها الذي ظهر جديد مثل مستشفى 500500، لتتحول تلك الإعلانات إلى الشحاتة والتسول العلنية على الهواء، ويقوم ببطولتها مجموعة من الشخصيات الفنية والإعلامية والرياضية والسياسية، وعدد من المرضى بالسرطان والقلب، لتكسب عطف المشاهد، إلا أن المشاهدين لم يعد يحملون نفس التعاطف ولا يتأثروا بتلك الإعلانات، خاصة بعد شعور المشاهد بالاستغلال والتفاوت بين الغنى والفقير من تلك الإعلانات، في الوقت الذي يدفع فيه أشخاص آخرون مبالغ طائلة للترفيه في المنتجعات والأماكن السكنية الراقية. وفي هذا السياق قال محمد الشومان، الخبير الإعلامي ومستشار الإعلام والرأى العام، إن الإعلانات في مصر تعكس صورة سلبية أمام العالم، وهى أنه لا يوجد في مصر أي نوع من أنواع العدالة بسبب الإعلانات التي تتحدث دائمًا عن الغنى وتناقش في الجانب الآخر الفقر الذي يحتاج إلى تبرعات، مع العلم أن تلك الإعلانات لا تراعى شعور المشاهد على حد تعبيره. وأكد الشومان خلال تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن إعلانات التبرعات أصبحت تذاع بشكل مبالغ فيه كل سنة ومتفاوت تحول إلى مشروع تجارى للتربح، حيث تساءل لماذا تذاع فقط في شهر رمضان؟ وهل القنوات الفضائية التي تذيع تلك الإعلانات لا تتقاضى أجرا؟ وهل الفنانون الذين يقدمون تلك الإعلانات متطوعون أم يأخذون أموالاً؟. وأكد الشومان أن الجانب الآخر من الشركات لا تحترم المشاهد بسبب الإعلانات عن المناطق السكنية والفيلات الكبرى والمنتجعات السياحية دون مراعاة ظروف المواطن الفقير. ووصف شومان أن الإعلام المصري في حالة فوضى وتلك الفوضى هي التي أدت إلى الفوضى الإعلانية التي نراها في رمضان، وأن الإعلام في مصر لن يراعى مواثيق الشرف، حيث يجب ألا تتعدى مدة الإعلان ربع ساعة خلال ساعة من المسلسل.