يذخر عهد الملك فاروق حاكم مصر بالكثير من القصص المثيرة والطريفة فى ذات الأمر، والتى كان أحدهاعام 1944 وهى دخول جمل لقصر عابدين حينما كان أحد الجزارين بباب الشعرية ويدعى "المعلم حسين الأشوى" قد ابتاع صباح الجمعة من سوق إمبابة، جملين، وكلف صبيه بقيادتهما إلى مجزر القاهرة حتى يتسنى له ذبحهما. ولكن حدث مالم يكن فى الحسبان حينما ذبح القصابون الجمل الأول، هاج الآخر وانتزع نفسه من الحبل الذى قيد به واخذ يعدو مهرولا فى شوارع القاهرة مرورا بالطريق العام، للهرب من مصيره المحتوم "الذبح". ولم يجد مكانا يلوذ به إلا قصر عابدين الذى كان يقيم به الملك فاروق وهو مافعله الجمل حينما تجنب السيارات فى شوارع السيدة زينب وجرى إلى ميدان عابدين حتى وصل للقصر الملكى. ومن حسن الحظ، أن "على محمد فهمى حسن" الجندى فى بوليس القصر قد نجح بمساعدة بعض جنود الحرس الملكى فى إمساك "الجمل" على الرغم من اندفاعه بقوة شديدة اجتاز بها مدخل القصر، إلى ان جاء "أبو المجد السيد إبراهيم"، وهو العامل المعهود إليه اقتياد الجملين، وروى قصتهما وكيف افلتا من قبضة الجزار. وسرعان ما قام البوليس برفع نبأ مافعله الجمل إلى الملك فاروق فأمر بشراءه ودفع ثمنه لصاحبه المعلم "حسين محمد الأشوى" مع ارباح مضاعفه فضلا عن "منحة" أمر بدفعها الملك وارسله إلى مزارعه الخاصة في أنشاص، واعداد مكان خاص له ويمنع ذبحه أو استخدامه فى أى عمل شاق كان أو يسير. وتم تنفيذ الأوامر فى اليوم التالى وارسل الجمل في مركبة نقل إلى المزارع الملكية، وسأل مندوب جريدة الأهرام، الذي نشر القصة في عدد يوم 20 أغسطس عام 1988، الجندي "محمد فهمي حسن"، عما حدث فقال: "كنت واقفا بالباب المجاور للباب رقم 1 بقصر عابدين، وفيما كانت الساعة حوالي السادسة، رأيت جملا متوسط الحجم يبدو في سرعة كبيرة متجها إلى الباب، فعملت على صده ولكنه اقتحم الباب ووقف في فناء القصر، حتى تمكنت مع بعض زملائي الحراس من امساكه بعد ذلك". وتابع "الحارس" حديثه قائلا : "لكن ما لبثت أن علمت أن الملك علم بالحادث وأمر بشراء الجمل وعدم ذبحه".