في الشهور التي تلت يوم 26 أبريل 1986 الذي شهد انفجار مفاعل تشرنوبل، تغيرت الحياة اليومية للسكان في كل من أوكرانيا وروسيا البيضاء. وأحيت أوكرانيا اليوم الذكرى الثلاثين لانفجار تشرنوبل، حيث احتشد قادة من أنحاء العالم ومشككون في الطاقة النووية وناجون من أسوأ كارثة نووية شهدها العالم في أوكرانيا لإحياء الذكرى السنوية للمأساة. ومن جانبه، قال يوكيا أمانو رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن :"تشرنوبل أدت إلى قفزة إلى الأمام في التعاون الدولي بشأن السلامة النووية". وقال أمانو إن "الدرس الرئيسي المستفاد من تشرنوبل وكارثة فوكوشيما النووية التي وقعت في اليابان عام 2011 أنه ينبغي على الحكومات والسلطات ومشغلي المحطات النووية ألا ينظروا إلى السلامة على أنها أمر مفروغ منه". وفي غضون ذلك، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن كارثة تشرنوبل يجب أن تكون درسا قاسيا للإنسانية. وأشاد بوتين في بيان بخدمات الطواريء الروسية في تقليص تأثير الإشعاعلا على الكثيرين. ووضع الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو إكليلا من الزهور على نصب تذكاري لتشرنوبل في كييف، كما شارك في مراسم إحياء الذكرى رئيس الوزراء الأوكراني الجديد فولوديمير جرويسمان ورئيس البرلمان أندري باروبي. وبحسب تقديرات الخبراء، تسببت التداعيات اللاحقة الناجمة عن انفجار المفاعل في وفاة عشرات الآلاف من الأشخاص. وفي غضون ذلك، اقتحم محتجون معارضون لاستخدام الطاقة النووية موقع تشييد منشأة نووية في فنلندا تتولى تطويرها شركة روزاتوم الروسية النووية المملوكة للدولة، وقالت الشرطة إن نحو 50 محتجا تجمعوا قرب موقع فينوفويما في شمال فنلندا وإنها اعتقلت نحو 40 منهم. وقالت الشرطة إن مجموعة اقتحمت الموقع بينما بقى الآخرون على الطريق المؤدية لمدخله. وأبلغ فينلا سيمونن من جماعة "أوقفوا فينوفويما" رويترز عبر الهاتف قائلا "نرغب في أن نذكر الناس بأن سلف روزاتوم هي من شيدت مفاعل تشرنوبل". وتعتبر كارثة تشرنوبل الأضخم من نوعها في تاريخ الكوارث النووية، وفي يوم السبت 26 أبريل من عام 1986 حيث كان ما يقرب من 200 موظف يعملون في مفاعل الطاقة النووي (1،2،3) بينما كان يتم إجراء عملية محاكاة وتجربة في الوحدة الرابعة التي وقع فيها الانفجار. كما ساهمت بنية المفاعل في الانفجار حيث أن التحكم في العملية النووية كان يتم بأعمدة من الجرافيت. وتسبب انفجار المفاعل فور وقوعه بمصرع 31 من العاملين ورجال الإطفاء بالمحطة جراء تعرضهم مباشرة للإشعاع، وتباينت التقديرات حتى الآن بشأن العدد الحقيقي لضحايا هذه الكارثة، حيث قدرت الأممالمتحدة عدد من قتلوا بسبب الحادث بأربعة آلاف شخص، وقالت السلطات الأوكرانية إن عدد الضحايا يبلغ ثمانية آلاف شخص.