* أهالى نجع الجامع بدشنا: * مياه الشرب غادرت "الحنفيات" منذ شهور حتى أصابها الصدأ * لجأنا للطلمبات الحبشية رغم مخاطرها، لكى نروى ظمأنا * بعض الأهالى يستخدمون مياه الترع فى الوضوء وغسل الأوانى المنزلية * فتاوى "التيمم" انتشرت بين الأهالى بحثاً عن حل لأزمة المياه المنقطعة باستمرار * رئيس شبكة مياه دشنا: المياه تأتى مساء وسوف نفتتح محطتين نقالى قبل شهر رمضان "عيش ..حرية .. ميه من الحنفية" بهذه الجملة استقبلنا أطفال قرية نجع الجامعة، بعد ما علموا أننا جئنا لرصد معاناتهم مع مياه الشرب التى غادرت "حنفياتهم" ومنازلهم، وفقاً لما قاله الأهالى، فقد تضاربت الفترات الزمنية من شخص لآخر ومن منطقة لأخرى عن بدء انقطاع المياه عنهم، إلا أنها اتفقت جميعاً على المعاناة التى يعيشونها نتيجة انقطاع المياه ولجوئهم إلى الطلمبات الحبشية الضارة، ولجوء البعض الآخر لمياه الترع، للوضوء وغسل "الأوانى المنزلية". بداية المشكلة يرويها إسلام أحمد "مدرس"، قائلاً: القرية كانت تعتمد على محطة ارتوازية تم إنشاؤها فى ستينيات القرن الماضى، لكنها لم تعمل فعلياً إلا فى الثمانينيات، وهو ما أدى لحدوث صدأ بها، ومع تشغيل المياه بدأت تظهر الملوثات وبقايا المياه الراكدة، فتم إغلاقها من قبل مديرية الصحة لعدم صلاحيتها للاستخدام الآدمى، وهو ما دفع شركة المياه لمد خط مواسير من مركز دشنا، لكن تزايد عدد السكان وامتداد الحيز العمرانى، أدى لتفاقم المشكلة وعدم قدرة المواسير الضعيفة على تلبية احتياجات كافة المناطق، فبدأت شبكة المياه منذ فترة بقطع المياه عن عدد كبير من النجوع منهم نجع الجامع ، والخطاطبة وعيد ، والذهانات، وغنيم، وهم يمثلون حوالى 40 ألف نسمة. أما حسانى محمود "عامل بالمسجد"، المياه لا تأتى إلا فى منتصف الليل، وأحياناً لا تأتى إطلاقاً، كما أن ميكروفون المسجد ينادى على المصلين بالوضوء فى منازلهم لعدم وجود مياه بالمسجد، وهو ما يضطر البعض إلى الوضوء من مياه الترعه لعدم وجود مياه، فيما يبحث الكثير من الأهالى حالياً فى فتاوى التيمم، لإيجاد حل لأزمة المياه المنقطعة باستمرار والتى تمنع البعض أحياناً عن أداء الصلوات، لافتاً إلى أن هناك وعودًا كثيرة من المسئولين، لكن لم يتم تنفيذ أى شىء حتى الآن. أما محمود عبدالعزيز " موظف" ، فأوضح أن أهالى المنطقة تكلفوا مبالغ طائلة لتركيب مواتير، لجلب المياه، إلا أنها لم تحقق حلمهم فى الحصول على مياه شرب نظيفة، مضيفاً ذهبنا للمحافظ مرتين، وكلمنا المسئولين عن شركة المياه مراراً وتكراراً، لكن لم يحدث فى الأمر أى تحسن. فيما أشار سعيد طايع، إلى أن الأهالى لا ينقطعون عن الذهاب إلى الترع أو نهر النيل لتعبئة ما يحتاجونه من المياه، فيما عاد البعض لاستخدام الطلمبات الحبشيه وتركيب مواتير عليها، والجميع يعلم ما تسببه هذه الطلمبات من أضرار بالغة على الصحة، لانتشار خزانات الصرف الصحى بمختلف نواحى القرية، وهو ما يجعلها تسحب مياه مختلطة بالصرف الصحى. عبدالحميد ضمرانى" مزارع" المواشى مهددة بالموت لعدم وجود مياه شرب من الحنفيات، فقد تعودت المواشى على مياه الحنفيات، كما أننا نضطر لإحضار مياه من الترعة الواقعة على مدخل القرية، ونستخدم مياهها فى غسل الأوانى المنزلية " المواعين" وسقى المواشى، لافتاً إلى أن اعتمادهم على هذه المياه أدى لانتشار حالات الفشل الكلوى، والعدد فى تزايد مستمر. من جانبه قال على ناصر ، رئيس شبكة مياه دشنا، لا أنكر أن المياه تنقطع عن منطقة نجع الجامع تحديداً، ولكن ليس على مدار اليوم، فالمياه تأتى فى المساء، وما يحدث لظروف خارجه عن إرادتنا، فنحن نعمل ليل نهار على تلبية مطالب كافة النجوع و المناطق من مياه الشرب، لكن الإمكانيات المتاحة تقف حائلاً أما تلبية احتياجات الجميع، فى ظل محطة مياه دشنا التى تبلغ قوتها 400 لتر / ثانية. وأشار ناصر، إلى أنه بتوجيهات من محافظ قنا ورئيس شركة المياه ، تم تخصيص مساحة 10 قراريط بقرية السمطا ويجرى العمل لإنشاء ومحطتين نقالى عليها، بجهود ذاتيه من الشركة والإدارة، وسوف يتم دخولهم الخدمة قبل شهر رمضان إن شاء الله، وهو ما سوف يساهم فى تلبية احتياجات النجوع، الذين نعمل ليل نهار من أجل راحتهم وتحقيق مطالبهم. يذكر أن نجع الجامع، ضمن مجموعة نجوع تابعة لقرية السمطا، والتى تتبع الوحدة المحلية لمركز ومدينة دشنا، ويقطنه حوالى 20 ألف نسمة، وتوجد به مدرسة ابتدائى تضم 1160 تلميذًا وتلميذة " فترتين" ومدرسة اعدادى بها 827 تلميذًا وتلميذة.