يعانى أهالى قرى مركز الواسطى شمال بنى سويف "أبو صير الملق وأبويط وأطواب وأنفسط و إفوة والحومة والديابية والنواميس وميدوم وبني حدير وبني سليمان وبنى غنيم وبني محمد وبني نصير وجزيرة المساعدة وجزيرة النور" من انقطاع مياه الشرب منذ شهرين دون تدخل أى مسئول حتى الآن لإنقاذها من العطش مما أدى إلى انتعاش تجارة الجراكن. فيما أقبل البعض منهم على استخدام الطلمبات الحبشية، أما مياه الاستحمام والغسيل فيحصلون عليها من الترع والمصارف، مما يعرض حياتهم للخطر بسبب تلوث هذه المياه وعدم صلاحيتها للاستخدام الآدمى. وأكد محمد عبد العظيم موظف من أهالى قرية أبو صير، أن أكثر من 150 ألف نسمة من أهالى 16 قرية ونجعًا تابعًا لمركز الواسطى، يعانون العطش ويعيشون كارثة بكل المقاييس يقتلهم الظمأ و الجفاف وندرة المياه بسبب الانقطاع التام للمياه. وأضاف، أن المياه منذ شهرين كانت تأتى لمدة 8 ساعات مساء ثم تناقصت إلى 3 ساعات فقط ثم انقطعت نهائيًا منذ أسبوعين وتقدمنا بعدة شكاوى للمحافظ السابق محمد سليم والمحافظ الجديد شريف حبيب والوحدة المحلية لمركز ومدينة الواسطى وشركة مياه الشرب والصرف الصحى، لافتًا إلي أن الأهالى فشلوا نهائيًا مع المسئولين فى حل الأزمة. العجيب أن شركة المياه تقوم بتحصيل فواتير المياه شهريًا مع ارتفاع قيمة الفواتير إلى أرقام قياسية . وأوضحت سميرة الراوى – معلمة- أننا نعانى من انقطاع المياه منذ شهرين، مما دفعنا للعودة إلى الطلمبات الحبشية كمصدر للمياه على الرغم من المخاطر التى قد تسببها نظراً لاختلاط خزان المياه الجوفية فى بعض المناطق بمياه الصرف الصحى ولجأ البعض إلى شراء المياه وانتعشت تجارة الجراكن حتى وصل سعر الجركن إلى 5 جنيهات فى بعض المناطق. وتتجسد المأساة فى طلاب المدارس الذين يعانون ويلات العطش وقضاء الحاجة ونتج عنه ارتفاع نسبة الغياب فى المدارس كما يقول ( أحمد د أ ) مدرس إن المدرسين والطلاب يشعرون بالمرارة عندما يرغبون في دخول الحمام ولا يجدون المياه للوضوء أو الاستحمام. كما تقوم السيدات فى عز البرد، بغسيل أوانى الطعام بجوار أحد المصارف، وعند بيان خطورة ذلك علي الصحة، سخرن بضحكات "يا أستاذ هو فيه مياه فى الحنفية واحنا قلنا لا" وانهمكن فى غسيل الأوانى وضحكاتهن تتعالى. وقال محمد أبو العلا منصور فلاح "أوعى يكون سد النهضة اشتغل وإحنا مش عارفين، إحنا الآن لا نبحث عن مياه لرى أرضينا خلاص الزرع باظ وعليه العوض إحنا بندور على نقطة مياه عذبة نشربها ونروى أطفالنا و مواشينا". وتابع: "أنا بروح مدينة الواسطى اشترى جركنين مياه من أحد المقاهى بمبلغ 5 جنيهانت انقلهم بتوكتوك ب5 أخرى يعنى عايز 10 جنيهات يوميًا للشرب والطبيخ". وأشار إلى أن "محمد عبد الوهاب صاحب المقهى ارتاب فيّ لما كل يوم اشترى منه جركنين مياه وقال لى أوعى تكون بتاجر فى الجراكن وعندما حكيت له مأساتى أقسم ألا يتقاضى أجر الجركنين وعندما رجعت البيت وجدت المحصل يطالبنى بدفع 54 جنيها استهلاك شهرين" . وفي قرية الديابية، أجمع الأهالى، على أن توفير مياه الشرب أصبح الشغل الشاغل لجميع أهالى القرية فمع وجبة الإفطار ( الفول والطعمية ) يهرول الصبية والفتيات للحاق بسيارة تبيع (جراكن المياه) وغير مسموح بأكثر من جركنين للأسرة الواحدة ومن يتأخر عليه البحث عن مصدر آخر يروى به عطشه. واكتفت ناهد حمدى طالبة جامعية بقولها "خلاص خدنا على كده شهرين وزيادة تعبنا مع شركة مياه الشرب ومجلس المدينة والمجلس القروى والصحافة كتبت وإحدى القنوات الفضائية صورت الموقف ومفيش نتيجة طيب نتعب نفسنا ليه". من ناحيته أكد محمد على شكرى من أهالى قرية الحومة، أننا سعينا لمقابلة المحافظ السابق محمد سليم لعرض مشكلتنا عليه ولكننا عرفنا أن مقابلة الرئيس السيسى أسهل من مقابلته فعلى مدار 20 يومًا متواصلة فشلنا فى مقابلته والحقيقة "مش عارف المحافظ الجديد هنقدر نقابله لعرض مشكلتنا وإلا هيسبنا نشرب من الترعة زى اللى قبله". بينما أوضح المهندس محمد سعيد نشأت، رئيس مجلس إدارة شركة بنى سويف لمياه الرى والصرف الصحى، أن المشكلة بسبب السدة الشتوية، مؤكدًا أن مركز الواسطى يعد الأكثر تأثرًا بانخفاض منسوب النيل وتم التنسيق مع مديريتى الرى والكهرباء والوحدة المحلية لتشغيل محطات أبويط وأبو صير وصفط الغربية وميدوم وكوم أبوراضى ساعتين زيادة لمواجهة المتطلبات المائية لقرى المركز وتقليل ساعات انقطاع المياه .