نشر مجمع البحوث الإسلامية، صورة لحلقة علم بالجامع الأزهر الشريف في عام 1892. ويظهر في الصورة إقدام الكثير من الطلاب على حلقات العلم، ويجلس الشيخ بجانب عمود من أعمدة الأزهر، على حشية أو على كرسي من جريد أو خشب، والطلبة حوله على شكل حلقة بترتيب معين. يجلس المعيدون والممتازون من الزوار على يمين الشيخ ويساره، ويجلس الطلاب في الحلقة، تاركين فراغاً لمن يحب أن يسمع الدرس من الطارئين أو الذين لا يحضرون الدرس بانتظام. يشار إلى أن المتبع أن يعرف كل من حضر الدرس موضعه لا يتعداه، ثم يبدأ الدرس باسم الله وبحمده والصلاة على رسوله وآله وصحبه، وقد يتلو المدرس بعض آيات من القرآن أو بعض أحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-، التي تحث على طلب العلم وحسن الخلق، ثم يبدأ الدرس بعد ذلك التقديم إما إملاء على الطلاب من محفوظة أو من مذكراته، وإما شرحاً وتفهيماً لما غمض من موضوعات الدرس وتفريعاته ونصوصه. وكان من حق كل طالب أن يسأل عما خفى عنه أو أشكل عليه، ولكن الأسئلة كانت تخضع لآداب خاصة فلا تكون تعجيزًا أو تنكيتاً، ولا تكون مقاطعة للمدرس، ولا للزميل وهو يسأل، وكان المدرس يشجع على الأسئلة الدالة على التعمق في التفكير.