يلعب الإعلام بمختلف أدواته اليوم دورا محوريا في جميع القضايا علي تنوعها، هذا الدور قد يكون في صالح الوطن أحيانا وعلي العكس من ذلك في الكثير من الأحيان ونحن هنا لسنا بصدد تقييم الدور الإعلامي نحو قارتنا السمراء لأنه لا يوجد شئ حتي نقوم بتقييمه مع اعترافي بوجود بعض الجهد الذي يرتفع أحيانا وينخفض طبقا لموجات الاهتمام أو انحسارها ، وللاعتبارات الموضوعية لابد من الإشارة إلي أن واقع العلاقات المصرية الأفريقية لا يرقي إلي مستوى الاهتمام والتحليل لأسباب خاصة بنا وتراكمات أدت إلى عدم الاهتمام بالقارة على جميع المستويات، ومن الطبيعي أن يحدث تراجع لتناول القضايا الأفريقية أو حتي القضايا المشتركة نتيجة لذلك. ولإبراز الأهمية القصوي للدور الإعلامي لابد من الإشارة إلي واقع العلاقات مع دول القارة الأفريقية الذي شهد تدهورا علي كافة المستويات منذ سبعينيات القرن الماضي علي واقع أسباب عديدة أهمها في نظري استعلاء غير مبرر نحو دول القارة والجهل المتعمد وغير المتعمد بالقضايا الأفريقية واعتماد العلاقات علي أشكالها التقليدية وتمركزها حول القضايا الفوقية والرسمية التي تأخذ أشكالا عديدة منها الزيارات والحضور إلي المؤتمرات والمعاهدات والبروتوكولات التي أصبحت بلا قيمة لانعدام التأثير علي المستوي الشعبي والتنموي سواء لنا أو لدول القارة. وسؤالي لك عزيزي القارئ كم عدد المرات التي كانت فيه القارة الأفريقية حاضرة في ذهنك ؟؟ والإجابة ستكون في نواحي إخبارية كحضور المؤتمرات علي مستوي القمة أو علي المستوي الوزاري أو تناول مختصر لقضايا الصراعات الأفريقية وتكون متابعتها وراء كل المتابعات الدولية بخطوات كثيرة ويصبح السؤال ما هي المعايير الجديدة التي أتمني أن تكون في إعلامنا؟ الإجابة عن هذا التساؤل تأتي من خلال التأكيد علي أن العلاقات المصرية الأفريقية متكافئة في كل شئ وعدم العودة مطلقا إلي منظورنا القديم في التعامل مع القارة من منطق الأبوية فتلك الأشياء سبقتنا إليها دول عمقت من روابطها علي مستوي الأصعدة مع دول القارة فلم يعد عجيبا أن نري رابطة تشبه الرباط المقدس بين فرنسا ومستعمراتها القديمة والبرتغال في أنجولا وموزمبيق وأسبانيا وحضورها في غينيا الإستوائية أضف إلي ذلك حضور مؤثر وفعال لكافة القوي الأخري وعلي رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل وإيران وتركيا والهند وبريطانيا والصين وكوريا وحتي البرازيل كلهم عرفوا قيمة القارة فأعطوها قدرها من الإهتمام المتكافئ في كافة النواحي. ورسالتي للإعلام ... عليكم الاهتمام بالقارة وجميع الدول الأفريقية والبحث عن تواصل حقيقي علي المستوي الرسمي والشعبي حتي تتحقق المصلحة لنا جميعا مع ملاحظة أن الوقت يقتلنا وأن رفاهية الاختيار لم نعد نملكها ولابد من الاهتمام وجعل أفريقيا حاضرة وبشكل يومي حتي نعكس لكل الدنيا تغير سياستنا نحو القارة بشكل حقيقي وواقعي ونكون مصباحا مضيئا لصانع القرار حتي نستطيع تحقيق مصالحنا معا ولم يعد مقبولا تكرار أخطاء الماضي لأن التداعيات ستكون خطيرة مع التسلح بالوعي والفهم التام للشعوب الأفريقية علي كافة المستويات. وليكن معلوما لدينا أن دول القارة الأفريقية بدأت منذ سنين طريق التنمية وسط صعوبات كثيرة ومعوقات أكثر وهنا نتشابه في هذا التحدي فهذه دعوة للتكامل لتحقيق حلم التنمية الذي طال انتظاره مع استغلال وحدة الهدف ومعرفة المعوقات والعراقيل لتحقيق هذا الحلم والإعلام له دور بارز لتسليط الضوء علي كافة القضايا الأفريقية والبحث عما يجمعنا والأمل قائم ما دامت الحياة.