أكد الدكتور يونس الخطيب رئيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن هناك تاريخا طويلا من الدعم والمساعدات من قبل الهلال الأحمر المصري لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وللشعب الفلسطيني، موضحا أن ما بين الهلال الأحمر المصري ونظيره الفلسطيني لا يمكن أن يسمى تعاونا أوتنسيقا بل هو عمل متكامل الأركان في المجالات كافة داخل الجمعيتين. وقال الخطيب - في حوار برام الله اليوم السبت - إن الهلال الأحمر المصري داعم رئيسي لنظيره الفلسطيني وما يقدمه يفوق ما يقدمه الآخرون من مساعدات طبية وخبرات لوجستية تساهم كثيرا في عمل جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني على مر التاريخ والأزمنة والأصعدة. وأضاف أن الهلال الأحمر المصري دائما يقف مع الشعب الفلسطيني وخصوصا وقت الحروب، وحينما يعلن عن تقديم مساعدات من هنا أو هناك يكون الهلال الأحمر المصري قد قدم عشرات قيمة المعلن عنه، مؤكدا أن التاريخ لن ينسى لمصر وشعبها الوقوف الدائم والمتكرر مع الشعب الفلسطيني. وأوضخ أن تاريخ تأسيس الهلال الأحمر الفلسطيني يؤكد أن الهلال الأحمر المصري دائما ما كان هو المصدر والعنوان الرئيسي، مشيرا إلى أن الهلال الأحمر المصري يؤكد عبر مستشفى فلسطين بالقاهرة والتي كانت وما زالت تقدم خدماتها حتى الآن أن مسألة الدعم أمر مفروغ منه. وأضاف أن الاحتياجات دائما أكبر من الموارد ودائما لنا متطلبات وأهمها المراقبة باحترام اتفاقيات جنيف والتي تنتهكها إسرائيل باستمرار ضد الطواقم الطبية أو المدنيين، مؤكدا أن الصليب الأحمر مراقب مغلق مع الأطراف المعنية ودائما يقدم تقاريره والتي دائما أيضا تحتوي على مخالفات للاحتلال لجهات معينة ومعنية. وقال إن الهلال الأحمر الفلسطيني يعد الثاني من ناحية التأسيس بعد الهلال الأحمر المصري ويعمل وفقا للقانون الدولي مما جعل هناك تعاونا مع الصليب الأحمر الذي أخذ أشكال عدة بحكم تطورات الأوضاع الفلسطينية والتي تعد أطول فترة احتلال في العالم. وبشأن أي اتهامات للهلال الأحمر الفلسطيني بأنه بعيد عن الحيادية الدولية، رفض الدكتور يونس الخطيب رئيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني الحديث بشكل عنصري كما يفعل الاحتلال الإسرائيلي قائلا:"نقدم الخدمة الطبية للجرحى الإسرائيليين مراعاة للإنسانية والقانون والاتفاقيات الدولية"، موضحا أن الاحتلال لا يعرف إنسانية بل يتعنت ويمنع وصول في كثير من الأحيان الصليب الأحمر نفسه من تقديم الخدمات الطبية للجرحى الفلسطينيين خلال المواجهات أو حتى خلال الحروب المتتالية على قطاع غزة. وحول وجود حالات موثقة لتقديمها لأية جهات مسئولة لكشف انتهاكات الاحتلال بحق الطواقم الطبية ومنع علاج المصابين، كشف الخطيب أن الهلال الأحمر الفلسطيني لديها من المستندات الموثقة جاهزة لتقديمها في أي محفل دولي إذا طلب منه، مؤكدا أن الهلال الأحمر الفلسطيني غير مكبل بأي قيود في مسألة تقديم أي وثائق وفق القانون تؤكد الانتهاكات الإسرائيلية بحق طواقم الأطباء التابعة له، واستهدافهم خلال الحروب أو خلال المواجهات ولدينا حالات استشهاد في الحرب الأخيرة على غزة. وأوضح أن الصليب الأحمر الدولي لا يعطي تقارير للمحكمة الجنائية أو غيرها بشأن الانتهاكات ولكنه يمكن أن يقدم شهادات إذا طلب منه، وفي حالات معينة وله سابقة في ذلك وقدم مستندات، مؤكدا أن الانتهاكات الإسرائيلية غالبا تظهر مباشرة على وسائل الإعلام ولكن لا يوجد محاسب. وحول كيفية تعامل الطواقم الطبية التابعة للجمعية مع حالات الاعتراضات أو المنع من قبل الاحتلال للوصول للجرحى لعلاجهم، كشف الخطيب أن دور طواقم الأطباء هو عمل طبي في المقام الأول وليس لديهم أية خبرة في التعامل مع الناحية العسكرية ولكنهم في حالات كثيرة يستخدمون وسائل للتعامل مع جيش الاحتلال عبر محاولة إقناعهم بضرورة المرور أو غير ذلك مما تمتلك من صلاحيات. وأوضح أنه قد تنجح مثل هذه الوسائل أو تفشل أو قد تؤدي إلى ضرر يتحمله طواقم الأطباء في الهلال الأحمر الفلسطيني نتيجة إيمانهم بعملهم ومنها استخدام أسلحة تسبب أمراض أو أعراض لأفراد الطواقم، مشيرا إلى انه هناك أيضا وسيلة أخري وهى الاتصال بالصليب الأحمر للتنسيق أو للتوثيق وهذا هو طبيعة الاحتلال الذي يتحكم في كل الأمور ولا يعرف للإنسانية عنوان. وحول إمكانية تأثر خدمات جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بالأوضاع السياسية والانقسام، أكد الدكتور يونس الخطيب أن الخدمات لم تتأثر في قطاع غزة نتيجة للانقسام السياسي القائم بل على العكس تم زيادتها نتيجة للأوضاع التي تمر بها بسبب الحروب المتكررة من العدو الإسرائيلي أو الحصار، موضحا أنه يتم حاليا تطوير مستشفى القدس لجعلها مستشفى تعليمي وغيرها من الخدمات مثل مستشفى الأمل والوفاء والذي تم تدميره خلال الحرب الأخيرة. وأشار إلى أن جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني تغطى كل الأراضي الفلسطينية في العديد من المستشفيات، مشيرا إلى أن هناك مجالات أخرى غير العلاج الطبي المباشر مثل التأهيل الطبي والتعليم والصحة النفسية وغير ذلك، فطول فترة الاحتلال يجعل المجالات تزداد. ولفت إلى أن جمعية الهلال الأحمر تمثل كل الفلسطينيين في غزة والضفة والقدس والشتات أيضا لأنها تقدم الخدمات بعيدا عن المناورات السياسية الداخلية أو الخارجية وهذا ما جعلها مستمرة في التمثيل الدولي، مؤكدا أن العمل الإنساني هو طريق وأسلوب أداء الجمعية منذ قيامها وحتى الآن وستستمر في ذلك حسب دستور نشأتها وعضويتها في المحافل الدولية. وبشأن تقدم الخدمات الطبية من قبل الجمعية لفلسطيني الخارج، أكد الخطيب أن الجمعية ومنذ نشأتها تقدم خدمات للفلسطينيين في الشتات والاونروا هي المسئولة بشكل رئيسي لتقديم الخدمات والمساعدات، وربما هي الآن تخفف هذه المساعدات لعوامل مزدوجة بين السياسة وقلة الإمكانيات، موضحا أن المجتمع الدولي يضغط لإيجاد حل لقضية اللاجئين وكذلك عوامل إدارية في المؤسسات التابعة للمنظمة الدولية. وشدد على ضرورة عدم المساهمة في تفجير الأوضاع داخل المخيمات سواء في لبنان أو سوريا نتيجة نقص الخدمات، مطالبا المنظمة بزيادة الموارد المالية والدعم من أجل استمرار الخدمات وزيادتها نتيجة لزيادة عدد السكان في هذه المخيمات. وكشف عن وضع خطة لإعادة تقديم الخدمات في المستشفيات التي تعرضت خلال الأحداث الموجودة في سوريا بعد استقرار الأوضاع هناك، مشددة على ضرورة أن تكون الخدمات الطبية بعيدا عن الأوضاع الجارية في العالم العربي ومناطق الصراعات.