أعلن علماء بريطانيون إن التجارة العالمية في النحل تقف وراء انتشار وباء يهدد خلايا النحل والنحل البري. وانتشر مرض قاتل للنحل في أنحاء العالم عبر واردات لمجموعات من نحل العسل المصابة بعدوى فيروسية، وفقا لأدلة علمية أثبتها علماء الجينات. وأكد باحثون في دورية "ساينس" العلمية أن هناك ضرورة لتشديد القيود لحماية النحل من أمراض أخرى مكتشفة حديثا. وهذا الفيروس بجانب طفيليات "فاروا" يمكنهما تدمير خلايا نحل كاملة وتعريض حشرات النحل للخطر. وقالت كبيرة الباحثين المشرفة على الدراسة الدكتور لينا باير-ويلفرت من جامعة اكستر إن النحل الأوروبي يأتي في قلب التفشي الدولي لما وصفته "بالضربة المزدوجة" لمستعمرات النحل. وأوضحت في تصريح لبي بي سي: "هذا بشكل واضح مرتبط بالنقل البشري لنحل العسل حول العالم". ويظهر نمط تفشي الفيروس حول العالم أنه جاء بسبب تدخل الإنسان وليس طبيعيا، حسب الباحثين. وقال البروفيسور روجير باتلن من جامعة شيفلد والذي شارك في إعداد البحث إن فيروس "الجناح المشوه" (DWV) يمثل تهديدا كبيرا لحشرات نحل العسل في مختلف أنحاء العالم خاصة التي تعاني من هذا الوباء "الذي ينتقل بسبب التجارة وحركة مستعمرات نحل العسل". وتعقب العلماء المشاركون في هذا البحث وهم من جامعات اكستر وشيفلد وسالفورد ظهور فيروس "الجناح المشوه" من خلال تحليل العينات الوراثية المأخوذة من نحل العسل وحيوانات الفاروا الصغيرة في 32 موقعا في 17 دولة. وطالب الباحثون بتشديد القيود على استيراد نحل العسل بفرض إجراء فحص صحي إجباري وفرض مزيد من القيود على عمليات نقل مستعمرات النحل عبر الحدود. وشددوا على أنه يجب بذل كل جهد ممكن لمنع تسلل حيوان الفاروا الصغير إلى المناطق القليلة الآمنة لتوفير ملاذ آمن بعيدا عن الفيروس. وأضاف الدكتور باير-ويلفرت: "يجب علينا الآن فرض قيود صارمة على حركة النحل سواء عُرف أنها تحمل فاروا أم لا". وفي تعليق له على هذه الدراسة، قال البروفيسور مارك براون من كلية رويال هولواي بجامعة لندن إن هناك بالفعل قيودا مطبقة على تجارة عسل النحل مثل الفحوصات التي يجريها الأطباء البيطريون، لكن هذه ليست كافية بشكل واضح. وقال: "نحتاج إلى قواعد أفضل إذا أردنا أن نمنع حدوث ذلك مستقبلا لفيروسات أخرى من المحتمل أن تظهر". ويستخدم النحل الأوروبي في أنحاء العالم لأغراض التلقيح التجاري في بعض المحاصيل مثل المكسرات والفواكه وكذلك لإنتاج العسل.