قال الشيخ أحمد صبري، من علماء الأزهر الشريف، إن دعاء سيدنا يونس -عليه السلام- من الأدعية المستجابة التي تفك الكرب، كما ودر في قول الله تعالى: «لا إِلَهَ إِلا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ» سورة الأنبياء الآية 87. وأضاف «صبرى»، خلال لقائه ببرنامج «منهج الحياة»، المذاع على فضائية «العاصمة»، أن الله تعالى أرسل سيدنا يونس -عليه السلام- إلى أهل «نينوى» وهي: مدينة كبيرة تقع على نهر دجلة أو قريبة منه، تجاه مدينة الموصل من أرض آشور «العراق». وأكد أن الله تعالى أمر سيدنا يونس -عليه السلام- أن يذهب إلى أهل نينوى، ليردهم إلى عبادة الله وحده، وذلك بعد أن دخلت فيهم عبادة الأوثان، فدعا أهلها إلى عبادة الله الواحد القهار، ونهاهم عن عبادة الأوثان، فلم يستجيبوا له، فوعدهم بالعذاب في يوم معلوم إن لم يتوبوا، وظن أنه قد أدى الرسالة، وقام بكامل المهمة التي أمره الله بها، وخرج عنهم مغاضبًا قبل حلول العذاب فيهم، باجتهاد من عند نفسه دون أن يؤمر بالخروج، ظانًا أن الله لا يؤاخذه على هذا الخروج ولا يضيق عليه، منوهًا بأن هذا هو الظلم لوحيد الذي ارتكبه سيدنا يونس -عليه السلام-. وتابع: فلما ترك يونس أهل نينوى، وجاء موعد العذاب، وظهرت نذره، عرفوا صدق يونس، وخرجوا إلى ظاهر المدينة، وأخرجوا دوابهم وأنعامهم خائفين ملتجئين إلى الله تعالى، تائبين من ذنوبهم، وأخذوا يبحثون عن يونس، ليعلنوا له الإيمان والتوبة، ويسألونه أن يكف الله عنهم العذاب فلم يجدوه، ولما ظهرت منهم التوبة، وعلم الله صدقهم فيها كف عنهم العذاب، فعادوا إلى مدينتهم مؤمنين بالله، موحدين له، هاجرين عبادة الأصنام. واستطرد: أما يونس فإنه سار حتى وصل إلى شاطئ البحر، فوجد سفينة على سفر فطلب من أهلها أن يركبوه معهم، فتوسموا فيه خيرا فأركبوه، ولما توسطوا البحر هاج بهم واضطرب، فقالوا: إن فينا صاحب ذنب، فاستهموا فيما بينهم على أن من وقع عليه السهم ألقوه في البحر، فوقع السهم على يونس، فسألوه عن شأنه وعجبوا من أمره وهو التقي الصالح، فحدثهم بقصته، فأشار عليهم بأن يلقوه في اليم ليسكن عنهم غضب الله فألقوه، فالتقمه بأمر الله حوت عظيم، وسار به في الظلمات، في حفظ الله وتأديبه، وتمت المعجزة. وأوحى الله تعالى إلى الحوت ألا يصيب من يونس -عليه السلام- لحما ولا يهشم له عظما، فحمله الحوت العظيم وسار به عباب البحر حيا يسبح الله ويستغفره، وينادي في الظلمات: أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فاستجاب الله له، ونجاه من الغم، ثم أوحى الله إلى الحوت أن يقذف به في العراء على ساحل البحر، فألقى به وهو سقيم. واستكمل: وجد يونس -عليه السلام- نفسه في العراء سقيمًا هزيلاً، فحمد الله على النجاة، وأنبت الله عليه شجرة من يقطين، فأكل منها واستظل بظلها، وعافاه الله من سقمه وتاب عليه. وعلم يونس أن ما أصابه تأديب رباني محفوف بالمعجزة، حصل له بسبب استعجاله وخروجه عن قومه مغاضباً، من دون إذن صريح من الله له يحدد له فيه وقت الخروج.