نداء ودعاء سيدنا يونس عليه السلام «لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين» هو أفضل دعاء يجب كل منا أن يدعو ربه فى وقت الكرب والهم والغم وسيدنا يونس الذى أرسله الله إلى أهل «نينوى» وهى مدينة كبيرة على نهر دجلة تجاه مدينة الموصل وهى محافظة مهمة بالعراق الآن وكان عدد أهل هذه المدينة مائة ألف أو يزيدون.. أمر الله رسوله الذى أرسله بعد سيدنا سليمان وقبل سيدنا عيسى أن يذهب لهذه البلدة ليرد أهلها إلى عبادة الله وحده، وذلك بعد أن دخلت فيها عبادة الأوثان.. فذهب من بلاد الشام إلى «نينوى».. فدعا أهلها بمثل دعوة الرسل كما أمره الله ونهاهم عن عبادة الأوثان.. فلم يستجيبوا له شأن أكثر أهل القرى فأوعدهم العذاب فى يوم معلوم إن لم يتوبوا.. وظن أنه قد أدى الرسالة.. وقام بكامل المهمة التى أمره الله بها.. وفارقهم وهو غضبان منهم قبل حلول ساعة العذاب.. معتقدًا أن الله لا يؤاخذه على هذا الخروج ولا يضيق عليه.. فلما تركهم يونس وجاء موعد العذاب.. عرفوا صدق يونس.. خرجوا من المدينة تائبين من ذنونبهم يبحثون عن الرسول الذى أرسله الله ليعلنوا له الإيمان والتوبة.. ويسألونه أن يكف الله عنهم العذاب فعادوا إلى مدينتهم مؤمنين بالله موحدين له.. أما يونس فقد سار حتى وصل شاطئ البحر فوجد سفينة على سفر فطلب من أهلها أن يركبوه معهم.. فتوسموا فيه خيرًا فأركبوه.. ولما توسطوا البحر هاج واضطرب.. فقالوا إن فينا صاحب ذنب.. فعملوا قرعة فيما بينهم من سيلقوه فى البحر فوقعت على يونس الذى حكى لهم ما حدث معه وكيف أغضب الله.. فألقوه.. فالتقمه بأمر الله حوت عظيم وسار به فى الظلمات فى حفظ الله وتمت المعجزة فقد أوحى الله إلى الحوت ألا يصيب من يونس لحماً ولا يهشم عظامه فحمله الحوت وسار به فى البحر حياً يُسبِّح الله ويستغفره ونادى يونس ربه فى الظلمات ودعاه وتضرع إليه وكان يعانى من ظلمة نفسية شعورية.. ظلمة الغم والهم والكرب والضيق.. ظلمة المحنة والشدة والبلاء.. فى هذه الظلمات نادى يونس ربه واستغاث به.. فاستجاب له الله ونجاه من الغم.. ثم أوحى الله إلى الحوت أن يقذف به فى العراء على ساحل البحر فألقى به وهو سقيم.. ووجد يونس نفسه فى العراء سقيمًا هزيلًا.. فحمد الله على النجاة.. وعلم يونس أن ما أصابه تأديب ربانى محفوف بالمعجزة.. حدث بسبب استعجاله وخروجه عن قومه غاضبًا بدون إذن صريح من الله يحدد له وقت الخروج.. واستعجاله تسبب فى اللوم والتأديب ونخرج من قصة سيدنا يونس أن الإنسان يبقى ضعيفًا فى التحمل لولا عون الله ومدده.. لذلك ما أحوجنا فى ظروفنا التى نمر بها إلى تذكر قصة يونس وندعو الله حتى يخرجنا من الظلمات التى نعيش فيها الآن «لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين».. وبإذن الله سيستجيب لنا الله.. ويخرجنا من الظلمات إلى النور..!!