* خبراء عن تطورات الأزمة السعودية - الإيرانية: * الشاذلي: "جعبة" الدبلوماسية السعودية تحمل الكثير لإيران * سفيرنا السابق ب"الرياض": العلاقات بين السعودية وإيران لن تتعدى "القطيعة الدبلوماسية" * باحث: السعودية تستطيع عزل إيران "اقتصاديا" بتحجيم نفوذها في "الأوبك" * أبو النور: السعودية تستطيع تكبيد إيران خسائر اقتصادية ب20 مليار دولار أعلن وزير الخارجية السعودي أمام اجتماع وزراء الخارجية العرب أمس، أن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران خطوة أولى. السطور التالية تحاول تفسير كلمات وزير الخارجية السعودية، وتكشف ماذا تملك السعودية ضد إيران بعد قطع العلاقات الدبلوماسية. في هذا السياق، علق السفير فتحي الشاذلي، سفير مصر السابق بالسعودية، مساعد وزير الخارجية الأسبق، على تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بأن قطع العلاقات مع إيران خطوة أولى، وأن السعودية مازال في جعبتها الدبلوماسية الكثير لمجابهة إيران. وقال "الشاذلي": هناك حرب بالوكالة بالفعل دائرة بين السعودية وإيران في اليمن، بالإضافة إلى انعكاس هذا على العلاقات الاقتصادية العربية مع إيران". وأضاف أن السعودية ستتعامل مع الأزمة في إطار الدبلوماسية كما قامت بتقديم شكوى ضد إيران في جامعة الدول العربية، ومن الوارد نقل هذه الشكوى إلى منظمة التعاون الإسلامي التي اقترب موعد انعقادها. فيما، استبعد السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن تذهب السعودية في أزمتها ضد إيران إلى ما هو أبعد من قطع العلاقات الدبلوماسية خصوصا أن 3 دول فقط هي التي قطعت العلاقات مع إيران تدعيما للسعودية. وقال "هريدي": "البيان الصادر عن جلسة اجتماع وراء الخارجية العرب لم يشر من قريب أو بعيد إلى ما يحمل معنى اعتزام الدول العربية على قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران". وفي السياق ذاته، أكد الدكتور محمود طرشوبي، الباحث في العلاقات الدولية، أن الأزمة الدبلوماسية بين السعودية وإيران لن تفارق "الحرب السياسية والاقتصادية"، فالسعودية تستطيع تحجيم دور إيران في منظمة الأوبك وفرض حظر على منتجاتها النفطية. وقال "طرشوبي": "السعودية تهدف إلى عودة الشرعية في اليمن وكسر النفوذ الإيراني فيها المتمثل في الوجهة الحوثية، بالإضافة إلى إسقاط نظام بشار وتحويل سوريا إلى دولة سنية بدلا من شيعية، مما يعني تغيير خارطة نفوذ إيران في المنطقة وإعادة توزيع النفوذ الشيعي فيها". وأضاف أن السعودية تخلصت من كل المنظمات التي ثبت أن لديها جسر تواصل مع إيران مثل "حماس" في قطاع غزة، ما يمثل ورقة ضغط على العلاقات الخارجية لإيران. كما، أكد محمد محسن أبو النور، الخبير بالشأن الإيراني، أن المملكة العربية السعودية ستتخذ عدداً من الإجراءات العقابية التي من شأنها تكبيد إيران خسائر كبيرة، إذا تحركت على محورين. وقال "أبو النور": أول المحورين هو حث الإمارات العربية المتحدة على قطع العلاقات التجارية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية ما يعني خصماً فورياً يقدر ب20 مليار دولار من الرصيد التجاري لإيران والذي تعد في أمس الحاجة إليه في ظل التدهور الناتج عن حزم العقوبات الست المفروضة على قطاعات اقتصادها الخمسة الرئيسية، وبالتالي ستفقد إيران المنطقة التجارية العربية الحرة التي تستخدمها في عمليات التجارة والتبادل التجاري والشحن. وأضاف أن المحور الثاني يتمثل في مواصلة إنتاج النفط بكثافة وبيعه في الأسواق بأسعار قد تصل إلى ما دون ال30 دولاراً للبرميل ما يعني أن أي احتمالات تحسن الميزانية الإيرانية بعد تنفيذ مخرجات الاتفاق النووي لن تؤتي نفعاً لطهران التي تتوقع انتعاشاً محتملا بعد إتاحة بيع منتجاتها النفطية بصورة مباشرة في الأسواق العالمية. وأشار الباحث في الشأن الإيراني، إلى أن هناك ملاحظة مهمة وهي أن المملكة العربية نجحت بالفعل في استخلاص مواقف إقليمية شبه موحدة مؤيدة لنهجها الإقليمي في مواجهة السلوك الإيراني ما كشف إلى أي مدى تحظى الرياض بنفوذ بالغ في الإقليم في مواجهة حالة استاتيكية مُنيت بها السياسة الإيرانية على خلفية تصاعد أزمة إعدام باقر النمر وإحراق القنصلية والقنصلية في خراسان وطهران.