أكد رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية السفير محمد إبراهيم شاكر مجددا على أن المخرج للمشكلة النووية الإيرانية ربما يحتاج إلى مفاوضات إقليمية دولية دقيقة تستند إلى فكرة تدويل دورة الوقود النووى أو أقلمتها، وذلك من خلال تدويل وأقلمة منشآت تخصيب اليورانيوم وغيرها من التقنيات الحساسة بحيث توضع تحت إدارة مشتركة ورقابة إقليمية ودولية فعالة تشارك فيها الوكالة الدولية للطاقة الذرية. جاء ذلك فى تعقيب للسفير شاكر اليوم، الخميس، على زيارة وزير خارجية روسيا لطهران للإعداد للمحادثات التى ستجرى بين الغرب وإيران قريبا فى موسكو حول البرنامج النووى الإيرانى. وأشار شاكر، فى تصريح له اليوم، إلى أن مثل هذا الحل الدبلوماسى يتماشى مع الاتجاه الدولى السائد الآن والذى يرمى إلى تدويل أو أقلمة التقنيات الحساسة فى دورة الوقود النووى، موضحا أن هذا الاقتراح يتطلب تعاونا كبيرا من إيران واستعدادا عربيا للمشاركة فى هذه المبادرة، وتأييدا دوليا واسعا. وشرح السفير شاكر أن من فوائد هذا الحل أن المنشآت التى أقامتها إيران ستظل كما هى تحت إدارة إيرانية وبمشاركة عربية، وأن مثل هذا التقارب العربى مع إيران قد يفتح الباب لتعاون أكبر فى مجالات أخرى عديدة فى العلاقات الإيرانية العربية بما يدعم الاستقرار والأمن فى منطقة الشرق الأوسط التى هى من أكثر المناطق الجغرافية فى العالم سخونة وتوترا، خصوصا ونحن على أبواب انعقاد مؤتمر دولى كبير للأمم المتحدة فى فنلندا فى ديسمبر المقبل من أجل إنشاء المنطقة الخالية من أسلحة الدمار الشامل فى الشرق الأوسط وتشارك فيه إيران وإسرائيل. وأوضح السفير شاكر أن إنشاء المنطقة الخالية من أسلحة الدمار الشامل فى الشرق الأوسط قد يساهم فى تيسير الحوار البناء بين الدول الأطراف فى المنطقة والنظم الدولية الخمسة للرقابة على الصادرات النووية، وذلك قبيل اتخاذ أي قرارات بشأن المبادئ الإرشادية لنظم الرقابة على الصادرات، حيث إنه لا يوجد حتى الآن حوار ثابت ومنتظم بين الأنظمة الخمسة للرقابة والدول المستوردة للمواد والتقنيات النووية الأطراف فى معاهدة منع الانتشار النووى فى الوقت الحالى وهو أمر غير عادل بل ومجحف من جانب الدول المصدرة. وأشار السفير شاكر إلى أنه يؤمن بضرورة الحل الدبلوماسى للمشكلة الإيرانية، وأنه تقدم بورقة عمل فى هذا الصدد إلى مؤتمر الجامعة العربية الأخير من المنظمات غير الحكومية من المراكز البحثية والدراسات الاستراتيجية بالقاهرة مؤخرا فى إطار الإعداد والتحضير لمؤتمر فنلندا القادم.