قبل 167 سنة.. أولاد الشوارع مثلوا أيضا مشكلة أرقت الدولة المصرية آنذاك، فكانت ظاهرة أطفال الشوارع بالنسبة لمحمد على باشا كارثة يجب حلها فى أسرع وقت. ووفقا للمصادر التاريخية، في ذلك التوقيت حوالى 300000 متشرد فى شوارع المحروسة سببوا صداع في رأس محمد علي باشا، كان العدد كفيل بإحداث كارثة من وجهة نظرة فكان يدرك أن هؤلاء سيكونون السبب الرئيسى فى إسقاط الدولة المصرية العظمى التى كانت حلم محمد على الحاكم المصري قبض عليهم جميعاً، لم يترك أياً منهم فى الشوارع وإعتقلهم فى الصحراء بمعسكر قرب الكلية الحربية التى كان قد أنشأها فى أسوان . وقد كان سليمان باشا الفرنساوى وقتها قائد الجيش فأتى بأعظم المدربين الفرنسيين فى شتى المهن والحرف اليدوية ليعكفوا على تدريب وتعليم هؤلاء المشردين ذكوراً وإناثاً فى مدة 3 سنوات أو أكثر ليخرج لمصر أعظم الصناع المهرة في التاريخ الحديث. أجادوا جميعهم الحرف اليدوية وأيضاً اللغة الغرنسية والعربية، واحتفظ محمد على بالنوابغ منهم وإستعان بهم فى إنشاء مصر الحديثة وأرسل منهم خبراء للدول التى كانت تفتقر تلك الحرف وأنشأ لهم الموانى التى ستساعدهم فى تصدير إنتاجهم إلى الدول الأخرى المطلة على البحر الأبيض المتوسط. ومن هؤلاء الحرفيين المهرة والد عبد الله النديم الكاتب والشاعر وخطيب الثورة العرابية فقد عينه محمد على رئيس للنجارين فى الأسطول البحرى الذى أنشأه وفتح به بلداناً كثيرة .