للتلوث البيئي صورًا عديدة ومن أكثر صورها الظاهرة حاليا هي أكوام القمامة التي توجد في كل مكان.. التي تنتج عن بقايا كل ما يستخدمونه الناس في حياتهم اليومية من أطعمة ومشروبات وفاكهة وإلخ.. حتى يقومون بإلقائها في أي مكان دون شعور بما ينتج عنها من روائح كريهة وما تسببه من أمراض.. لذا يجب الوعي بهذه المخاطر والعمل على محاربتها بأي وسيلة عن طريق تثقيف الناس وبرامج التوعية في الإعلام أو ندوات تثقيفية حتى نحد من هذا الخطر الجسيم. تتعدد خطورة النفايات وتنقسم إلى أنواع متعددة.. ومن أخطر النفايات وأنواعها هي النفايات التي تشتمل مكوناتها على مركبات معدنية أو إشعاعية تؤدي إلى مشاكل بيئية خطيرة.. وتتولد هذه النفايات الخطرة من المواد والمخلفات الصناعية والكيماوية والمخلفات الزراعية (المواد الكيماوية التي تستخدم كمقويات في الزراعة). النفايات الصلبة هي النفايات المكونة من مواد معدنية أو زجاجية، وتلك تنتج عن النفايات المنزلية والصناعية والزراعية، وهي بحاجة إلى مئات السنين للتحلل ويشكل تواجدها خطرًا بيئيًا. أما النفايات السائلة هي مواد سائلة تتكون من خلال استخدام المياه في العمليات الصناعية والزراعية المختلفة، ومنها الزيوت ومياه الصرف الصحي، وهي تُلقى في المصبّات المائية في الأنهار أو البحار. النفايات الغازية: هي عبارة عن الغازات أو الأبخرة الناتجة عن حلقات التصنيع والتي تتصاعد في الهواء من خلال المداخن الخاصة بالمصانع، ومن تلك الغازات أول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت، فالأكسيدات النيتروجينية والجسيمات الصلبة العالقة في الهواء كالأتربة وبعض ذرات المعادن المختلفة، وكل هذه المخلفات أو النفايات الزائدة وغير المرغوب فيها لابد من تجميعها حتى لا يكون لها أثرًا سلبيًا على صحة الإنسان والبيئة المحيطة به. وفي علم الأحياء يقصد بالمخلفات أو النفايات المواد الزائدة أو السموم "الذيفانات" التي تخرج من الكائنات الحية، ولابد من جمع النفايات ومعالاجتها حتى تقل تأثيراتها السلبية على البيئة والمجتمع. ومن أخطر النفايات أيضا على الإنسان هي النفايات الصناعية بحيث يتم إلقائها دون معالجة بحيث تقوم الرياح بحمل هذه الغازات الخارجة منها إلى أماكن بعيدة وفيها ما هو سام ويؤثر على صحة الإنسان وبيئته. وهناك نوعا آخر من المخلفات الصناعية هي المخلفات التي تكون صلبة مثل بقايا الأطعمة وقشور الفاكهة والخضروات، بحيث تقوم على تجميع الحشرات التي تنقل السموم والأمراض إلى الأماكن المزدحمة بالسكان. وتقوم الغازات الناتجة عن احتراق المخلفات الصناعية بتأثير مباشر على البيئة والإنسان، وتعتبر هذه النفايات مزرعة لتكاثر الكائنات الحية كالفئران والصراصير والذباب، ولابد من اتخاذ الاحتياطات اللازمة عند القيام بحرق هذه النفايات حتى لا يؤدي هذا إلى تلوث الأرض بدلا من تلوث الهواء. كيفية الوقايا من هذه الخطورة إلى حد ما يكون عن طريق غلق أكياس القمامة جيدا وأيضا عن طريق النظافة جيدًا والتطهير ومحاولة فرز القمامة جيدا قبل رميها وتقليل استخدام الفحم وغيره من مواد الحرق. ونلاحظ في الآونة الأخيرة عدم الشعور بالمسؤولية من ناحية إلقاء القمامة من الناس، بحيث يقومون بإلقائها في أي مكان وأي زمان دون أدنى خوف على الصحة العامة أو على سلامة البيئة أو على المنظر العام. ويمثل تراكم المخلفات المنزلية والصناعية والتجارية خطرًا على صحة الإنسان ما تسببه من انتشار الروائح الكريهة، وتسبب أيضا انتشار أمراض الجهاز التنفسي.. وأزمات الربو وتؤثر كذلك على القلب والجهاز المناعي إذا لم يتم معالجتها أو التخلص منها نهائيا، فأكوام القمامة تشجع على تكاثر البكتريا والجراثيم والفيروسات ما يؤدى إلى انتشار الأمراض وتفشي الأوبئة الفتاكة، إذا لم يتم عزل النفايات تماما عن الدورة الغذائية للإنسان ومعالجتها لوقف تكاثر البكتريا، ونتمنى أن تتلاشى مثل هذه الظواهر السلبية من مجتمعنا تماما حتى يصبح مجتمع متقدم ومتطور بأبنائه الأوفياء.