ساعات وتبدأ الجولة الأولي من انتخابات رئاسية حاسمة تشكل نتائجها شكل ومستقبل الدولة بل هويتها ،فالمتنافسون رغم أنهم يحملون الجنسية المصرية إلا أنني أري بينهم من ليسوا بمصريين .. نعم فقد ولدوا في مصر لكن فيهم من تربي في حيز عقول تنكرت لمصر وأهلها وتجاوزت بأبصارها إلى تجمعات بدوية ما زالت بعضها يحاول اكتشاف نفسه وما زال البعض الآخر يحاول استرجاع هويته بعد أن مل من التنعم بمنجزات الغرب . وفيهم من يعيش في الماضي ويقتات على حنين المصريين لأيام كانت مصر تستطيع أن تقول لا وعلى الرغم من ان المرشح الغارق في أحلام الماضي يدرك تمام التأكد أن الساعة لا تعود إلى الوراء إلا أنه يسعى بين الناس متاجرا بقومية بيعت في المزاد العلني. ومنهم من يؤكد للناس أنه غير محسوب على تيار عاش فيه نصف عمره ودعمه بخلق كوادر زرع فيها حب دولة الخلافة وإعادة مجد الإسلام لكنه نسي أن يعلمهم فن الاختلاف فكفروا به يوم أن انفصل وتركها بعدما أحس أنه أضاع عمره وفاءً لأشخاص وليس لفكرة أو مبدأ . وبينهم أيضاً من يمثل مشروعاً للنهضة لا يتحقق إلا بالاستحواذ على أركان دولة ومفاصل نظام.. مشروع اعتمد في تصويت الناخبين له على زجاجة زيت أو عبوة سكر ولكن الحقيقة أنه اعتمد على أمية متفشية بين أمة ينهشها الكذب والتدليس وعلى الرغم من إدراك البعض أن هذا المرشح سيكون مندوباً لمرشده في القصر الجمهوري إلا أن بعضهم يعددون مناقبه وفضائله وقدرته اللا محدودة على الإنجاز رغم فشله كرئيس لحزب الأكثرية في إحداث توافق وطني حول حزبه الذي من المفترض أنه يديره ويضع سياساته ولم لا فالمرشح لا يجد حرجاً في أن يدفع ابناه الحاملين للجنسية الامريكية من أموالهما ضرائب ينفق منها على الجيش الامريكي الذي يسيطر على الوطنين العربي والاسلامي الذي سيبني فيه المرشح مشروع نهضته . ليبقى الحديث عن مرشح يحسبه البعض على نظام سابق يعتبره البعض فلول رغم أنه لم يبرح مكانه في السيطرة على مجريات الامور. ودعواه ساقطة من يقنعني أن نجاحه سميثل فشلاً للثورة مما يدفع للسخرية واتهام مطلقها بالغباء أو الاستغباء فما الذي تغير في مصر سوى رحيل مبارك وإنهاء مشروع التوريث لكي يأتي هذا المرشح ليفشله. إذن نحن أمام امتحان فارق لدولة تترنح تحت وطأة فرسان الأوهام ويبدو أن كل ما يبنى الآن مخالف لشروط البناء وسيصدر له في وقت ما قرار إزالة فمن سيصدر القرار ومتى؟! ...... المصريون وحدهم سيقررون ذلك.